الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد .. وعصابة جدتي وهلهولة خيرية ....

جواد كاظم اسماعيل

2008 / 10 / 3
الادب والفن


منذ سنوات ضوئية والعراق لم يتذوق طعم الفرح , حتى فرحه يمتزج بأنين الأمهات ويتلون بلون (عصابة) جدتي و( شيلة) أمي.. فالفرح وهذا البلد على خصام مستمر, حتى وأن أراد أن يتصالح معه يوماً يعتبر ذلك من الأعجاز وهو وأن جاء فلا يأتي الأ نادراً لذا أصبح العراق والحزن منذ هجران أدم للجنة الى اليوم صنوان لايفترقان...وأصبح الموت سمته البارزة فالموت فيه اكثر من سمك الأهوار وأكثر من طيور ( الخضيري) وأكثر من بالات باب الشرقي وسوق جميلة وحتى أكثر من( عتيك) سوق( العورة) حتى العيد في عراق الكوارث عراق الموت ليس له لاطعم ولارائحة لأن العيد فيه ( يصعد على مطي)ويذهب للشط ليهزج مع الفتيات ( البايرات)( أجنك بنات العيد وينك يانهر) يعني يندبن حظنهن العاثر أمام النهر الذي أبتلع كل أحلامهن البريئة , حتى أني أتذكر حينما كنت طفلاً أن جدتي كانت تظفر( الكصيبة للحديثات) وتخضب أكفهن بالحناء وهن يضربن بالدف ويتراقصن في باحة المنزل وهن ينشدن بهذا الكلام( ياضعني الشال أحاه)يعني الحبيب رحل والحلم مات وهن يوهمن أنفسن بأمل خائب أما بيض( الخضيري,البش) كان أكثر صلابة من بيضة الدجاج عندما نتسابق بلعبة أسميناها( المصادع) )(وبخيت اليجمع بيض أكثر) حتى أمه تكرمه بفطور من البيض طيلة أيام العيدأي حال بائس هذا .. ورغم هذا الفقر وهذا البؤس في ذلك الزمان ورغم وئد الأحلام الأ أننا كنا نركب( العربانة أم حصان) ونزور سيد طاهر وسيد عكلة وسيد يوشع أما عيدنا هذا الزمن وهذا العام بالذات فأنه يفتقر لكل هذه الصور فلا عربة تنقلنا الى حيث محط صبانا ولابيض متوفر حتى نكسب ود أمهاتنا لأن أشاعة أنفلونزا الطيور قضى على جميع طيور المنزل ..ولاضعن ولا حبيب لأن الحب مات مع بيادر الحنطة والشعير التي كانت الملاذ لملتقياتنا فليس هناك عيد وليس هناك هلهوله له لأن ( خيرية) ماتت منذ زمن طويل بعد أن كانت تشبع أجوائنا بزغاريدها حينما يأتي نبأ من مرجعية النجف بأن يوم غد عيد فكانت خيرية تمزج هلاهلها مع رائحة البارود الذي تنفثه فوهات البنادق في مثل هكذا مناسبة لأن المرجع كان واحداً والموعد واحداً أما اليوم كثرت المراجع وكثرت المواعيد وأختلف علينا العيد فمنهم من قال العيد الثلاثاء ومنهم من قال الاربعاء ورأي ثالث يقول العيد الخميس ولا ندري أي الأعياد نعيد,,..؟ وأي الأراء نؤيد؟؟ لقد تبددت فرحة العيد لدينا ولم نشعر بطعمها مثل الأخرين من البشر الذين يعيدون على عيد واحد وموعد واحد ,, حتى أبني( حسوني) خرج صباح اليوم الأربعاء بعد أن أرتدى بدلته الجديدة خرج الى السوق وسرعان مارجع ألينا وهو يقول بابا( ماكو عيد...العيد باجر يجي( لأنه يعتقد العيد رجل ويأتي بكرى لأنه سمع الناس بالسوق ومن أصحاب المحلات بأن العيد يكون يوم غد الخميس فرجع المسيكن وخلع ملابسه وعاد الى ممارسة هوايته هي ركوب دراجته الهوائية .. أما أنا فقلت لزوجتي كل عام وأنت زوجتي لكن بدون بدلة جديدة ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب