الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية.الانهيار ومستقبل الاشتراكية

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2008 / 10 / 3
ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم


كل شيء في الحياة له عمر . يبدأ بالطفولة ثم ينتهي بالكهولة . ثم ممات وحياة تبعث من جديد ياخذ مفاتيحها الخلف من السلف .ونفس الشيء ينطبق علي النظم والنظريات السياسية.تولد وتنمو وتكبر وتشيخ وتسقط وتتغير لتعود من جديد مع دورة جديدة من دوران عجلة - أو دولاب . كما يقول الشوام - التاريخ .

في عام 1980 كتبنا أن النظام الاشتراكي في روسيا سوف يسقط بعد أن تدب فيه الشيخوخة. وان روسيا التي قام فيها أول نظام اشتراكي علمي في التاريخ سوف تتحول للنظام الراسمالي . وانها سوف تتبادل المواقع مع الغرب الراسمالي . حيث سيسقط النظام فيه وسيتحول للنظام الاشتراكي . انه قانون الحياة . . وان النظام الذكي الواعي هو الذي يؤخر شيخوخته ويطيل أمد بقائه - لا اكثر - ولكي يطول عمر النظام الاشتراكي فعليه أن يطعم نفسه بطعم راسمالي يقيه من الميكروبات التي تصيب الجسد الاشتراكي ، ولكي يطيل النظام الراسمالي عمره فعليه أيضا أن يطعم نفسه بطعم اشتراكي كمضاد حيوي يحميه من ميكروبات تصيب الجسد الراسمالي .
هذا ما قلناه .. بمسرحيتنا " نوادر بوكاسا " التي نشرنا 90% من حلقاتها بموقع الحوار المتمدن - وبعض المواقع الاخري . وجاري نشر الباقي - قريبا - .

وقد سقط النظام الاشتراكي في روسيا . التي تحولت للنظام الرأسمالي . ولا نستبعد تحول النظام الراسمالي في الغرب للاشتراكية بعد احتمال سقوطه الذي قد لا يكون قريبا ولا سريعا مثل سقوط النظام الاشتراكي . ليس لحداثة وقلة تجارب النظام الاشتراكي الذي طبق للمرة الأولي في التاريخ علي يد روسيا . كلا وانما لطبيعة كل من النظامين . حسبما نقدر .

والنظام الاشتراكي في رأينا اقرب للمثالية . وهو ارقي من الطبيعة البشرية لذا فان كافة انبياء الاشتراكية - كما قلنا في مقال نشر في نفس هذه المناسبة . لعله في العام الماضي بالحوار المتمدن . هؤلاء الانبياء الاشتراكيون قد تقيصروا وتأبطروا وتأكسروا وتدكتروا . وكل من جلس منهم علي كرسي السلطة لم يقم من فوقه الا متوجها للقبر أو لاعدامه مثل شاوشيسكو . ..! واغلبهم عاشوا بالفعل حياة ملوك . وما هكذا قالت لهم الاشتراكية ..http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=117154

ومعاناة الانسان في ظل نظام راسمالي سيء . لا تقره أيضا قوانين النظام الرأسمالي . التي لا يمكن أن يكون فيها ما ينص علي ظلم العامل الفقير ليزداد صاحب المصنع أو المزرع ثراء ..
المشكلة في رأينا- كما نتذكر لخصناها في تلك المسرحية المطبوعة عام 1980 . ليست في اي نظام لا اشتراكي ولا راسمالي . فكلاهما لو طبق بيقظة ضمير وبأخلاق وبانسانية سوف يوفر حدا أدني لكرامة وسعادة الانسان ..المهم يكون القائد الاشتراكي عنده قدرا من الضمير والأخلاق ، ويكون اصحاب رؤوس الأموال بالدول الرأسمالية -والزعماء السياسيين - لديهم قدرا لا بأس به من الضمير والانسانية والأخلاق فلا يخرب اصحاب رؤوس الاموال زمم السياسيين ولا يشترون ضمائرهم ، بالرشاوي أو بجرهم معهم شركاء في البزنيس هم أو أولادهم ..ولا يفرط السياسيون ولا يبيعون ذمهم وضمائرهم لصاحب مصانع حديد تسليح أو مصانع أسمنت أو غيرها من المصانع أو المزارع - مثلا .. يعني مثلا .. مما يفسد حياة الدولة بأكملها ويجوع الشعب ويعريه ..

وان كان هناك نبي اشتراكي عنده قدر من الضمير والأخلاق وعرف أن تمسكه بالنظام الاشتراكي سوف يجوع ويعري شعبه ويحرمه من الكثير من ثمار الحضارة الحديثة . فليترك السلطة أو يترك النظام الاشتراكي ان كان الهدف هو الوطن والشعب وليس مجرد تطبيق نظام وطاعة تعاليم فيلسوف ونبي النظام .. مثل الأصولي الذي لا يهمه خلق الله عاشوا ام ماتوا بل يهمه طاعة الله عمال علي بطال ولو احترق الوطن بمن فيه .. المهم طاعة الله والالتزام بما قاله نبي الله حتي ولو غرق البر وهلك الأخضر واليابس !

لو كنت في مكان نبي الاسشتراكية كاسترو صلي عليه ماركس وسلم لينين أفضل الصلوات والسلامات . لما قبلت الجلوس في السلطة نصف قرن من الزمان بحجج وتبريرات منها تحدي وصمود وكرامة شعب - !!!- وكرامة الوطن والاصرار علي المبدأ ..ولو كنت ماركسيا لاستحيت من أن ابرر ما فعله كاسترو بشعبه وبلده
يزعم انه نهض بالصحة والطب وانه .. ولما رحت أتكلم عن انجازات أحادية قليلة وكأن الحياة ما هي الا نهضة طبية وتعليمية وحسب ! ولو صدق نبي الاشتراكية كاسترو لما ظل قابعا فوق كرسي السلطة نصف قرن ليورث الوطن والكرسي في النهاية لشقيقه من بعده ! ... لست فيلسوفا اشتراكيا ولا منظرا ولكنني لا اتصور أن الاشتراكية ولا الرأسمالية تقبل بقاء رئيس في السلطة نصف قرن من الزمان وتوريثها لشقيقه !!

أصدقائي البهائيين- من زملاء محنة المعتقل السياسي - أعجبني ما قاله لي أحدهم ذات مرة عن ديانتهم التي لا يمكنني الاقتناع بها لكونها تؤمن بصلعم نبيا ضمن الأنبياء ! - كما يزعمون - .قال لي أن ديانتهم تقول لهم ما معناه . ان وجدت الدين يقف حائلا دون سعادة مشروعة وبريئة من حقك . فلا تتبع تعاليم الدين في منعك عنها .
شيء رائع جدا ..
والزعماء والسياسيون الذين يحبون وطنهم حقا فانهم يتركون أية نظرية أو سياسة ويتركون السلطة . ان أحسوا أن في التمسك بها حرمان لشعبهم من حقه في العيش في رفاهية . وحق بلده في أن ينهض.. أوليست تلك هي السياسة ؟! أم هي العناد ولو بدمار الأوطان بزعم النضال والصمود والتصدي ؟؟؟

هناك فرق بين أن يعاند الشخص فيما يخص شخصه وحياته الشخصية ولو مات دونما تراجع . وبين أن يعاند علي حساب وطنه وشعبه تحت بند نضال ومباديء وصمود . وبالطبع هناك شعرة رفيعة تفصل بين العناد الطائش وبين الصمود ، و تفصل بين النضال وبين الانتحار .
*******








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم