الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرفض أن يعيش العراقي قلقاً أبدياً

عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)

2004 / 2 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 دخل الأمريكان بكل ثقل ماجادت به مصانع اسلحتهم الفتاكة، خدمة لمصالحهم فقط لاغير . فهم جاؤا بحزب البعث عام 1963وعام 1968 وهاهم ( يجتثونه بغير رجعة) مثلما جاؤوا بإبن لادن ، ليطاردوه الآن ( إن صح ذلك ) .
    نعم ،  جاء الأمريكان لمصلحة شركاتهم الرأسمالية حسب قانون العولمة ، الى بلدنا الثري والمهم جغرافياً ، جاؤوا بعد أن أثقلوا الشعب العراقي بخراب إثنا عشر عاما من الحصار القاتل بكل المعايير الأنسانية . فليس من المعقول أن أمريكا وبعد ان ساهمت في أسقاط دولة الأتحاد السوفيتي الهش البناء ، تصبح صديقة الشعوب ، وكما في خطاب البيانات السابقة (وعلى رأسها الأتحاد السوفيتي ...).
إن لأمريكا حساباتها ، و للشعب العراقي حساباته . أما أن تأتي اللعبة السياسية العراقية الحالية ، كما تشتهيها أمريكا ( إدارة شركات البيت الأبيض )  فهو مرفوض في السر والعلن. حيث تقاسم البعض كراسي القرار ضمن دائرة تكريس الوجود لـ(25)عضواً المكون لمجلس الحكم الحاكم .
إن هذا التقاسم لا يلبي طموح الشعب العراقي الذي إبتلى بهكذا تقسيمات غير حضارية وليست لائقة قانوناً . فكان من الأجدى هنا وضع الأنطلاقة الأولية لأختيار الوزراء والوكلاء على آلية الأفضلية بمقاييس التخصص العلمي والأبداعي والخبرة والشهادة والشرف الأنساني العراقي وحده ، بعيداً عن الحزبية البحتة ، وإن كان من يمتلكها شخصاً مناسباً في ذلك ، وهنا أسجل خلو قوائم تعيينات ملاكات المناصب العليا من الكفاءات العلمية المستقلة ، أم إن العراق خلا من المستقليين الحقيقيين كالعلماء والأطباء والمهندسين وو..
    إن لعبة تقاسم السلطة هي صيغة تهديمية لمبادئ تأسيس دولة القانون والدستور والحق العام والنظام المؤسساتي الهرمي الأداري . وهنا يحق لنا القول بأن أمريكا حين جاءت بحزب البعث ، ممسكاً السلطة بنفسه والعشيرة ، والآن تضع اللعبة ذاتها لكن ليس للاعب واحد بعينه ، بل ليتقاسمها (25) لاعباً . وقولي هذا لايعني إنني لا أكترث بوجوب إحترام دماء شهداء هذه الأحزاب المشاركة وأفكارها التي بالضرورة لا نشاركها الأعتقاد بها .
إن دولة القانون دولة دولة الجميع على صيغة المواطنة الحقيقية لا الصيغة الحزبية في المشاركة كما حصل خلال الجبهة الوطنية التقدمية العراقية عند سبعينات القرن الماضي ، حيث عين وزيران للدعاية والأستهلاك الأعلامي كعنصران للأرتباط لا غير .
  يمكن لي أن أتقبل كل هذه التعيينات ، إن أصبحت مجردة من حزبيتها وقوميتها ومذهبيتها وأصبحت مؤطرة عن مسؤلياتها بأطار المواطنة الكفاءة. وعليه كيف لنا أن يكون رئيس الدولة القادم غير حزبي وغير طائفي وغير قومي ضمن هذه الأرضية التأسيسية لدولة الغد ؟
    فعندما لا تستطيع أمريكا بأن تغلق الحدود أمام الرياح الخارجية ، فأن الدولة العراقية القادمة غير قادرة على تأسيس إطر المواطنة الحقة ضمن هذا التأسيس لملاك الدولة العراقية. 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو