الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة إبراهيم عيسي !

عصام عبدالله

2008 / 10 / 3
الصحافة والاعلام


أرجوك ، لا تتعجل النتائج ، التفاصيل أهم ....
التحول الحاصل في بنية الاقتصاد العالمي أدي إلى تحول جوهري في دور «الدولة» ومن ثم مفهومها التقليدي، إذ أن انفلات رأس المال ماديًا وأيديولوجيًا من قاعدته القومية، أفرز مؤسسات اقتصادية وحقوقية ما فوق قومية تخدم مصالح رأس المال (المالي) الدولي المنفلت من عقاله. وبدلاً من أن يؤدي ذلك إلى انحلال أو اضمحلال «الدولة»، وإن كانت تعيش حالة عامة من التراجع والانحسار، تبرز الدولة وأهميتها من جديد، باعتبارها ضرورة للطبقات المسيطرة (لقمع) أولئك الذين يسوء وضعهم فيتمردون على النظام الدولي الجديد في الداخل أو الخارج.
وقد كان تزايد أهمية الدور القمعي الداخلي والخارجي للدولة الرأسمالية واضحًا في ضرب الاحتجاجات المناهضة للعولمة في واشنطن وسياتل وغيرهما. «فإذا لم يعد بالإمكان، سياسيًا، وضع حد للضغط الفوضوي الناجم عن الأسواق المتكاملة، فإنه لابد من مكافحة النتائج بأساليب قمعية، الأمر الذي يعني أن الدولة المتسلطة ستغدو الرد المناسب على عجز «السيادة» عن التحكم في الاقتصاد».
من هنا فإن الدولة ستنفي صفتها «القومية»، في رأي الكثيرين ، لتؤكد صفتها «السلطوية» كدولة، من خلال ممارسة دورها الجديد. مما يعني أن الدولة القومية في ظل «العولمة» لن تنحل أو تضمحل، ولكنها سوف تكف عن أن تكون دولة قومية أو وطنية.
بيد ان حالة العجز عن التحكم في الاقتصاد، أوجدت بالضرورة طائفة جديدة من المنظرين والكتاب والإعلاميين يقومون بوظيفة صمام الأمان للتنفيس عن "النقمة" والاحتقان الاجتماعي والسياسي العام، بأن "تندس" داخل المعارضة وتتلبس دورها أحيانا، وتتقمص ببراعة دور رجل الشارع المطحون ويكون صوتها أعلي منه بكثير، وهذا مظهر ألفه نظام السوق منذ المرحلة الرومانسية، وهؤلاء لا يقترحون أي بديل عن النظام الذي يأويهم، فبدلا من أن يكونوا ضمير الأمة ووجدانها ، ليسوا سوي جزء من الضوضاء المرافقة للنظام، ولكنها ضوضاء محسوبة.
لكن الذي بات واضحا للمراقب عن كثب لوضع هذه الطائفة وآليات عملها في مصر اليوم، هو فشلها الذريع إعلاميا ومهنيا، إلي درجة انها أصبحت عبءا علي النظام، تحتمي به ليصد عنها الضربات المتتالية والموجعة، الأخطر من ذلك اللجوء الي الوشاية واستعداء السلطة ، التي هي مهيأة أصلا ، وتلفيق التهم الجاهزة لزملاء المهنة من المعارضين الحقيقيين.
لم ينتبه الكثيرون في قضية الصحفي إبراهيم عيسي، والذي حكم عليه بشهرين مع التنفيذ ، من أن التهمة الموجهة إليه كانت في الأساس هي الإضرار بالاقتصاد القومي وانهيار البورصة وانخفاض تدفق الاستثمارات الأجنبية بنحو 350 مليون دولار، حين نشر في صحيفة الدستور التي يرأس تحريرها عن مرض الرئيس مبارك، وعلي الرغم من انه لم يكن الأول أو الوحيد، الذي تناول هذا الموضوع بل العديد من الصحف القومية والمعارضة والمستقلة – حسب التصنيف المتداول اليوم – فإن عيسي وهو معارض للنظام، قد نجح في سحب البساط، وبحرفية عالية، من تحت أرجل مانعي الصواعق ومنفسي النقمة في الإعلام المصري ، وتلك هي جريمته الحقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم