الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا أكلت فأطعم الكلاب وإن أغراها ذلك بعضك

سالم اليامي

2004 / 2 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قالت له : ما رأيك اليوم نعقد حوارا حرا بشرط أن لا نتقيد بموضوع واحد للحوار ؟!

قال : فلتبدأي بطرح الأسئلة لأنها مفتاح الحوار.

قالت : في واقعنا الحب فضيلة فهل هو رذيلة في واقعكم ؟!

قال : لا أعرف إن كان الحب فضيلة أو رذيلة لأنني لم أذق طعم الحب ولا أعرف لونه .

قالت : وهي تضحك ... لونه أحمر ..

قال : ذكرتيني بكتاب " القدر" للأديب الفرنسي الشهير فولتير , الذي ترجمه عبقري الأدب العربي طه حسين , حيث كانت أحد حوارات قصص ذلك الكتاب تتحدث عن قانون للحكيم زرادشت يقول " أن أكل لحم العنقاء حرام " فقال البعض :

كيف يحرم أكل العنقاء , مع أنها غير موجودة !

وقال بعضهم : يجب أن تكون موجودة مادام زرادشت قد حرم أكلها .

وتدخل حكيم ليوفق بين المختصمين وقال :

إذا وجُـدت العنقاء فلنتجنب أكلها , واذا لم توجد فليس الى أكلها من سبيل , وكذلك نطيع جميعا أمر زرادشت .

قالت : ومارأيك في فساد المسؤول العربي الذي لا يلقى من يحاسبه ؟!

قال : رأيي أنه يجب أن يحاسب , لكن المشكلة لم تعد مشكلة فساد ذلك المسؤول وانما فساد

     الآخرين من الذين ينتمون اليه عملا أو نسبا , وقد يكونون بالعشرات أو المئات وأحيانا

       بالآلاف !

قالت : يا ساتر.... ولماذا يلجأ المسؤول الفاسد الى إفساد الكثير من الناس معه فيزداد المال

       المسروق ويفتضح أمر المسؤول الفاسد دون محاسبة طبعا؟!

قال : سأذكر لك أيضا عبارة من كتاب القدر "لفولتير" هي الإجابة الصريحة على سؤالك هذا,

      حيث تقول العبارة : إذا أكلت فأطعم الكلاب , وإن أغراها ذلك بعضك !

قالت : أيعني ذلك أن الكلاب ستعضه في النهاية ؟1

قال : طبعا.... ذلك هو ثمن الفساد.

قالت : وهل تعتقد أن العرب قادرين على عمل إصلاحات في بلدانهم تنطلق بهم الى حضارة

     القرن الواحد والعشرين؟!

قال : لو قـُدر لي أن أخاطب مسؤولا عربيا يريد الإصلاح لقلت له :

      الذين أفسد بهم غيرك  " الواقع" وتحاول أن تصلح بهم ذلك الواقع :هم الذين يقفون

      عائقا أمام الإصلاح الذي تحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى وإلا هلكت .

      فأما أن يكون اولئك الناس  الداء أو الدواء, أما وقد أكتشفت أنهم داء ينهش في جسد الوطن ...     فهل تعالج الصحة بالمرض؟!

قالت : لكن العرب يقولون : وداوها بالتي كانت هي الداء !

قال : قد يكون ذلك صحيحا إلا في معالجة الفساد ... الفساد لا يعالجه إلا الوضوح والصراحة

     والعدل والقانون , والسلطة الرابعة التي لا تخجل ولا تخاف أن تقول الحقيقة.

قالت : ومن تكون تلك السلطة الرابعة؟!

قال :  الإعلام الحر !!

      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح