الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تموين ادلب والعقل البلاستيكي
احمد الحاج علي
2008 / 10 / 3الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
قبل التعليمات التي أصدرتها مديرية تموين ادلب بإلزام الأفران الخاصة بوضع الخبز في أكياس نايلون رقيقة، كانت النساء الريفيات ،يشترين الخبز من المخبز، ويضعنه – بعد نشره- في قطعة قماشية اسمها وزادة ، ويحملنه على رؤوسهن، والرجال والأطفال يحملونه على راحة اليد .
أما الآن، ومنذ أزمة الخبز في الصيف الماضي،فقد صدرت التعليمات من مديرية تموين ادلب إلى اللأاقران الخاصة بوضع وزنة كيلو ونصف تقريبا في كيس بلاستيكي ابيض، ورقيق، فقفز استهلاك الأاكياس إلى أكثر من 100 % حيث كانت مخابز الدولة الآلية فقط ملزمة بتعبئة الخبز في أكياس، وقد يصل حجم استهلاكها – بعد التعليمات - إلى 300000كيس ، وبدل أن تفكر مديرية التموين بالتعاون مع الجهات العامة إلى الحد من استهلاك الأكياس في مخابزها، فكرت، وأصدرت تعليمات اقل ما يقال عنها أنها تعليمات بلاستيكية، لتصبح الكمية 600000 كيس، وربما أكثر عدا عن أن المواطن هو من يدفع ثمن هذه الأكياس .
إذن التعليمات ضاعفت كمية استهلاك الأكياس مما يسبب أضرارا بالبيئة كما سنرى لاحقا، وثانيا تم إنقاص كمية الخبز في الربطة الواحدة على حساب المواطن.
تعالوا ياتموين ادلب لنطلق صباح كل يوم في سماء ا لمحافظة الخضراء 600000 كيس ،مضافا إليها 400000كيس يستخدمها الخضرجية، ودكاكين السمانة زائد مئات الآلاف من الأكياس السوداء، ونرى مايحدث لهذه الأكياس،
سوف تطير في الهواء، يعلق بعضها بأشجار الزيتون والتين والفستق، والبعض الآخر يعلق بنباتات الحقول ، وبعضها يدخل البيوت
لتبدأ رحلة الكيس الملوثة، وحتى القاتلة في بعض الأحيان، وليس في الأمر غرابة، فكثيرا من الأبقار والماعز ماتت لتناولها كيس البلاستيك على انه غذاء، وبعد تفسخ وتحلل الجثة الميتة، يخرج الكيس منتصرا ليبدأ رحلته من جديد مفتشا عن أذية أخرى .
وأفضل من يعرف خطورة الكيس هم البلديات، فاغلب انسدادت المجاري العامة والخاصة سببها كيس البلاستيك ،وهذه الانسدادات يكلف فتحها الكثير من الجهد والمال كما أن هذه الأكياس التي انتشرت في البرية بحاجة إلى مئة سنة حتى تتحلل، مخلفة اضرارابالغة في التربة .
إنها مشكلة محلية وأيضا مشكلة وطنية بحاجة إلى طرح أسئلة مهمة وعاجلة، ومن نماذج هذه الأسئلة كيف نقلل من استهلاك هذه الأكياس ؟ مامقدار نسبة التخفيض عشرة في المئة أربعون في المئة ؟ ماهو البديل عنها ؟ ماهي المدة اللازمة للتخفيف من أضرارها ؟ من هم الجهات التي ستشارك في الحملة ؟
كما يمكن الاستفادة من تجارب شعوب سبقتنا في مقاومة هذه الآفة، فمثلا في بنغلادش الأكثر تخلفا وجهلا وفقرا ( بنغلادش ياعالم )
حظرت استخدام أكياس النايلون بجميع أصنافها لما تسببه من تلوث بيئ ومن انسدادات في المجاري منذ عام 2002.
وفي إفريقيا التي نقول عنها متخلفة، لجأت إلى إجراءات عملية للحد من استهلاك هذه الأكياس المصيبة إلى الحد الأدنى ، ومن هذه الدول إثيوبيا،وتنزانيا، وغانا، وارتريا، والصومال .
وفي آسيا كانت الصين، وتايوان، والهند، ونيبال، في طليعة الدول التي قاومت وحاربت انتشار أكياس النايلون .
و أوربا كانت سباقة إلى حظر استخدامها لما تتمتع من وعي بيئ نفتقده .
أما أن تصدر جهة رقابية تعليمات ملزمة باستخدام هذه الأكياس فتلك مصيبة عقلية بلاستيكية، قبل أن تكون مصيبة بيئية .
يدنا في زناركم، تراجعوا عن هذه التعليمات، وبادروا إلى طرح الأسئلة للبدء بتنفيذ عمل واع يخفف من هذه السموم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سوريا ما بعد الأسد... ديمقراطية أم عودة للديكتاتورية؟| المسا
.. إسرائيل تدمر أهم المواقع والمطارات والأسلحة الاستراتيجية وأن
.. آلاف السوريين يتوافدون إلى سجن صيدنايا -قلعة الرعب- بحثا عن
.. هكذا تستغل إسرائيل سقوط نظام الأسد في سوريا
.. حصري لسكاي نيوز عربية.. آثار قصف الطائرات الإسرائيلية لشاحنا