الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكونكريس العالمي الامازيغي : فلتسقط الاقنعة

عبد الله بادو
(Abdollah Badou)

2008 / 10 / 4
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كونكريس برأسين هذا على ما يبدو المنحى الذي اتخذه التحضير الجاري للمحطة المقبلة نهاية أكتوبر الجاري، وضع يثير الشفقة و القلق على مال منظمة أمازيغية كتب لها أن توأد و هي ما تزال في مرحلة النشأة، إلا أن ما يقع ليس بالأمر المفاجئ أو الطارئ بقدر ما هو تحصيل حاصل، إذ تجذر الإشارة إلى أن ما بلغته أوضاع الكونكريس العالمي الأمازيغي جاءت لتؤكد ما نبهنا إليه طيلة الفترة السابقة، و إن كان البعض سامحهم الله لا يتوقفون عن تخويننا و التشكيك في مصداقية الانتقادات الموجهة إلى قيادة الكونكريس و نهجها في تسيير الكونكريس، و خاصة أثناء محطة الناظور 2005 و ما بعدها، و التي كانت بداية الانحدار نحو الهاوية و التي ستتوج بكسر الرخا لعصا الطاعة و دعوته، مدعوما ببلعيد ابريكا، لتنظيم مؤتمر ثاني بتيزي وزو بدل مكناس كما جاء في بيان رئيس الكونكريس.
إن الوضع الحالي للمؤتمر،الاتجاه نحو مؤتمر برأسين، ما هو إلا نتيجة موضوعية لأسلوب تدبيري تتحكم فيه الذوات و تغيب فيه شروط التدبير المعقلن و الاحترافي الذي كان يجب أن تدار به منظمة مدنية دولية تطمح إلى تمثيل الأمازيغ و الدفاع عن حقوقهم و التعريف بقضيته في المنتظم الدولي، فان السلوكات الانفرادية للقيادة الحالية على مدى ولايتين، هي التي سمحت بالطبع لمجموعة الرخا و ابريكا بالقفز على الأجهزة التنظيمية و التقريرية للكونكريس و الدعوة لعقد المؤتمر بتيزي وزو الجزائرية بدل مكناس المغربية و في نفس الفترة، و هذا بالطبع يطرح عدة أسئلة حول الأسباب الكامنة من وراء هذا التصرف و إعلان العصيان على القيادة الحالية، و التي أفلتت زمام الأمور و المبادرة.
في محاولة لفهم ما يقع، و بعد تقصي وتتبع تبين أن العلاقات الطيبة التي كانت تربط الجميع الثلاثي لونيس و الرخا و ابريكا و الذين كانوا دائما على وفاق حتى قبيل انعقاد المؤتمر، حيث دأبوا على الظهور في محطات عدة جنبا إلى جنب، إلى حدود المنتدى الاجتماعي المغاربي بالجديدة حيث التقى الرخا بأبريكا و آخرون بعيدا عن باقي الفاعلين الأمازيغيين الذي حضروا المنتدى ذاته، لم يمنع هؤلاء من اتخاذ القرار و إعداد العدة للانقلاب على لونيس و الشروع في التنسيق للدعاية لمؤتمر تيزي وزو، و لعل ما استنفر الرخا و سرع من وتيرة تحركاته الإشاعات التي كانت تروج حول دعم لونيس للزيراري ليخلفه على رأس المنظمة، و هو ما لم يفت دهاء ابريكا و من معه ليعد الرخا برئاسة الكونكريس شريطة أن ينجح في حشد و استقطاب مشاركين من المغرب للمشاركة في مؤتمر تيزي وزو، و هو ما يفسر ملازمة الدغرني و بعض أتباعه للرخا في تحركاته داخل المغرب و خارجه، عله يحضى بجزء من الكعكة، و يجد منفذا بعد أن تمت محاصرته وتضييق الخناق عليه من النظام المغربي الذي حل حزبه.
كان ذلك جزءا من الحيثيات التي كانت وراء ما يقع، إلا أن الذي ساهم فيه بالشكل الكبير هو الضعف المؤسساتي الذي يعاني منه الكونكريس و المتجسد أساسا في الشلل والغياب التام لكل الأجهزة و لافتقاده لقيادة جماعية، و التي كانت دائمة معطلة و شكلية بحكم عدم تفعيلها لأسباب ذاتية و موضوعية، مما ساهم في تفشي الفردانية و منح مطلق الصلاحيات للرئيس الحالي، والذي صال يمينا و يسارا بدون حسيب و لا رقيب، و سير الكونكريس حسب أهوائه و رغباته، و هو اليوم يحصد ما زرعه من العبث بالمؤسسة و ضرب كل الأعراف و الطرق الديمقراطية في التسيير و التدبير، و يقال: من يزرع الرياح يحصد العاصفة.
إضافة الى كل هذا البادي ظاهريا، و إن قد يبدو للوهلة الأولى أن الأمر لا يغدو أن يكون صراع مهووسين بالقيادة و تسوية حسابات شخصية، فان ما خفي أعظم خاصة بعدما بدأت تفوح رائحة صراع خفي بين النظامين المغربي و الجزائري و الذين يسعيان بوساطة من أزلامهم لاستمالة الطرفين و تقديم الدعم و الوعود و بالطبع ليس بهدف إنجاح الكونكريس و لكن من أجل تدجينه تطويعه و الإجهاز عليه في الأخير، منتهزين فرصة الضعف و الانشقاق الحالي، و المستقبل كفيل بكشف المستور و فضح هذا كله، مما سيساعد على فهم و فك طلاسم و ألغاز الوضع الحالي، و بالنظر الى تشريح طبيعة العلاقة التي تربط كل زمرة بالنظامين المغربي و الجزائري ، كافية لتسقط الأقنعة التي يتوارون وراءها، فمن جهة نجد:
• شلة لونيس بلقاسم و مواقفها المهادنة للنظام المغربي، و المحتمية به، منذ دورة الناظور و مواقفها الحربائية، و إشراكه لثلة من الفعاليات الأمازيغية الممخزنة في برنامج مؤتمر المرتقب في مكناس، و
• الرخا و من ورائه ابريكا المقرب من النظام الجزائري الذي خذل تنسيقية العروش بالجزائر و ارتمى في أحضان النظام الجزائري، ضدا على إرادة و مطالب الحركة الأمازيغية بالجزائر.
و خلاصة القول أننا الآن في وضع لا نحسد عليه بالطبع،و بين خيارين أحلاهما مر، أ ننتصر للونيس و من خلاله للسياسة المغربية، أم ندعم ابريكا و الرخا و من خلالهما السياسية الجزائرية، و في كلتا الحالتين و التي لا غالب فيهما إلا النظامين المستبدين و لا مغلوب إلا القضية الأمازيغية و الكونكريس، و هو ما يدعونا إلى التفكير و التساؤل أما آن الأوان لتسقط كل الأقنعة ونضع حد لهؤلاء المهووسين بالقيادة و بناء منظمة دولية ديمقراطية و مستقلة حقيقية بعيدا عن الرغبات و النزعات الذاتية و محصنة ضد الاختراق من كلا النظامين المستبدين و الجاحدين لحقوق الأمازيغ أينما كانوا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |