الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصعود باتجاه الحوار

فاطمه قاسم

2008 / 10 / 4
القضية الفلسطينية


من الواضح جدا ، انه بعد مايقرب من ستة عشر شهرا من التجربة الأكثر قسوة وضررا وهي تجربة الانقسام الفلسطيني ،وبعد فشل عدة محاولات للحوار استنفذت الوقت بين آذار 2005 ،ثم الحوار حول وثيقة الأسرى ،تم الحوار الذي نتج عن اتفاق مكة ،ثم الحوار حول المبادرة اليمنية ،فان الصعود إلى الحوار الوطني ليس سهلا ،ولا يجري بالمرونة المطلوبة ،وتعترضه محاولات ،وتحريضات ،وتصريحات،ومخاوف داخلية ،ووسواس إقليمي ، وتعسر دولي ،لكن الشقيقة مصر ،التي تتولى إدارة الحوار الفلسطيني ،والتي أعدت العدة للوصول إلى القمة " ذروة الخلاف " في الرابع من نوفمبر كما بقول الدكتور نبيل شعث ،ممثل الرئيس الفلسطيني في القاهرة ،ورئيس وفد فتح إلى الحوار ،بين يديها كل ما هو مطلوب لنجاح هذا الحوار ، لديها الخبرة الطويلة بكيمياء العلاقات الداخلية الفلسطينية ،ولديها قناعة جميع الأطراف الفلسطينية المتصارعة بان لا تخسر علاقاتها مع القاهرة تحت أي ظرف من الظروف ،ولديها غطاء عربي من القمة العربية التي سترأسها سوريا حاليا والتي لا يمكن أن تتورط بلعب دور سلبي بينما هي رئيسة القمة ،كما إن مصر تملك درجة عالية من التفويض العربي تحت غطاء أن الانقسام الفلسطيني قد تجاوز خطوطه الحمراء ، وانه استنفذ وقتا طويلا ،وانه يلحق أضرارا بالقضية الفلسطينية أكثر حتى من الاستيطان ، كما عبر في حديث له الأمين العام للجامعة العربية ، وان هذا الانقسام يستغل من قبل التجاذبات الإقليمية كما صدر عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ، وهذا يعني أن الانقسام الفلسطيني تجاوز المساحة المسموحة ليس فقط على المستوى الفلسطيني ،وإنما على المستوى العربي أيضا .
بكل هذه العناصر التي ذكرتها ،وبسبب معرفة جميع الأطراف أن دكتاتورية الجغرافيا والتواريخ في الشواهد ،لأتسمح لأحد أخر أن يعوض الطرف المصري ،فنها تواصل خطواتها للوصول بالحوار الفلسطيني إلى الذروة ،إلى لحظة تحقيق النجاح الكامل عبر تلك المتابعة ،والتي بدأت باستطلاع الآراء ،ثم صياغة هذه الآراء من قبل كل طرف فلسطيني ،ثم التشاور والتحاور مع كل طرف فلسطيني حول تصوراته للحل المنشود ،ثم صياغة كل ذلك في وثيقة تأخذ بعين الاعتبار كل الأولويات ،ولأتسمح بأي نوع من التراجع ،لان التراجع معناه الفشل ،ومعناه إفساد الجهد العربي ،وبالتالي فان الطرف أو الأطراف التي قد توصل الأمور إلى ذلك لن تعامل بأي نوع من المجاملة ،بل سيعود الأمر كله بعد ذلك إلى الجامعة العربية لكي تقرر ما هي الخطوة التالية .
وعل كل حال :
فان مصر تتابع كل التفاصيل التي تصدر من الأطراف الفلسطينية سواء على الصعيد الإعلامي والدعائي أو على الصعيد الميداني من إجراءات وردود أفعال مثل بعض التهديدات وتسريب بعض الرسائل الموجهة ، حيث أنها أعلنت معرفتها أن الانقسام الفلسطيني برغم استمراره كل هذه الشهور الطويلة إلا انه يفقد شرعيته ،ويفقد مبرراته ،ويفقد من ثم قدرته على البقاء ،
لماذا :
لان كافة الرهانات التي تفيد بأنه يمكن لأي طرف أن يحقق أي مكاسب ذات قيمة على أي صعيد من الأصعدة،أقول هنا أن كل هذه الرهانات تحولت إلى مجرد أوهام ومأساة ،بل إن بعض الأطراف الإقليمية التي ارتبطت على نحو ما بالتحريض على الانقسام ،وقفت عاجزة عن مساعدته ،وقفت عاجزة بالكامل ،بل إن بعضها باتت تحاول نفي أي صلة لها بهذا الانقسام ،وأي صلة لها بالتحريض لصنع هذا الانقسام،
ولهذا:
فان الأمور ليست سهلة ،وليست بهذه البراءة ،فالأطراف المحلية التي لا تريد للحوار أن ينجح، والتي لا تريد لمصر تحديدا أن تنجح حتما يوجد في خططها بعض الحيل حتى لو كانت صغيرة ،وقد تؤدي هذه الحيل السلبية إلى إفساد جهود الحوار ، فهاهم الكثيرون على سبيل المثال قلقون من قيام بعض الجهات ،التي قد لا تكون فلسطينية ، على تنفيذ أعمال غير لائقة ،أو استفزازية ، لتوتير الأجواء،واستهداف الحوار ،غي إني اعتقد أن مصر التي ترعى الحوار وتعمل إلى إنجاحه ،والتي تقوم بذلك بدعم وتفويض عربي واسع النطاق ،ليست غائبة عن هكذا احتمال ،وان تحملها للعبي يعطي إشارة واضحة أنها مصرة ، وأنها قادرة على امتصاص ما يمكن أن يحدث ،والفرصة الأخيرة مفتوحة للمعني بالسير قدما في مسيرة الصعود إلى الحوار ، حين ذاك سنصل للنهاية السعيدة للحوار ،وإلا ستنزلق العربة بنا جميعا باتجاه الهاوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد