الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقلوبة...!

حسن الشرع

2008 / 10 / 4
كتابات ساخرة


كان ياما كان في ارض يقال لها العراق وفي زمان المنيجوب حيث تنبأ المنبؤون بانقلاب الدنيا لكنها لم تنقلب بل انقلبت أنظمة الحكم مرات ومرات ..كنت جالسا في إحدى سيارات النقل الخاص الرف(الروسي) أو البالوني (البولوني)عندما صعدت إحدى الشابات الجميلات فاحتارت كيف تستر فخذيها المكتنزين بعدما تطاولت أعين الجالسين إليهما،علقت إحدى العجائز كانت جالسة قبالتها مندهشة بقولها(كيف لا تنقلب الدنيا)فعلق صاحبي الذي كان جالسا إلى جانب تلك العجوز المندهشة بقوله (ياريت تنقلب)قلت لماذا قال :كي نتمكن من النظر إلى الميتافيزيقا التي مازال يخفيها المنيجوب..قلت لكنك ستنقلب مع المنقلبين.قال لا يهم فسأتخيل نفسي غير منقلب ...وتي تي تي تي.. تذكرت هذه الواقعة عند حضوري لأحد اجتماعات اللجان في وزارة البيئة عندما تيقنت أن الأمور تسير بالاتجاه المقلوب فبدلا من أن تعمل إحدى منظمات المجتمع المدني عملا تعاون فيه المجتمع وبخطط الوزارة فان البعض كان يدفع بالاتجاه الآخر الذي يضع الوزارة في خدمة تلك المنظمة .أعلنت احتجاجي على هذا الوضع فما كان من منسق الاجتماعات إلا أن لا يوجه لي الدعوة لحضور الاجتماع التالي الذي كان يفترض عقده في مدينة السليمانية ،كنت في طريقي إلى البصرة لمناقشة أطروحة احد طلبة الدكتوراه عندما رن هاتفي ليخبرني احد أعضاء اللجنة بان الاجتماع قد عقد وان مكاني (كان خاليا)، وفي احد مطاعم الطريق التي شيدت حديثا (خمس نجوم)يحمل لافتة (جنة الجنوب)لم يحمل عامل المطعم لائحة الطعم (المينو)لكنه أخبرني إن الوجبات متنوعة وان بإمكاني طلب الطعام الذي اشتهيه ، قلت اخبرني ماذا عندك. قال المشويات :تكة ،كباب،معلاك،مشكل.تذكرت أحد أصدقائي القدامى عندما قال إن معظم العراقيين يطلبون المشكل بعدما يعدد لهم عامل المطعم أنواع المشويات، قطع ذاكرتي العامل قائلا:لدينا أكلة اسمها مقلوبة! .
إنها لمدينة مجنونة حقا (كريزي تاون)شاهدناها في أفلام الكارتون ونحن مازلنا نضحك عندما تنقلب الأشياء.
لقد أعلن قبل أسابيع أن الحكومة ستدعم أصحاب مذاتها.لكهرباء بالوقود وبأسعار مخفضة والنتيجة حسب منطق المدينة المجنونة إن وزارة الكهرباء تعمل لصالح أصحاب المولدات بالضبط كشقيقتها وزارة البيئة ،فهي تجهز المواطنين بالطاقة عندما يحين وقت التجهيز من أصحاب المولدات الأهلية تخفيفا عن كواهلهم الوطنية ،هذا المنطق هو السائد في بلاد مابين النهرين ولست بعد ها مضطرا لسرد المزيد من القصص والأمثلة ،لكنني لا أريد أن أغادر الموضوع دون الإشارة إلى موضوع العيد الذي امتدت غرته من الثلاثاء إلى الخميس ،قوم ينهون عيدهم وآخرون يبدؤون للتو بداعي الخلاف الفقهي!والهلال هو ذاته والنصوص المحكمة والحاكمة هي ذاتها..لم أر صاحبي الذي تمنى أن تنقلب الدنيا منذ عصر المنيجوب ،ترى هل يتمنى النظر إلى انقلاب الدنيا بعمائم فقهائها.
من يدري فربما كانت إحدى أمهات أو أخوات بعض المعممين ممن يرتدين المنيجوب قبل أن يغفر الله غلطة الزعيم المتمسك بالنص القرآني عفا الله عما سلف ....مع إنني أفضل أن تنقلب الدنيا على أن يغفر الله لفقيه أفتى بوضع العيد في رمضان ففطر بالمقلوبة أو أفتى بصوم العيد إكمالا لعدة المشكل المشوي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب