الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية كركوك بين العاطفة والموضوعية

غازي الجبوري

2008 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يحتل ملف كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها بين الكتلة الكردستانية من جهة والكتل العربية والتركمانية من الجهة الأخرى اليوم الموقع الأول على الطاولة السياسية العراقية لوصول دور الاستحقاقات السياسية إليها في هذا الوقت ولاسيما بعد أن أثار قضيته بقوة قانون انتخابات مجالس المحافظات وما تضمنه من نصوص لاتضمن للكتلة الكردستانية تحقيق أهدافها 100% مما أثار حفيظتها التي اضطرت رئاسة الجمهورية إلى نقض القانون وبالتالي تعطيل الانتخابات ومن ثم تأجيلها لأربعة أشهر أخرى وإجرائها في جميع المحافظات قبل الأول من شباط القادم باستثناء محافظات كركوك والسليمانية واربيل ودهوك لحين الوصول إلى آلية ترضي جميع الأطراف حول إجراء الانتخابات في كركوك دون أن نعلم سبب استثناء المحافظات الثلاث الأخيرة مع كركوك مع إنها غير متنازع عليها ولا توجد اختلافات حول إجراء الانتخابات فيها لأنها تشكل إقليم كردستان الحالي وهو مايو حي إلى أن المطلوب فصلها عن بقية محافظات العراق بأي طريقة كانت لتأكيد استقلالها وربط كركوك بها ضمن رسائل وإشارات عدة توحي بذلك ترسلها القيادة السياسية الكردستانية إلى من يهمهم الأمر.
ولتحليل هذه الإجراءات والهدف من ورائها وبيان مدى وجود إمكانية إيجاد حل لهذا الملف من قبل اللجان المشكلة لهذا الغرض ... نقول أن هناك مؤثرات تتحكم بتقرير مصير هذا الملف منها العاطفية ومنها الموضوعية.
فالمؤثرات العاطفية تدفع كل طرف إلى التمسك بمواقفه انطلاقا من الشعور بانتماء المناطق المتنازع عليها له ويعتقد أن لديه من الأدلة والأسباب الكافية لهذا الموقف وبالتالي فانه يمتنع عن التقدم ولو خطوة واحدة باتجاه الحل الوسط أي باتجاه الطرف الآخر لان ذلك يعني التنازل عن مساحة من الأرض بقدر الخطوة التي سيخطوها أو المطلوب منه أن يخطوها ولذلك فان الطرفين سيبقيان على مواقفهم الثابتة السابقة .
كما أن الحديث عن جعل كركوك أو المناطق الأخرى المتنازع عليها مناطق عراقية لجميع المكونات كما تطرح الكتل غير الكردستانية أمر غير مقبول لدى الكتلة الكردستانية لان جعلها مناطق عراقية من وجهة نظرها يعني ربطها إداريا بالإقليم العربي التركماني الذي سيبقى يحمل اسم العراق حتى في حالة انفصال واستقلال إقليم كردستان ، وان تأجيل البت بموضوع ارتباطها بكردستان من عدمه لحين حصول الانفصال غير مقبول أيضا من قبل الكتلة الكردستانية لان تلك الظروف قد لاتكون مناسبة لمثل هذا الإجراء أو لاتضمن حصول الأكراد على المناطق التي يطالبون بها بقدر ماهي عليه الآن وهذا الكلام ينطبق على الكتل العربية والتركمانية فهاتان الكتلتان لا توافقان على ارتباط تلك المناطق بإقليم كردستان وتأجيل النظر بعائديتها لحين انفصال الإقليم على اعتبار أن الإقليم حاليا جزء من العراق وان ضمها إليه لايخرجها من عراقيتها ولنفس الأسباب أيضا وهذا ينسحب بطبيعة الحال على الانتخابات فلا القيادات الكردية تقبل بحل لايجعل الاغلبية لها في مجلس محافظة كركوك ومجالس الاقضية والنواحي المتنازع عليها ولا القيادات الاخرى تقبل بذلك.
أما المؤثرات الموضوعية فهي تدفع باتجاه إيجاد حلول عادلة وفق معايير متفق عليها دوليا بل تتفق مع الشرع والقانون وهي تتعامل مع هذا الملف بعيدا عن التأثيرات العاطفية والضغوط الأجنبية التي توجهها المصالح غير المشروعة للجهات الأجنبية المؤثرة في الساحة العراقية وفي مقدمتها الإدارة الأميركية .
ولذلك فإننا نعتقد أن اللجان سوف لن تجد الحل المناسب للجميع وبالتالي فان الأطراف المتنازعة يعول كل منها على الدعم الأميركي لموقفه ووجهة نظره وعند ذلك يكون الطريق الوحيد لكل منهما هو مغازلة الإدارة الأميركية وكسب ودها من خلال التسابق في تقديم مايغري تلك الإدارة للفوز بدعمها وبالتأكيد ستقف تلك الإدارة مع العطاء الأفضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب