الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرصنة أمريكية مفضوحة

يحيى السماوي

2008 / 10 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


لا أدري ما الذي سـيقوله عربُ اللسان والقلم ـ أمريكيّـو القلب والهوى ..عـشـّـاق " جورج دبليو بوش " .. والمبشـّرون بنعـيم المحافظين الجدد والفردوس الأرضي الذي سـتقيمه دبابات البنتاغون في وطن الأرامل والثكالى والخمسة ملايين عراقي مشرّد داخل وخارج وطن ٍ كان على شكل مُعْـتـَقـل ٍ ، فأضحى على شكل تابوت ...؟؟

هل سيكسرون أقلامهم خجَلا ً مما سطـّروه منذ الإحتلال حتى يوم أمس .. أو يغسلونها من مدادها الأكثر سَـوادا ً من نوايا معبودهم الأرضي الذي طلبوا من الشعب العراقي نثر الورود عليه باعـتباره ـ على حدّ زعـمهم ـ " محررا " و " الصديق الصدوق " و " المنقذ الإنساني ذا الـقـلب الـرؤوف " فإذا به يكشـف عن نـفـسـه قرصانا مُبتـَذلا ً وسارقَ قوت شعب ٍ ولصَّ وطن ؟

أمس الخميس ، تناقلت وكالات الأنباء ما صرّح به الرئيس العراقي السيد جلال الطالباني حول التهديدات الوقحة التي سمعها بإذنه من قـِبِـل شـيخ قراصنة البيت الأبيض الأمريكي ، كاشفا ً عن أنّ " امريكا هددت العراق بتجميد ودائعه ومصادرة نفطه " إذا رفض التوقيع على الإتفاقية الأمنية التي من شأنها شرعنة الإحتلال ..

هكذا إذن العدالة الأمريكية : عليكم الإختيار بشكل ديمقراطي : القبول باستعبادكم أيها العراقيون ، أو الجوع المؤبد ...!!!
إنها قسمة " ضيزى " : إذا أردت الأرنب ، فخذ الأرنب .. وإذا أردت الغزال ، فخذ الأرنب !! هل ثمة عدالة وديمقراطية كعدالة وديمقراطية محررنا المزعوم الذي يطالبنا حواريّوه ـ من مستعربين ومستعرقين ـ بمباركة فأسه المغلـّف بالفراء الناعم وهو يشجُّ رؤوسنا ؟

***

لا أدري هل سـيسـتمـرُّ المُرَتـّلون آيـاتِ الشـكر لآلهـة البـيـت الأبـيـض بمواصلة تراتيلهم النـشـاز من مآذن أقلامهـم بعدما كـشـف سـادن المكـتـب البيضاوي عن كونه قرصانا ؟ أم أنهم سَـيسـتحون مما كتبوا طيلة هذه الخمس من السنوات العجاف ، وهم يطنبون في الحديث عن التحرير المزعوم و " ملائكية المحرر " وقد قام بخلع قناعه بنفسه كاشفا عن وجهه الدميم كقرصان ؟ أتراهم سيعترفون بالخطأ ليحوزوا فضيلة الإعتراف بخطأ ما كانوا يُبَشـّـرون به ـ أم سـيستعـذبون مواصلة الخطأ ليغدو خطيئة ؟
ساسة البيت الأبيض لا يـسـتحون ... فهم لا يكتفون بفضح أنفسهم (المفضوحة أساسا ) فيعمدون إلى فضح حوارييهم ممن تبرّعـوا أن يكونوا شِـبه ناطقين إقـليميين باسم رحمتهم وديمقراطيتهم وعدالتهم المزعومة ليُفاجأوا بهم وقد خلعوا الأقنعة ....

ترى هل سنقرأ لتلك الأقلام مقالات أخرى تـُدين التهديدات الأمريكية ؟ أم سيبتكرون تفسيرات أخرى للقرصنة ليجعـلوا منها ضرورة من ضرورات الديمقراطية ؟

أكثر ظني ، أنهم سيستمرون في النفخ بقِـرَبـِهم المثـقـوبة ... وما العجب ؟
إذا كان ربُّ البيت الأبيض ذاته لا يستحي ، فمن الطبيعي أن لا يستحي الـعَـبَـدة ُ الصغار .... ومع ذلك : لعلّ وعسى ... ما دام أن الظبي قد كشف عن نفسه كلبا ً مستذئبا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي