الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق مغلق امام العولمة

جورج حزبون

2008 / 10 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لست خبيراً إقتصادياً لإقدم تحليلاً للأزمةِ الماليه الاميركيه الراهنه ، ولا أعتقد أن الأمر اصبح يحتاج الى عبقري إقتصادي أو مالي ، إنما المحاولات التي تقوم بها الإداره الاميركيه ليست سوى عمليه إنقاذ مؤقت من موت محقق للنظام الرأسمالي الذي تقوده أميركا.

العالم يقف اليوم مذهولاً امام ما يجري فاقتصادياته مرتبطه بالعجله والعمله الاميركيه، وهذا الطوفان سيصل لجميع ركاب قِطاره ، هذا النظام المتعفن الذي وصفه " لينين" يوماً بقولِه ( الراسماليه هي الرعب).

اما لماذا هذا الإنهيار ولماذا هذا الضرر بالدول والأفراد وضياع المدّخرات وأحلام المستقبل وانخفاض مستويات المعيشه وزيادة الفـُقر ونمو الجريمه والمخدرات ؟! لماذا هذه الفرصه لكل هذه المظاهر؟؟

إنها إحدى إفرازات هذا النظام الذي يكابد من أجل إطالة عمره المحكوم بقانون التطور وقانون السوق الذي فرضه هو وأراده نظاماً عالمياً تحميه قِوى عسكريه غاشمه وتلطيفاً سُّموه سياسة ( العولمه) أو النظام العالمي الجديد، أما الجديد في ماذا؟.. إنه الجديد في فتح الأسواق أمام هذا النظام وتصدير أزمتهِ وإنتاجه لتلافي وصوله مرحلة الكساد وهي دوريه تاريخيه لا مناص منها حصلت عام 1929 وحصلت بالثلاثينات وأنتجب حروب عالميه هي مسببها الرئيسي ، بغضْ النظر عن محاولات تفسيرها ببعض الاسباب القصصيه...

إن الأزمة العامه للراسماليه حتميه وما محاولات الإنقاذ الاّ مؤقته كعلاج السرطان بالمخدر لتخفيف الآلام ، فالنظام الراسمالي اصبح عاجزاً عن أي تطوير قِوى الانتاج كما كان يستطيع بالسابق من خلال حوافز وتنافس، فقد سحقت الكارتيلات الضخمه والشركات الفوق قوميه المنتج الصغير والمتوسط، واصبحت طواغيت مخيفه تتحكم بالأسواق والنظام المالي العالمي وهي ظاهره حـللها ماركس في نظرية ( تراكم راس المال) ، ولقد وصلت الامور الى درجة الجشع المطلق لهذه الشركات العابره للقارات ، وأصبح الربح فقط هو هاجسها المطلق، فانتفت ثقافة الإنتاج لتحل مكانها ثقافة الربح مما ادى الى تباطىء الانتاج الاميركي خصوصاً ، وتراجعه أمام تنافس دول صاعده ، ولم تفلح نظرية العولمه وتحويل العالم الى سوق مفتوحه بالرعاية الاميركيه فأدّى التصادم والانفاق الغير محسوب الى حالة الصدمه التي أدت الى إنهيارات غير مسبقوه في مؤسسات ماليه هائله ألقت الى السوق الآف العمال والموظفين وشّردت الآف في حالة إنهيار تشبه إنهيار البيت الاسود في القرن الماضي .

ويحاول " بوش" وأدارته إنقاذهم من خلال تحميل الخساره للدوله والشعب دافع الضرائب باعتباره هو ممثل سياستهم العولميه.

بالتأكيد أن لهذه الحاله إنعكاسات سياسيه مهمه ستبدأ بالظهور مع الانتخابات الاميركيه خلال الشهرين القادمين ليدخل العالم في العام القادم مرحلة تاريخيه جديده تقوم على التعدديه والاقتصاد والمخطط وبدايه الانهيار النهائي للرأسماليه ونهجها الامبريالي مما يفتح الطريق امام الشعوب لوقف إستغلالها وإنهاء سياسات القهر والاحتلال والبدء بمرحله ديمقراطيه تصل الى مرحله العداله الاجتماعيه ونهاية تاريخ الرأسماليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟