الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والان وضعت الفأس على اصل الشجر

ناديه كاظم شبيل

2008 / 10 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


في الاصحاح الثالث من انجيل لوقا (وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يااولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبه ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم لنا ابراهيم ابا لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار وساله الجموع قائلين فماذا نفعل فاجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا وجاء عشارون ايضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم وساله جنديون ايضا قائلين وماذا نفعل نحن فقال لهم لا تظلموا احدا ولا تشوا باحد واكتفوا بعلائفكم ). كلام بسيط لا يحتاج الى دجال ليفسره حسب مصلحته وحسب مذهبه،فعلى الانسان ان لا يعتمد على اجداده فيقول جدي ابراهيم او موسى او محمد ويتبختر ويتفاخر على الاخرين ويمد يديه للعامة ليقبلونها ويتبركون بها ، وقد راينا كيف تتبرك بعض الشعوب الاسلاميه بالفضلات التي ترميها حيوانات ملوكها لكونهم من ذرية رسول الله ،وامور اخرى عجيبة غريبة يقوم بها العامة من تبجيل وتقدير يفوق الوصف لكل معمم حتى وان كان نصاب ابن ستين نصاب ، والغريب في هذا ان العامة تغض النظر عن كل جرائمه وخطاياه حتى لا يغضبوا رسولالله كما يظنون .
تكشف لنا عدسات الكاميرات العراقيه كيف استغل بعض رجال الدين موقعهم السياسي فاخذوا يتبارون في عرض الازياء ، ففي كل لقطة يظهرون بها امام العدسات لا بد وان تكون الجبة والعباءة وحتى العمامة مختلفة عن سابقتها ، وكل فرد منهم لا بد وان يمتلك عددا من القصور موزعة في ارجاء الوطن المقهور، ويهربون ملايين الدولارات خارج الوطن في حقائب دبلوماسية تحملها نسائهم الشريرات ، كانت للعراق ساجدة واحدة واصبح الان الاف الساجدات العابدات للمال وليس لصاحب الملك ، الذي سيفنيهم ومالهم ولا يبقى الا الصيت السئ ولعنة اللاعنين من الفقراء والمساكين الى يوم الدين ، وسيصبحوا وقودا للنار .
لقد اوصى السيد المسيح العشارين وهم جامعي الضراب بان لا ياخذوا من الناس اكثر مما عين لهم ، ونحن نرى السرقات العلنيه والرشاوي ، حتى قطع الرؤوس والاختطاف اصبح له نظام بين رجالات الدوله فتختطف كل جهة او حزب او وزير من الحزب المعارض ثم تجري المزايدات والتسعيرات حسب اهمية المختطف فاما ان تكون هنالك مقايضة او يفتدى بملايين العراق التي تمتص من اموال اليتامى والمحرومين .اما النزاهة وما ادراك ماالنزاهه ، فما وضعت الا للتغطيه على السرقات بصورة تامه ، والا فكيف يهرب النفط الى ايران ويباع باسعار رمزية الى دول الجوار ، وكانه خلق لاجل رجالات الحكم وليس للشعب كله .
السرطان يفتك بملايين العراقيين ولا علاج لهم داخل الوطن ، فتعرضهم عدسات التلفاز وهم يشعرون بالذلة والحياء من حالاتهم المريره والتي لم يشهد لها العراق مثيل ، تستجدي الذيعة او المذيع الناس الشرفاء كي يمدوا لهم يد العون ، (اصبحنا بفضل الحكومة الرشيده نجيد فن التسول ) وكأن اغنى دولة في العالم عاجزة عن علاج المرضى ، فمن يسكن الخضراء لا يفكر بالحمراء .
اما الجنود فاوصاهم ان لا يظلمو احد ولا يشوا باحد ، ونحن نرى ان الظلم في العراق قد استشرى فالدكتاتورية تتربع على سدة الحكم فكل من يحمل شارة عسكرية تتمله رغبة عارمة بادخال الخوف في قلوب البسطاء ،فكم من عسكري اصبح مليونيرا بسبب الرشاوى (خاصة ايام الحروب التي شهدها العراق ) وكم برئ اعدم ظلما وعدوانا بسبب وشايه كاذبة ،ونسى الجميع شيئا مهما اسمه الرحمة او المحبة والعدل والتسامح والاخوة ، اشياء ثمينة جدا فقدناها تحت ضغوط الحياة التي كانت نتيجة لما جنته ايدينا ، فلقد ركعنا طويلا للطغاة حتى شلت اقدامن وايدينا .
المرأة العراقية اصبحت اما يتيمة او ارملة او ثكلى او الثلاثة معا ، فلا معيل لها فتطرق ابواب العلماء فيتصدقوا لها بخمسة عشر الف دينا اي مبلغا لا يكفي للعيش على الخبز فقط ، بينما يعيشون واولادهم برخاء الملوك والامراء في دول الجوار ، ترى الا يفكر هذا العالم الجليل ، بان الايام دوائر وبانه سيمر وذريته وزوجاته بمثل ضروفها انه واثق تماما بان شيعته لن تتخل عنه وان موقعه في قلوبهم دائم الى ظهور القائم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ارامل وايتام العراق يفترشون الارض ويلتحفون السماء في ارض العرب والمسلمين لا معيل ولا معين لهم الا صدقات ضئيلة يقذفها المارة عسى ان يدفع الله بها عنهم البلاء ، والمالكي يتصيد العراقيين في اوربا محرضا عليهم الحكومات الاوربيه الرحيمه لترميهم في نيران العراق ، تعسا له ولحكومته المهزوزة الايلة للسقوط بين لحظة واخرى وسيكون مصيرها كمصير الطغاة الذين حاولوا تدنيس ارض العراق فانقلب السحر على الساحر .
علينا النهوض من جديد ، لنرم الماضي وراء ظهورنا ولنبدأ نحرث ارضنا بجد واخلاص وننظر الى الامام متحّدين يدا بيد عرب واكراد ، مسلمين ومسيحيين صابئة ويزيديين سنة وشيعة وكل الاحزاب والطوائف التي تسعى لبناء عراق حر سعيد جديد،فنحن لا زلنا نملك قلوبا نقية بيضاء رغم كل السواد الذي حل بارض السواد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف