الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليأس الذي بدأ ينخر قوانا

ياسين النصير

2008 / 10 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لست من أولئك اليائسين أبدا، فقد أجد في ورقة خضراء دالة على غابة، وفي تصريح لرجل دولة أملا على المستقبل، حتى أنني أبني أحيانا مدينة عراقية من تراب. لست يائسا إلى حد الاستخفاف بما يجري ويحدث من تقدم وهدوء، وقد كتبت عن ذلك كثيرا حتى أصبحت متخما بالتفاؤل. ولكني في كل مرة أعود لموضوع مرحلتنا العراقية المعقدة، أجد أن خطأها الكبير انها قد أُطرت بالدين وهي التي يجب أن تؤطر بالحداثة والعلمانية، وكأن ما ناضل العراقيون من أجه طوال سبعين عاما ونيف يصب في خانة العمائم، شيء مقرف هذا الذي يحدث في العراق، بينما العالم من حولنا يتقدم، ذلك لأن إيران النووية لاتريد عمائم أخرى غيرها تطل على حداثة وتقدم القرن الحادي والعشرين، فأغرقت العمائم العراقية وهي المعروفة بتقدميتها أكثر من عمائم إيران، في مستنقع السلفية والتخلف والمليشيات، إيران المجرمة بحق الشعب العراقي ضيعت الفرصة على العراقيين الذين ناضلوا طوال سبعين عاما ليصبح العراق بفضلهم تابعا لولاية الفقيه ومجرد اسم ملحق بذيل إيران السياسي، لاشرف لأي سياسي عراقي يفكر بأن يلغي شخصية العراق ويقزمه لصالح إيران أو اميركا. وللأسف الشديد أن الطائفة السنية التي عرف عنها تقدمية بعض شرائحها انحدرت هي الآخرى للهاوية عندما اصطفت مع القاعدة، لولا همة الصحوة ومباركة الامريكان لها، هذه الطائفة التي كانت صمام أمان للعروبة تحولت هي الأخرى إلى ذيول متراكضة خلف هذا وذاك.
اليوم يحدث ما يشبه الكارثة، وعبثا يأمل العراقيون من أنه سيكون تغييرا في المستقبل، فثمة مشكلات نائمة غطتها التحالفات المؤقتة الهشة وما أن هدأ الوضع قليلا حتى ظهرت أفاعي المنازعات، ولن تنتهي هذه المشكلات ما دامت ابواب الجحيم الإيراني منفتحة على العراق، ما يحدث هو ترميم للعملية السياسية وليس تغييرا لها، فلوبي إيران المجرمة بحق الشعب العراقي وبخاصة ما عملته في البصرة عندما ارسلت إليها مليون قذيفة وصاروخ،وهي الشيعية كما هو حالها، لن يعمل لصالح العراق أبدا، وجند إيران الذين يحاولون العودة لمجالس المحافظات ومجلس النواب هم لا غيرهم من ساهم في تفتيت العراق وجعله دويلات ومنافذ للتهريب والسرقة، أيها العراقيون مللنا الحديث عن مثل هذه المعادلات التي تسعى أمريكا لتدبيجها واشاعتها كي تصبح سيدة الموقف، وسبق وأن قلنا إن أمريكا ستمنح فرصة لإيران لأن تتحكم بأجزاء من المنطقة على حساب مشروع دولي كبير لا يلغي إيران ولا يسند أي توجه وطني عراقي، لسبب واحد لاغيرهو أن إيران أصبحت اليوم دولة قوية، في حين أصبح العراق بفعل غباء امريكا ونشاط عملاء إيران المجرمة دولة ضعيفة.
من هنا على العراقيين أن يبدأوا بأنفسهم وأن لا يتأملوا معونة من جار أو محتل واول خطوة لصحوتهم الوطنية هي أن يرفضوا وبقوة ووضوح قوائم التخلف والموت والمليشيات الإيرانية، وهذه خطوة أولى، وأن يعتمدوا مصلحة العراق ويحكموا ضمائرهم في الانتخابات القادمة، فلا قوائم الطوائف صالحة، ولا قوائم المليشيات صالحة،ولا القوائم التابعة لأي بلد صالحة، ولا القوائم الأمريكية صالحة. وعلينا أن نعي جيدا أن لاصداقة دائمة مع أحد، ولكن الظروف تحتم وجود علاقات ما معها.
الطبخة التي تطبخها الاستخبارات الأمريكية / الإيرانية كبيرة وطويلة واستراتيجية، على العراق وعلى العراقيين أن يشدوا أحزمتهم من جديد، ليس على طريقة ما يسمى المقاومة التافهة التي أخرت العراق ودوره، بل عن طريق تغيير بنية العملية الإنتخابية واستحداث تصورات جديدة تغيّرمن خارطة الانتخابات، وإلا فثمة أربع سنوات قادمة نعيش تحت هيمنة قوى الشرالإيرانية وقوى المصالح الأمريكية،وسنجد قوانين جديدة ستسن وسيلغى فيها الكثير من حقوق المواطنين كما حدث وألغى البرلماني الحبزبوزي حقوق الأقليات العراقية، فهل نقدر أن نحيّد : أمريكا وإيران؟ وبالتالي عملاؤهما المجرمين.
اعتقد أن ذلك ممكنا لو انتبه العراقيون إلى أن ما يحيق بالعراق ليس طارئا ولا وقتيا، فما يحدث أننا نستظل بشخصيات وطنية لاغبار عليها مثل السيد المالكي أو جلال الطالباني ولكن مثل هذه الشخصيات مفردة، وستبقى مفردة وأحزابها راضية قانعة بما ملكت أيمانهم، لأن ممثليها يحكمون، في حين أن المياه تجري من تحت مقاعدهم. هذه الشخصيات الوطنية لم تعكس جوهر تحركها وصوتها الوطني بطريقة المناهج والمشاريع، وستذهب هذه الشخصيات الوطنية مع الأسف لأنها لم تؤسس صوتها بمشروع وطني تقدمي حداثوي، وعندئذ سنأسف لذلك،لانهم بدأوا يأسفون هم ايضا لما عملوه من تجاهل لقوى العراق الوطنية، من هنا على الوطنيين ان يعتمدوا مشروع " مدنيون" ففيه الكثير من نقاط التطور والتصور المستقبلي دون أن يعني ذلك الغاء أو تهميشا لدور القادة المتميزين وأحزابهم من قبيل المالكي والطالباني، فاليأس بدأ يأكلنا من الداخل، وحقيقة اميركا وإيران واحدة وأن اختلفت أوجه عملاتها، كلاهما يمعن في جعلنا نيأس من التحديث والتقدم بوجود قيادات لوبي لهما في الحكم، كي لايصبح الصوت الوطني عاليا وحتى لا يستلم الشعب مقاليده بيده، من هنا على كل العراقيين الشرفاء أن يضعوا أيديهم بيد من يعمل لمصلحة الوطن وينآى بمشروعه عن الطائفية والتبعيتين: الإيرانية والأمريكية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث