الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرمزية الجهادية في مسلسل( سنوات النار) أ وأرخنة الجريمة المستمرة.............! /

ناصرعمران الموسوي

2008 / 10 / 5
الادب والفن


بدءاً،لااريد التعامل مع المسلسل التلفزيوني الذي عرضته قناة البغدادية في شهر رمضان الفضيل تعاملا نقديا تلفزيونيا ،ولااريد ان اعرج على اداء الفنان العراقي في هذا المسلسل ،وقد اجد نفسي مرغماً،على ان ابدي انطباعي لجودة الاداء والعمل ،وقبلها أشد على يد القائمين على انتاج هذا العمل الذي جاء متتا بعا ،لأرخنه ابشع جريمة عرفتها البشرية ،والتي يمكن ان نصطلح على تسميتها (بالجريمة الشمولية )التي طالت الحرث والنسل والحيوان والمياه التي خلق الله منها كل شيء حي ، لقد اراد ت( قناة البغدادية) بحس موضوعي ان تصور الجريمة كما هي بلا تشنج او تصنع،وضعتْ النقاط على الحروف ،وكل ذلك جاء بمهارة الكاتب الرائع( صباح عطوان )الذي لم يكن بعيداً عن الجريمة/ المأ ساة ،ما يشدالمشاهد في المسلسل هو تلك الرمزية الرائعه التي تلبست ذاكرة الكاتب لتصوغ تماهي رائع بين جهادية المقاومة والكفاح المسلح والارث العراقي الحافل بتلك الجهادية وبين رموز العمل الذين هم شخوص واقعيون عاشو فترة معينه بل كانو ضحايا مرحلة سياسية من تا ريخ العراق الحديث وبين شخوص ملئت التاريخ عطرا جهاديا، لقد اراد الكاتب ان يضع الجميع اما م تماس تاريخي من نوع آخر، فاعطى الكاتب عطوان شخصية (سيد مرهج) ابن الاهوار ايحائية رائعه ومتماهية مع شخصية الامام الحسين (ع) التاريخية كأنما يريد ان يؤكد با ن واقعنا السياسي لم يتغير وانما يتجدد بنفس الوتيرة ومن خلال تداعياته تبرز الانياب التي تلتهم دائما الفقراء والابرياء بلا هوادة،فكربلاء الحسين وتجفيف الاهوار هما جريمتا ن لايمكن لطبييعه التاريخ ومساحتها الزمانية ان تغير شيء من واقع الماساتين فالحزن ذاته والظلم ذاته وقوة الارادة والنضال والجهادية ذاتها بل ان الحظات الاخيرة استحضرت الموقف والاصرار وهي تستقبل الموت كولادة يرسم مسيرة طريق جديد للتحرر ، ،واذا كانت ظلال شخصية الامام الحسين لم تغادر سلوك وتصرفات سيد مرهج الدرامية فانها اتسعت في جوانب اخرى تعطي بعداًآخركانت فيه صورة الداعية والامام والنبي والرسول ،كانت الشخصية القيادية صاحبة الرؤية والمبدأ ذات المسحة الاسلامية ومثلما حضرت رؤية الجهادية في صورة سيد مرهج ، فان شخصية المقاومة من اجل الحرية والتفائلية تجسدت في جيفارا الاهوار وهي شخصية (نزار) التي منحهاالكاتب رمزهابشكل جليْ ليؤكد دلالاته الرمزية في المقاومة ورفض الظلم على كافة مشارب ومنابع الفكر الانساني ، ان كاتب العمل برهن في معرض رسم شخصياته ورمزيتها الضاجه ان رفض الظلم هو مرتكز الوحدة وما الاختلاف في الرؤية والكيفية والادات الا شكلية تؤطر الهدف والغاية السامية ،ان التعامل مع رمز (جيفارا)الذي انتهت حياته في احراش افريقيا هو ذاته( نزار) الذي لم يكن من مواليد الاهوار وانما القت به اليه مسيرته النضالية، فاحبه و تكيف مع ماءه وعشق مواويله فصار جزء لا يتجزء من حالة مقاومته ،ومثلما كان سيد مرهج ونزار يمثلان حالة النضال والجهادية كعمل مسلح مقاوماتي فان رمزية الهورتمثلت في شخصية الجدة (عربيد ) التي كانت تمتلك مقاومة من نوع خاص هذه المقاومة هي التشبث بالمكان والانسجام والتداخل بين المساحات المكانية بكل خرائطها وامتداداتها وبين مشاعر ورؤية واحساس الانسان، لقد اكتملت الصورة فكانت الجدة عربيد مثال للهور المتعربد الممتلأ زهواً وسيطرة وانتهاءاً به بركة آسنه حتى ان دلالات موتها كانت دلالات حالة اليباس التي افرزتها جريمة التجفيف ، ،اماعن صورة المقاتل الاهواري الشهم الذي تشبث بالواجب والمنظومة الانسانية التي كان يمتلكها بحسب التنشأه والبيئة ظهرت في وجهيها الحقيقيين في صورة (حسين الجماس ) نتاج الاهوار في مرحلتيه مرحلة الفرد الخاضع للسلطة والمؤمن بها كدولة يحارب من اجل الواجب الى مقاوم لها،ولعل عباراته الاخيرة قبل اعدامه لخصت امتدادات الازمة التي صارت جريمة بشعه بعد ذلك ،ونقلت الصورة بين تجليات المحكوم وجور وظلم الحاكم ،ولم تبارح الصور الجهادية ظلال فكر الكاتب فظهرت من خلال المسلسل في صور متعددة لعل صورة (الاوس والخزرج )الذان اتحدى في شخص الرسول،إتضحت بذات التماهي بين عشيرتي (الجراشه والجماسة) لتمتلأ الذاكرة المزواجّه للكاتب بمختلف الصور التي حواها المسلسل في بنائه السردي الدرامي ، ورغم ان شخصية سيد مرهج انتهت بل تلبستها شخصية الامام الحسين بتماهي كبير الا انها اعطت انطباعا مهما في بعض منها في صورة الحدث النبوي الذي حضر عبر مبايعة العشيرتين المتقاتلتين لسيد مرهج وذوبانهم في شخصيته لاخر مرحلة بل صارا نقطة تحول في نضال ومقاومة سيد مرهج ،واذا كانت ملامح الجزيرةظهرت وكأنها المدينة بصورة رمزية هادفة فان الرمز اختفى ليظهر جليا في عبارات ابطال المسلسل وكانما هي تصور او تحث على اكتشاف الرمزية بالذائقة التي يراها المشاهد بعد ان كشف عن جهاديته ومقاومته في شخصية( جيفارا) البطل والثائر الاسطوري اليساري ،فظهرت عبارات مثل( حصار شعب ابي طالب)واكثر من عبارة تاريخية ، اشارة الى عمق الرمزية ودلا لاتها ،لقد حوت مفكرة الذاكرة العطوانية وهي تخط ما ساة الاهوار درامية كل مآسي تاريخنا وبطولاته وتضحيا ته وكا نما هو يحاول اعادة صياغة احداث التاريخ بدراما جديدة متمازجه من صنعه وبرسم منه من خلال تشكيل الحدث الواقع ،ان استحضار الماضوية التا ريخية مع ثقل راهنية الحدث ومتا بعة ثاقبة لما دار ويدور اعطى هذا العمل ثماره ومنحه ثنائية الرمزية وانتصار وارخنه لتاريخ مليء با شياء كثيرة لم يكن اولها واخرها الموت والحزن والفقر والجهاد والمقاومة، هي كل ذلك وهي جزء من كل حضاري اثرى النضال الانساني وانتصر لبؤس وفقر وشقاء شعب كان يسكن الاهوار اضطرهم الحاكم بعد ابادتهم لان يكونوا اشياء اخرى ..ربما ارقاما في مقابر جماعية لم يعثر عليها بعد.......!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين