الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السابع من اكتوبر تشرين اول 2008 إنطلاق فعاليات اليوم الدولي للعمل اللائق

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2008 / 10 / 5
الحركة العمالية والنقابية



منذ عدة سنوات وضعت منظمة العمل الدولية بمركباتها الثلاث (نقابات اصحاب عمل وحكومات) من جهة والنقابات العمالية العالمية من جهة اخرى قضية العمل اللائق في صُلب نشاطاتها واقرت يوم السابع من اكتوبر تشرين اول 2008 اليوم العالمي للعمل اللائق والعيش الكريم في مختلف انحاء المعمورة .وانضمت الى هذه المبادرة المباركة العديد من الإتحادات النقابية ، والحركات الإجتماعية ومنظمات المُجتمع المدني على مختلف تياراتها . وتم تشكيل هيئة دولية تقوم على تنسيق تلك النشاطات وتقديم المساعدات التنظيمية للمبادرين لهذه الحملة على صعيد مختلف الدول .

لقد جاءت هذه المبادرة قبل انفجار البركان المالي – الإقتصادي الحالي الذي اتى بالدمار على حاضر ومستقبل شريحة كبيرة من الطبقة العاملة في مختلف الدول وفي مقدمتها وكر الدكتاتورية الإقتصادية الحالية الا وهي الولايات المتحدة الامريكية ، فبعد الإنهيارات اليومية للكارتيلات المالية من بنوك وشركات ، شاهدنا وبالم كبير كيف قام العاملون بهذه المؤسسات وهم باعداد كبيرة ،بلملمة حاجياتهم الخاصة من مكاتبهم وهم يخرجون من المباني الضخمة والفاخرة الى سوق البطالة ونحو مستقبل مُدلهم بالظلام الدامس ، فخلال ساعات وجد هؤلاء العاملون أنفسهم بلا عمل وفي سوق البطالة . وبذلك تبخرت كافة الوعود الوردية التي أشبعونا بها هم وأصحاب تلك المؤسسات المالية بما يتعلق "بحرية الإقتصاد " و"الليبرالية الجديدة " و"عدم تدخل الدولة في الحركة الإقتصادية " وغيرها من الشعارات التي كانت تعني أمراً واحداً ، الا وهو هيمنة الدكتاتورية الإقتصادية ، ذات المفهوم الواحد والتستر خلف شعارات "الإقتصاد الحر" و"الخصخصة" وعدم تدخل الدولة في الحركة الإقتصادية ، مما ادى الى سيطرة أنياب القطط السمان من رأس مال الشعوب وممتلكاتها وتحول تلك القوى الى قوى ارهاب اقتصادي يتحكم بالأسعار والأسواق والممتلكات والخدمات وسوق العمل وغيرها .

برنامج الإتحادات النقابية ومنظمة العمل الدولية بخصوص العمل اللائق كان الهدف منه تقليص مظاهر الإستغلال التي تسود سوق العمل العالمي ، هذه الظواهر ادت الى قذف الملايين الى سوق البطالة من العمال المؤهلين ومئات ملايين آخرين تحوّلوا الى "عمال فقراء" يفقدون إمكانيات العيش الكريم ،والحياة الكريمة . وما بالك بالنسبة الى ظاهرة تشغيل الأطفال البشعة التي قذفت بمئات ملايين الطفال الى سوق العمل والعبودية بدلاص من تواجدهم على مقاعد الدراسة ، وتفاقمت في ظل هذا النظام الإقتصادي الغير متوازن ظاهرة التمييز في العمل والأجور اتجاه المراة العاملة . ونتج عن هذه السياسة ايضاً ظاهرة العبودية والبطالة هذا بالإضافة الى العمالة المهاجرة التي تزيد عن 250 مليون عامل وعاملة يجري استغلالهم في سوق العمل العالمي ن وتشكل هاتان الشريحتان – العاطلين عن العمل والعمال المهاجرين – السوط الذي يستعمله اصحاب كبرى الشركات ورؤوس الأموال من اجل البطش بحقوق الطبقة العاملة وتقليص امكانية التنظيم النقابي وحرية الإنضمام للنقابات العمالية ،والغاء اتفاقيات العمل الجماعية والحق بالتامينات الإجتماعية والحماية الإجتماعية ، وفقد العمال كافة سبل تامين فرص العمل الثابتة وامكانية الإستقرار في مكان عمل ثابت يضمن الحاضر والمستقبل للعامل وعائلته بما في ذلك الدخل اللائق


عندما قدم خوان سومافيا المدير العام لمنظمة العمل الدولية في دورة المنظمة الأخيرة التي عقدت في حزيران الأخير التقرير السنوي بخصوص العمل اللائق افتتحه بأقوال حذرة اشار من خلالها الى الخلل والوهن الذي بدأ يظهر في السواق المالية العالمية وإرتفاع الأسعار الفظيع الذي يدفع ثمنه العمال في عالمنا . وأشار الى ان هذه التحركات في النظام الاقتصادي العالمي الجديد ستاتي بالنتائج السلبية على العمال وعلى مبادرة الهيئات الدولية من اجل الوصول الى العمل اللائق والحاية الكريمة للعمال في عالمنا خاصة وان النتائج التي أفرزتها العولمة وما نشأ عنها من بطالة واسعة وتراجع الأداء الحكومي وتحمله المسؤولية اتجاه الموطنين والعمالمن بينهم وتفكك في البنية الاجتماعية وتقليص النمو الإقتصادي ، كل ذلك سيكون له الأثر السلبي على سوق العمل وعلى مهمات الهيئات الدولية من اجل الوصول الى العمل اللائق في عالمنا .

رغم الإنهيار الكبير الذي اصاب المؤسسات المالية وغيرها من معاقل قوى راس المال وخنادقها ، التي كان لها الأثر السلبي الكبير على العاملين وحقوقهم الا اننا نهيب بالإتحادات النقابية وبكافة عمالنا في كل مكان الإنضمام لهذه الحملة الدولية من اجل ان تكون قاعدة إنطلاق عمالي متكاتف وتضامن عمالي دولي نقاوم بواسطته ومعاً قوى الإستغلال الرأسمالي ، بل نقف كالجسد الواحد في وجه هذا الإرهاب الراسمالي الذي اتى على الأخضر واليابس من الحقوق العمالية وامكانية العيش الكريم ، فهيا لتكن صرختنا مدويّة في السابع من تشرين اول 2008 وعلى مدار الأشهر القادمة ، بل لتكن ايامنا جميعاً ايام نضال عمالي وتضامن عمالي يشمل الطبقة العاملة في عالمنا اجمع من أجل غنهاء بطش الإرهاب الراسمالي القائم في عالم العمل اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كوريا الجنوبية تستدعي السفير الروسي لديها احتجاجا على معاهدة


.. تونس.. ا?نهاء عقود عشرات العاملين بشكل مو?قت في مو?سسات رسمي




.. قضية الهجرة تتصدر المشهد الانتخابي في بريطانيا.. ورهان العما


.. إضراب بمطار رواسي شارل دي غول احتجاجا على تدني الأجور




.. مسيرات السخط الاجتماعي في الأرجنتين تطالب بالإفراج عن معتقلي