الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك

رزاق عبود

2008 / 10 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر



الازمة الاقتصادية تعم العالم، ومنشأها الولايات المتحدة الامريكية. السياسة المالية الراسمالية في تخبط واضح، ودائم. مزيد من الارباح مقابل المزيد من الفقر، والبؤس، والبطالة. مهدت للازمة الفضائح المتعاقبة للشركات، والبنوك، والمؤسسات المالية الامريكية العملاقة، وهي تفتعل اعلى الارباح لتزيد من قيمة اسهمها في السوق، وليحصل مدراء، ورؤساء اداراتها مزيدا من الامتيازات، والرواتب العالية. والان بعد ان فشلت كل الترقيعات فان نظرية الامبريالية اعلى مراحل الرسمالية التي طرحها ماركس، وطورها لينين تشير الى عمق الازمة الرسمالية، وهي ليست الاولى، ولن تكون الاخيرة. اسعار الفائدة في ارتفاع مستمر، والثقة بين البنوك، والمؤسسات المالية في تدهور دائم. وقيمة الدولار ترتفع، وتنخفض مع الخطط، والميزانيات، والمقترحات، والمشاريع، وحزم الحلول المتعاقبة الفشل. لان رأس المال المالي ليس له وطن، وليس له شرف. فالربح هو اقصى غايات الراسمال العالمي مهما حمل من اسماء جليلة، او ادعى القيام باعمل حسنى. وكل الحلول المطروحة تحاول انقاذ كبار البنوك، كبرى الشركات، كبرى المؤسسات المالية، كبرى البورصات الدولية اما الضعفاء، الفقراء، متوسطي الحال، فعليهم تحمل نتائج اخطاء الكبار. فاللص الاكبر، والاقوى ياخذ دائما الحصة الاكبر من السرقة. واذ يعول بعض الجهلة، والبسطاء، والعملاء ، وذوي النية الحسنة من غير المتعمقين باساليب الاحتكارات العالمية، بان سيدة العالم الحر(امريكا) ستنقذهم من ورطتهم في وقت تتخبط بازمتها العميقة. يشبهون حال المثل العراقي: "اعمى يقود ضرير"، او المثل الفلسطيني/الاردني: "مسلخ يستلف من عريان". في حين تلجأ القيادة الراسمالية الاكبر في العالم الى وصايا كارل ماركس بتدخل الدولة، فحتى اقصى الليبراليين، والمحافظين يطالبون الان بتدخل الدولة، بما فيهم صقر الراسمالية الجديد مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة جون ماكين. ولكن ليس لحماية العامة من الناس، بل لحماية البنوك، والمؤسسات المالية الضخمة من الانهيار. واخرون يريدون تدخل الدولة دون الاعلان عن ذلك، أي بشراء المصارف، والمؤسسات المقبلة على الافلاس، او تقديم القروض الضخمة لها، كي لا يتجه الراي العام الى اليسار، بعد ان يتاكدوا من صحة وصايا نبي اليسار كارل ماركس. فيدعون انهم يفعلون ذلك لحماية العاملين هناك من البطالة. في حين ان الواقع هو سرقة ما دفعه الناس من ضرائب لانقاذ اللصوص الكبار، واستعادة هؤلاء اللصوص ما دفعوه مضطرين من ضرائب للدولة التي تحميهم. في نفس الوقت سيعقب ذلك مباشرة ارتفاع سعر الدولار، لترتفع بذلك قيم القروض التي قدمتها امريكا، وبنوكها للاخرين. وهي لعبة درجت عليها الشركات، والاسواق العالمية الكبرى حيث تشترط دائما الدفع بسعرالصرف. وهي ايضا وسيلة خبيثة لتحويل مسار الاموال العالمية باتجاه السوق الامريكية لشراء البنوك، والمؤسسات، والشركات "المشرفة على الافلاس" في امريكا. ويلاحظ الان ضعف، وصعوبة السيولة النقدية في كبرى بنوك اوربا.

ان البلدان، التي تسيطر فيها الدولة، وليس الاسواق، ولو نسبيا، على الاسعار، وسعر العملة، والبنوك الكبيرة، ومفاصل الاقتصاد لاتتعرض الى مثل هذه الهزات العنيفة. وان لم يعد احد بمامن بعد ان سيطرت السوق المالية الراسمالية على اقتصاد العالم نتيجة الليبرالية الجديدة، والعولمة الراسمالية. ان بين ذلك اهداف سياسية كالضغط على المراكز المالية الجديدة التي تحاول ان تكون مرتبطة بالدولة، وتوجيهاتها بقدر الامكان، وتصدير تاثيرات السوق المنفلت اليها كما هو الحال روسيا، والهند، والصين، التي تاثرت بسبب تعاملها مع السوق المالية العالمية الموحدة. فالتعاملات عالمية، والسوق الرأسمالية اوسع، والفقراء والصغار، والجدد في السوق اول، واكثر من يتاثر في حين يعود بعد فترة اللصوص الكبار لاقتسام الغنيمة من جديد، ولم يخسروا شيئا فهم ليسوا اكثر من محركين لخيوط الدمى المالية. فقد تخطت سلطة الطغمة المالية حدودها الوطنية منذ امد بعيد. وبكلمات لينين فان الاندماج الدولي لزمر الراسمال المالي "هو الاتجاه الوحيد العام، والاكيد فعلا على مدى السنين، ليس بالنسبة لبلدين وانما بالنسبة للعالم كله، الرأسمالية كلها" فالرأسمال المالي الكوسموبوليتي ينفصل اكثر فاكثر عن التربة الوطنية، ويضع نفسه ليس فقط في مواجهة بعض الطبقات والفئات الاجتماعية، بل في مواجهة امم باسرها. فالقهر الذي يمارسه الراسمال المالي يشتد باستمرار، والاحتكارات الجبارة اذ تقبض في ايديها على الجانب الاعظم من الانتاج الاجتماعي، انما تسيطر على حياة الامة. ان حفنة من اصحاب المليارات والملايين تتصرف بلا رقابة في جميع ثروات العالم الراسمالي، وتتلاعب من اجل مصالحها الضيقة بمصير البشرية كلها.

رزاق عبود
28/9/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن