الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيون(6)

سعيدي المولودي

2008 / 10 / 7
الادب والفن


11 ـ "عين الشعير":
أشفق عليك، يا بذور الكلام، من شهودي.خوفي الممتد من أريج الليل لقبض المتعة. هي، مرات، أبغضتني مواعد الخطو، تمشي في أصابع الضيق. هل تراني، راقدا تحت أعشاب الخلسة، تكيلني الزبد المنفرج، ترسب في عينيه بخور الصياح المنهوكة.
ليس لي إلا بد الحائط، ترشقني الزلازل الصماء، تتفسح في صدري كذرية الأشباح. هي عتبات الرج، فاستيقظ يا حراء هذا الصمت المغلق كالنوى.غابات اليم تتكسر غروبا، فامسح ظهائر الهباء في تباريح الرصيف المزروعة في هدوء الحروب.
إني أقف في هزيع التاريخ وحيدا، هنديا أحمر، تدثرني مواويل الملح. بعض فتات الرقبة أرضي، تتحول في مجراها أسمال الحجارات، وجثث من اليأس الطاعن، معروضة في قصر هذا السوق. أتعرف هذه الأم عقمها؟ سألت الجذوع أنيابها، أيام كانت الصحراء تأكل الغاشين، والحراب تنطفيء في رغوة العنان، وينهض العناق شبيها بالمقصلة.
موحشة أصداف هذه المرارة.
الديموقراطية التي تلدني، هي ذاتها التي ترسم جنازتي، وتلقاني من المهد إلى اللحد.
أيها القاسم المشترى: قف ببابي. أراك. من ابتاعني البكرة، واستثمر الأصيل جراحي؟، يا خنجر الكلام المترب، انتصب.طالما ركعت.ولتكسر طريقي، مياها، مياها، فكلما جئت هذه الأرض جاءها الدم. ورمتني بنائرة، ثم تمضي لسرير العزاء.
شتاء من الأحباب، يحفر قبائل الشيح، اسمه القلة، لاتخرج القلة من قلتها. مبارك لأهلها العرق والدواء.وئيدا يمضي جنونها، متناثرا، يهبط في نافذة البشارة، ويرسو في طوب الهتاف. وقفت في قدها الضاية الكبرى، أعراسها الميتة، تطوق الوقت الأرمل، وجبل الأحباب، المارق، الخارج انفلاتا، يستل رايات الصهيل، والندامى، وتغزوه متاهات العقبان.
ليس لك من خطوك إلا ما مشيت.
ومن مشيك إلا بقدر ما انتشيت.
أينبغي كل هذا المجد، الملطخ بطيب المتعبين.أتجشم هذه الذكريات المقرفة، في قامتها كظمت شأفة الغيظ، حفيف هذه الفوضى الملقاة على العاتق. دمها السائل فوق جريد الشتاء المقلوب كالأرق.
لا سماء تنهض. تقول الجهات.
لا ماء يغريني بقتل الأعداء(قدماء المضاربين، وجيوش التضليل).
أغلق الرب ناصية الوادي، ونامت الأهواء.
بئس هذه الرايات، وملائكة أرائك النزال.أشهدتك الآن على هذا الفجور، لتكون الجسر، أو أوبة القسر، كلا إذا دكت الأغصان دكا، دكا، وجارى حبك الماء صفا، صفا، وجاء حينك، فاقترب. كذلك الخروج من الملة، والسيف على ذات المنوال، علها الأرض لك أو عليك، أو هو خرابها على يديك. ليستقم هذا العشب المتوسد خرير الطرائد. إنه لا يجيء العصف، مذ سارت به الركبان، بما تكون به هذه اللذة الرافلة في كنف الرابية.
أشهدتك الآن على هذا الهبوط، والكلاب الضالات، والديموقراطيات الزائفات، والمومنين، والمومسات القانتات..لتبدأ العد الشمسي.
لاتصلنا الأرض.
ولا تصدقني إشفاقا، إنما أنا الدجال، الفاعل، التارك، الجامع، الطاوي، أرقب صيدها. أوصدني الحلم، وأحكم طلقة الإغلاق.
12ـ " عين العودة "
أوقعني في الشرك،
قال: لا تعد تكلمني.
أوصدت نوافذ الدمع، ونمت في جريد السرو.
قلت:
أي اللغات تقفوني ( جابيها الواقف خلف الباب، يهددني كالحصار)
وضعت حقيبتي على برج الرحيل. وفاضت.
وزعتني الرساتيق كاللون. واستراحت الأرض من طلحها( الساقطة في مجرى الهواء، يأكل رمانها السلف الصائح)
أطفأت شباك القناديل، أوشكني جمرها. قال:
لا تعد تكلمني.
خزف الأمنيات لايعنيني.
... ولما رآني، على أرق التوت. ساقني للتو. قال:
بايع قلاع الجند.
قلت: أبدأ بارتهان القبر. وواصلت الطريق.
13 ـ"عين الكدح"
شقوا صدر هذه التفاحة
لكم نصفها،
ولنا النصف
لنا التعب،
لكم الأنطاع والبرود،
ولنا الهواء...

14 ـ "عين الوردة":
عاريا، يمضي دخان العصر، يرشق عادات الإياب. أهاجني ربعه القاحل، إذ جاءه التوابون، يملأون صدره انتشاء، وردة نار، تضاهي شهوة الرحيل.
وضعت وضعها.
يا أمي. هذه المسافات المهدودة، بينها أواني الغربة الموقدة، وقوارير شاخصة من عداء، ولا أرض تغمر قلة اليدين، يعيرني وقتها للوقت.
وردة مثقلة بصراخ الدم.
وضعت وضعها.
آه. أيها الرب. يا ماءها. لو تسمعني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو


.. سيلين ديون تتحدث عن معاناتها مع مرض نادر وتعد بالعودة إلى ال




.. الفنان الليبي الطارقي أماكا جاجي يحدثنا عن ثقافة وموسيقى الط


.. فيلم ولاد رزق 3 يتخطى 12.5 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينما




.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء