الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة بكى فيها القمر عندما رأى الشمس ساطعة

فتحى فريد

2008 / 10 / 6
الادب والفن


فى لحظة من اللحظات التى لا أتذكر فيها توقف الدموع على مجرى خدى ، بل لم أعد أتذكر متى توقفت عيناى عن البكاء بعدما صارت الدموع هى كل الأشياء بالنسبة لى .

ولكننى أكتب الأن دون أن أبكى لأننى أغرق فى ذكريات الدموع التى أحاول أن أحاصرها فى خيالى المريض ولكننى لا أستطيع

عشق وحب ومودة وغيرة فكره فشتياق فعزلة فهروب كل هذه الأشياء تحدث دوماً وتباعاً مثل التتابع بين الشمس والقمر ، ولكن هذه الليلة العتيقة والمكفرة من شدة الظلمة لم أراه يبكى من قبل بهذا القدر العميق من الحزن والأسى فقمت أتحسس نوره قائلاً : مايبكيك يا إبن العم ؟

فنظر لى وعيناه قد أشرفت على البياض من كثرة الدمع وقال فى تأوه شديد : أه ه ه ه ه ه ه ه يا زمان ملعون من جعلنا نحيا فيك ولا تحيا فينا .

هنا إنتبهت إلى هذه العبارة وكانت تشبه نفس الكلمات التى كان دوماً يرددها جدى عبد العليم فى تلك البلدة البعيدة القريبة من جنوب الزادى على مقربة من الشلال تذكرت أيام الصبى وتلك الشجرة التى بلغت الأن 110 عام منذ أن زرعها أبو جدتى .

تذكر الفرح الذى أقيم عشر ليالى لأختى الكبرى عليه وكيف كان عريسها عتمان الذى يكبرها بحوالى خمسة عشرة عاماً وهى كانت رافضة له ولكن بعدها أنجبت منه تسع من الصبية وخمسة من البنات وحتى هذه اللحظة هى لم تحبة ولكنها دائماً تقول : العشرة ما تهونش إلا على ولاد الحرام وأنى أبويا ربانى .

وما بين الذكريات والأقوال العتيقة أفقت على صوت نحيب القمر من جديد وكأنه يريد أن ينبهنى لوجوده فى المكان وأنه يعانى من شىء ما !!

ولكننى لم أئبه لشكواه ومضيت فى الذكريات حيث كانت الأيام الخوالى وكيف كان النزوح إلى قاهرة المعز وتذكرت حينها أول مرة إتنشلت فى أتوبيس 30 بشرطة وتذكرت تلك المرأة البدينة التى كنت أتوهم أنه تراودنى عن نفسى ولكنها كانت بتقلب عيشها وكم كنت مغفل حينها كانت على أكتافى سذاجة طينية من ماركة بلاديتنا ، وأخذت أضحك بصياح عالى وأقهقه عندما تذكرت أول مرة حاولت أن أضاجع إمرأة عاهرة وكيف كنت أتفنن لإصتيادها وكم عانيت من أجل هذا ، وكان الموضوع أسهل من هذا بكثير كنت أخطط لأقناعها بأننى شاب ولدى مهارات قد تدهشها ولكنها هى التى أدهشتنى بخبرتها وحرفتها حتى أيقنت بأن يعطى العيش لخبازة وكم كانت هى بنت أصول ولم تأخذ منى الأجرة المقررة لأننا كنا فى أخر الشهر وكان ولا بد من أدفع إيجار غرفتى ، ومن بعدها كم صرنا أصدقاء وكانت هى دوماً بطلة كل الأعمال التى كنت أكتبها فى التى أمدتنى بالعون والخبرة والحكايات عن اليالى الحمراء وأسرار الرجال من الباشا إلى الصعلوق .

هزه عنيفة أطاحت بالشال الأحمر الذى ألفه حول عنقى حتى يقينى من برد طوبة القارس وعر رأى جدتى ( طوبة إللى بيخلى الصبية كركوبة ) كان القمر يريد أن يلفت إنتباهى بأن الشمس تشرق وقد قاربت على السطوع وهو لا يريد أن يرحل ولكن ما باليد حيلة ولا بد أن يذهب القمر وتسطع الشمس رغم بكائة الذى ابكانى حتى جفت أنهار دموعى وقلت له فى لحظة الوداع لن أقول لك سلاماً ولن أتمنى لك أجمل الأشياء ولكننى سوف أخاطب الشمس من أجل أن تهدء وهجها حتى أراك الليلة القادمة وأنت بلا دموع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر