الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوريث الثوري

كاظم الحسن

2008 / 10 / 8
كتابات ساخرة


بعد ان حلت الثورات في العالم الذي اطلق عليه بالثالث منهية عهد الاستعمار، استبشر الناس خيرا بالوعود والعهود والبرامج الثورية التي تتحدث عن الاستقلال والحرية والتنمية وبعضها عن الوحدة من البحر الى النهر ومذيلة بتوقيع النقاء الثوري وانهم”محررين لا مستعبدين “ واضافوا
الى ذلك مقولة شهيرة لهم”المناضل اول من يضحي واخر من يستفيد “ واعتبروا ان التراث الثوري ينحصر في سلالتهم وهم بذلك جمعوا ما بين مساوئ الملكية، التوريث في الحكم ومساوئ الجمهورية، الحكم المطلق!ونعني جمهورية الخوف وليس جمهورية في ذاتها.التاريخ الاسلامي لا يخلو من التوريث الثوري الذي يمتد الى آخر الزمان وبهذا الصدد يقول مؤسس الدولة العباسية”ابو العباس السفاح “: انا السفاح المبيح والثائر المبير “ . وقال عمه داود بن علي: اعلموا ان هذا الامر فينا وليس بخارج منا، حتى نسلمه الى عيسى بن مريم حيث يظهر آخر الزمان،اما العصر الحديث فان دكتاتور العراق وفي اجتماع حزبي يتكلم عن فترة زمنية تبلغ 300 عام يبقى فيها نظامه في سدة الحكم وهو على اية حال اقل من سلفه! ولكن تكرر المشهد يطرح بضعة تساؤلات في اكثر من مكان وزمان بشأن الطبيعة البشرية التي تنزع نحو الاستئثار بالسلطة حتى لو اقسمت باغلظ الايمان”اي سيف بين السيوف وليس السيف الاوحد “ وهذا يضعنا امام حقيقة اثبتت الايام والسنون صحتها في ان الحكم المطلق مفسدة على الرغم من ان الحاشية والاتباع والسذج يسوغون ذلك او يلقون التهم على المرؤوسين وان الحاكم بريء مما يحدث.القضية اذن ليست عربية او شرقية بل تتعلق بالطبيعة البشرية وها هي كوبا تسير على ذات الطريق.فقد اختار البرلمان الكوبي بعد نصف قرن، في اواخر شهر كانون الثاني رئيسا للبلاد غير فيدل كاسترو الذي اعلن تنحيه عن السلطة لاسباب صحية.وكان شقيقه المرشح الاوفر حظا للرئاسة بعد ان حل بالفعل محله منذ اعتزاله السلطة بصورة مؤقتة في تموز من العام 2006.عاصر الرئيس الكوبي المعمر قرابة عشرة من رؤساء اميركا، وفي احدى المرات هاجم اميركا ثماني وثمانين مرة في خطاب واحد.وكان يقول ان قدره سيكون حرب اميركا، وبما ان هذه الحرب ازلية لا تنتهي فان قدره سوف يكون مرهونا بالمرض او الموت. وبعد تنحيه عن السلطة اعلن ان كل ما سيفعله هو كتابة عموده وبتوقيع الرفيق وليس الزعيم، وكانت زوجة الصحافي عمر رود يغيز الذي يقضي عامه الخامس من الحكم الذي صدر بسجنه 27 عاما في سجن توليدقرب هافانا قالت: كان كاسترو عندما ولدنا”قائدا مدى الحياة “ لم نعرف على الاطلاق اي كوبا اخرى، كما اننا لم نخطوا شبرا خارج الحدود.ولا يعرف 70 بالمئة من الكوبيين حاكما اخر لهم غير فيدل كاسترو الى ان سقط الزعيم الملتحي مريضا قبل 20 شهرا كما ان اكثر من 60 بالمئة من النواب المنتخبين حديثا ولدوا بعد ثورة كاسترو عام 1959.ولقد كان الرئيس الفنزولي”هوغو شافيز“ الناطق الرسمي للرئيس الكوبي طيلة فترة مرض الاخير، ويعتبره ملهمه الثوري ومثله الاعلى، وبلا شك انه يقتفي اثره، حيث دعا الى تعديل الدستور، لكي يتيح له الترشيح الى ما لا نهاية لرئاسة الجمهورية. من الطريف ان احدى الدول ذات النهج الثوري بعد ان رحل ما يسمى”القائد الثوري “ كان المفترض ان يتولى مقاليد الحكم احد النواب كما هو مدون في الدستور، الا ان احد اعضاء الحرس القديم صرح بان ما متوفر من المرشحين كبار السن وان ذلك سوف يهدد استقرار البلد، ولذلك ارتأينا ان يعدل الدستور ويصبح نجل القائد رئيسا للبلاد.المفارقة في كوبا ان شقيق الرئيس الكوبي من كبار السن، يبلغ عمره 76 عاما ربما سوف تكون حجتهم هذه المرة ان كبار السن يتمتعون بالحكمة والخبرة والحنكة السياسية، دائما لديهم المبررات والقوالب الجاهزة وهي تخفي القاعدة الثابتة لهم وهي ان اهل الثقة افضل من اهل الخبرة ان كانوا صغارا ام كبارا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?قوى مراجعة نهاي?ية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية الع


.. السجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم في اتهامه بتهديد طليقته




.. إعلان صادم لمحبي الفنانة السورية كندة علوش و-ولاد رزق 3- يحط


.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -




.. حملها أمامهم.. شاهد كيف فاجأ صديق تايلور سويفت معجبيها على ا