الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النوم ليلة العطلة

محمد شرينة

2008 / 10 / 8
الادب والفن


الظلام حالك و أنا أتململ محاولا أن أجذب النوم إلى عيوني ، ألاحقه و كلما أمسكت طرفه هرب مني .
في الخارج جلبة لا أدري تماما ما هي سمعت أنهم يحتفلون باهتداء آخر ملحد لم يبق في العالم غير مؤمنين ، لم أفهم ما قال لي الفهيم لعلهم تجمعوا لشنقه.

أشعر بأسى و سعادة ، لم يسألني أحد هل أنا مؤمن أو كافر ففي هذه الأيام الأخيرة سألو كل الناس ، لا طبعا ليس الناس كلهم فلم يسألني أحد .
و لكنه قال لي أنهم سألوا كل الناس ، على أي حال لم يسألني أحد من الممكن أن أكون حزينا لأن أحدا لم يسألني و لكن لماذا أنا سعيد ؟
لا أدري ربما لأنهم لو سألوني لم أكن أعرف بماذا أجيبهم .
هم في الأيام الأخيرة سألو كل الناس و أعطوهم هدايا و أموال كثيرة هذا ما قاله لي ، هل أنا حزين لأنني لم آخذ أي شيء و لكنني سمعت أنهم فعلوا لهم أشياء أخرى .
على كل أنا أشعر أنني ممتن لأن أحدا لم يسألني ، ماذا لو سألوني فوجدوا أنني غير مؤمن؟
هل كانوا سيعطوني شيئا لأصير مؤمنا؟ أو كانوا سيفعلون لي شيء؟
ثم ماذا لو لم أستطع أن أصير غير ما أنا صائر ، من الإنصاف أن يعترف المرء ، أنا جامد و من المستحيل أن أصير أشياء كثيرة ، فأنا متقدم في العمر الآن ؛ و طوال حياتي لم أستطع أن أصير شيئا لقد فشلت في كل شيء .
في المدرسة لم أستطيع أن أصير مجدا و بعدها فشلت في أن أصير زوجا ثم لم أقدر أن أصير يساريا و لا يمينيا و لا طبيبا و لا محاميا بل حتى معلما لم أستطع أن أصير و لا جنديا هل مشكلتي أنني لا أصير؟
و لماذا أنا هكذا و هل هناك من هو مثلي من الناس ؟
هذه أسئلة أقضي الزمن المتبقي لي لأجد لها أجوبة مع أنني أعلم أنني لن أصير واجدًا لها أجوبة .

بيتي غرفتين تدخل إلى الأولى ومنها إلى الثانية التي أنام فيها ، أنا أكتفي بإغلاق باب الغرفة التي أنام فيها و لا أغلق الباب الخارجي ، في الغرفة الخارجية أشياء عتيقة و سرير قديم ، يدخل الجيران و يأخذون أشياء أو يعيدونها .

لا زال النوم يتملص مني ، أسمع السرير الخارجي يهتز بانتظام كما أسمع أنفاسا وهمسات ، اعتاد جيراني و جاراتي الذين لا يسكنون نفس البيوت ؛ و في حالات نادرة البعض من غير جيراني ، أن يزوروا غرفتي الخارجية في مثل هذا الوقت ، ليس لدي شيء أقدمه للناس لعل هذه الفسحة تكون مساهمتي في سبيل الناس.

أحد جيراني الذين كثيرا ما يزورون غرفتي الخارجية يفاخر كثيرا بنشاطه و بطيبة سكان بيته ، كلهم يفعلون و لكنهم يأتون أزواجا فمن أين يأتي الثاني مع أن باب البناء الخارجي لا يُفتح أبداً في الليل ؟ !

غدا يوم العطلة الأسبوعية و يفترض أن أنام الليلة جيدا و لكن مثل ليلة يوم العطلة الأسبوعية الفائتة ، هناك هرج في الخارج لا يمكنني من النوم .
يومها كان هناك حفل فآخر زانية قد اهتدت ، هكذا قال لي الفهيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا