الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقضات الراسمالية الكولونيالية المغربية - تابع –

بلكميمي محمد

2008 / 10 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بعد ان راينا الوجه الاول للتناقض ، فالوجه الثاني للتناقض هو هذا :
في بداية التغلغل الرأسمالي للمغرب ، كان الرأسمال الكولونيالي كولونياليا فعلا ، لانه كان لايزال هامشيا ومعزولا وسط المجتمع المغربي التقليدي ، لكن في نهاية المرحلة الكولونيالية ، اصبح الاقتصاد الكولونيالي اقتصادا وطنيا ، تمتد أبعاد تاثيراته المباشرة والغير مباشرة الى كل الحياة الاقتصادية – الاجتماعية المغربية .
من هنا هذا التناقض : بين الطابع الوطني للاقتصاد المغربي الراسمالي ، وبين الملكية الحقوقية الكولونيالية الاجنبية لذلك الاقتصاد .
هذا من جهة .
من جهة اخرى ، في بداية المرحلة الكولونيالية ، كان العمال المغاربة مجرد فئة اجتماعية صغيرة ، هامشية وسط قوة العمل الفلاحية التقليدية . لكنهم في نهايتها ، اصبحو يشكلون طبقة عمالية وطنية ، تقوم على اكتافها الدولة الكولونيالية برمتها .
من هنا هذا التناقض : بين الطابع الوطني للطبقة العاملة المغربية ، وبين الطابع الكولونيالي للطبقة البورجوازية الفرنسية السائدة ، التي تقوم بتحويل وتهريب الجزء الاعظم من ارباح الراسمال الى الخارج .
ان التناقض المذكور بكل أوجهه وجوانبه السالفة ، هو التناقض الجوهري الذي حكم المجتمع المغربي في نهاية المرحلة الكولونيالية ، لكن رغم جوهريته ، لم يكن لوحده كافيا للقضاء على الاستعمار الكولونيالي وتخليص الوطن من نيره .
اذ من اجل ذلك ، كان لابد ان تتناقض مع الوجود الكولونيالي ، مصالح كل طبقات وفئات المجتمع ، او على الاقل اغلبيته الساحقة . وهذا بالضبط ما تحقق في تلك الفترة :

اولا : بلترة الفلاحين بدون ان تتوفر لهم بدائل جديدة للعمل .

ثانيا : افلاس الحرفيين والتجار الصغار ، بسبب انهيار القوة الشرائية للفلاحين ، وبسبب مزاحمة المنتوجات المصنعة المستوردة . وهذه المزاحمة زاد في تفاقمها ، ظهور الصناعة الراسمالية المحلية .

ثالثا : الازمة المزدوجة للمثقفين التقليديين ، فهم من جهة ، عانوا مرارة ازمة ابائهم الفلاحين والحرفيين ، المتمثلة في سقوطهم الاجتماعي ، ومن جهة ثانية ، عانوا ازمتهم الذاتية الخاصة بهم كفئة مثقفة ، فقدت الامتيازات الاجتماعية التي كانت تتمتع بها في عهد سيادة الدولة المخزنية .

رابعا : ازمة البورجوازية المغربية ، فلقد استطاع الراسمال المغربي الخاص ، الذي كان ينشط في مجالات التجارة والعقار ( بشكليه الزراعي والحضري ) ، مراكمة اموال هامة ، جعلته يتطلع لتنميتها وتوسيعها . وبعد انتقال الراسمالية الكولونيالية من شكلها العمومي الى شكلها الخصوصي ، كان الراسمال المغربي الخاص يعتقد بامكانية الاستفادة من الامكانات الجديدة التي فتحتها تلك المرحلة جنبا الى جنب مع الراسمال الفرنسي الخاص . لكنه سرعان ما أدرك أوهامه . فالدولة الكولونيالية ، وموظفوها المحافظون ، والراسماليون الفرنسيون العنصريون ، لم يقبلوا ولا يمكن لهم قبول خلق مساواة في الفرص بين الراسمال الفرنسي والراسمال المغربي . ولذلك اعتبر الراسمال المغربي ، القوانين والتشريعات المالية والتجارية والاقتصادية ، التي كانت تسنها السلطات الكولونيالية ، كلها حيف وجور ضده .( ان بعض الراسماليين الفرنسيين القلائل جدا الذين حاولوا الانفتاح على الراسمال المغربي ، قد تمت تصفيتهم جسديا من قبل منظمات ارهابية فرنسية عنصرية . وهذه حال رجل الاعمال الشهير « جاك دوبروي» المعروف بدفاعه عن اطروحة الانفتاح ، والذي كانت تربطه مصالح اقتصادية بعائلة السبتي الراسمالية ، حيث تم اغتياله سنة 1955 ).
ان انسداد الافق الذي عانت منه البورجوازية المغربية ، قد عانت منه ايضا نواة الملاكين العقاريين المتبرجزين المغاربة .

خامسا : الازمة المزدوجة للمثقفين العصريين ، لقد عانوا من جهة ، من ازمة ابائهم البورجوازيين المنبوذين من طرف الدولة الكولونيالية والراسمال الخاص . ومن جهة ثانية ، عانوا من ازمتهم الذاتية الخاصة بهم كفئة من الاطر العليا ، الذين ترفض لهم السلطات الكولونالية حق المساواة مع الفرنسيين ، في ولوج نفس المناصب في أجهزة الدولة والادارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. الشرطة تعترض مسيرة احتجاجية نظمها 6 مترشحين للري


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -