الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انظروا ماذا يناقش كتاب العدو وماذا يناقش الفلسطينيون

ابراهيم علاء الدين

2008 / 10 / 8
القضية الفلسطينية


جاء في نشرة المصدر الاستراتيجي الشهرية لشهر اكتوبر الجاري والتي يصدرها الاستاذ المحترم عطا القيمري من القدس، وتتضمن ترجمات مختارة لابرز ما كتب في صحافة ووسائط اعلامه، لأهم كتاب العدو ومثقفيه ومفكريه.
وحفل العدد الحالي ككل عدد من اعداد نشرة المصدر بالعديد من الموضوعات الهامة والاستراتيجية، والتي تكشف الى درجة كبيرة الميادين التي تشغل العدو بكل مؤسساته وتشغل مثقفيه ومفكريه وصحفييه وكتابه، باعتبارهم يشكلون مرشدا وهاديا وموجها للقادة المنفذين عسكرا ومدنيين.
وقد تضمنت النشرة مقالة للدكتور. زئيف بونين تحت عنوان "بناء القوة لسيناريوهات كثيرة" يقول انه يجب ان يستعد الجيش الاسرائيلي لسيناريوات حرب كثيرة سواء أكانت حربا مع دولة او مع منظمة ذات جيش. ويكون الاستعداد في صعيدين: الصعيد التقني باستعمال آخر التقنيات الممكنة والمعدات التي تمكن من مواجهة الخطر المتعدد. والصعيد البشري ويكون ذلك بزيادة مرونة طبقة الضباط من رتبة قائد كتيبة فصاعدا. وهذا هو التحدي الاكبر لان زيادة المرونة البشرية اصعب من زيادة المرونة التقنية.
وتضمنت ايضا مقالة للكاتب عمانويل سكال بعنوان "القتال في مناطق مفتوحة" يقول ان المناطق المفتوحة لا تزال لها أهمية حاسمة في الحرب الحديثة. لان ما يحسم القتال هو سلاح المدرعات قبل كل سلاح آخر وهو سلاح يحتاج الى مناطق مفتوحة يناور فيها.
بالاضافة الى مقالة للكاتب ستيورات كوهين تحت عنوان "ماذا كان روتم يقول في الجيش الاسرائيلي اليوم" يقول ان العنصر البشري في الجيش هو اهم العناصر التي يعتمد عليها الجيش. لانه دائما العنصر الذي يستطيع التغيير. وقال ايضا ان الجيش الاسرائيلي يجب أن يستفيد من تجارب الماضي لكن لا يجب ان يظل ثابتا على تراث الماضي وان يدخل التغييرات اللازمة دائما.
اما افرايم عنبار فكتب في مقالة بعنوان "شريكتا اسرائيل الاستراتيجيتان الجديدتان: تركيا والهند" يقول انه في التسعينيات اعترفت تركيا والهند واسرائيل كشريك جغرافي – سياسي هام، لديه جدول اعمال استراتيجي مشترك. العلاقات مع القدس التي طورتها أنقرة ونيودلهي بدت مستقرة الى ما هو ابعد من التقاء مصالح بالصدفة بين مشترين وباعين في سوق الاسلحة. ومع ذلك، فان الوصول الى السلاح الاسرائيلي والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة كان عاملا ذا أهمية في التقرب من القدس. النفوذ الحقيقي لاسرائيل في الولايات المتحدة وعلى نحو خاص صورة اللوبي اليهودي هناك جعلا اسرائيل دولة مرغوب في هيبتها. علاقات اسرائيل مع تركيا والهند صمدت في اختبارات هامة من التحولات في السياسة الداخلية، ومثلت اهمية الفكرة الواقعية في العلاقات بين القوميات. وفضلا عن ذلك فقد قررت أنقرة ونيودلهي منح المسألة الفلسطينية اهمية منخفضة وعدم ادارة علاقاتهما مع القدس كرهينتين للحراك السياسي في النزاع العربي – الاسرائيلي.

قضايا كبرى ذات طابع استراتيجي ترتبط بحياة الدولة ومستقبلها لسنوات عديدة مقبله، وبهذا يساهم الكتاب والمثقفين والمفكرين الصهاينة بتعزيز اركان دولتهم وقوتها، ويلعبوا دورا مركزيا في صياغة حاضرها وثقافة مواطنيها وتعزيز روح الانتماء والثقة بالنصر، وتحقيق الامال والطموحات.
ولو اجرينا مقارنة سواء سريعة سطحية او عميقة جدا، بين ما انتجه كتاب فلسطين ومثقفيها ومفكريها خلال نفس الشهر لوجدنا هناك فارقا هائلا في المستوى والمضمون والمحتوى ونوع الهموم واسلوب الكتابة الى اخره.
ففيما يتحدث كتاب ومفكروا دولة العدو في قضايا لها بعد زمني ربما يصل لعشرات السنين الى الامام، نجد كتاب فلسطين غارقين في ملحمة اسطورية من نعي الذات وجلد الذات وكره الذات ولعن اللذات، وخدودهم متورمة من شدة اللطم وعيونهم منتفخة من شدة البكاء، ومثلهم مثل كتاب العدو يتحدثون في قضايا لها ابعاد زمينة تصل لعشرات السنين لكن في الماضي في التاريخ .. فيما مضى من ايام ، باسلوب سردي ركيك، ربما تحت ادعاء يدلل على ضعف الحيلة بالقول"التعلم من تجارب الماضي" وهم لا يدروا ان تجارب الماضي لا يصيغها أي عابر سبيل بل تحتاج الى دراسة وتمحيص من متخصصين من علماء المؤرخين .
للاسف الشديد ما زال هناك البعض ممن يدعي انه كاتب ومثقف ومفكر وعالم في السياسة والاقتصاد وفي كل المجالات، لكن نتاجه الفكري اما مركزا على تدمير اركان مؤسسة بالكاد يحاول الشعب الفلسطيني بنائها اسمها السلطة الوطنية، او تدبيج مقالات بكائية تتحدث عن الجدار والهوان والحصار والقتل والاعتقال والموت وووو الى اخره .... دون ان يتمكن من قول ولو كلمة واحدة ترشد الشعب الى ما يجب عمله سوى لعن اوسلو وسلطة اوسلو وعملاء اوسلو واليوم الذي جاءت فيه اوسلو.
وثالث لا يرى اصلا هناك ضرورة لوطن ودولة وكيان وقومية فيدعو الى تسليم فلسطين للامم المتحدة ، او للاتحاد الاوروبي ، او للاخوة والاشقاء العرب.
وفريق رابع يرى ان فلسطين ليس لاهلها وان المسلم القرغيزي له حصة فيها كما ابن القدس ونابلس، لذلك يحرم على اهلها حق تقرير مصيرها، وعليهم الانتظار الى ان ياتي الخليفة الموهوم على راس جيش عرمرم ليحررها، ثم يسلم مفاتيحها لاهل "ايلياء" ..
انظروا الى الفرق يا ابناء فلسطين، فالعلم يقول ان الذي يصنع الواقع هو الذي يبحث ويعمل من منطلق الواقع ولاجل الواقع وبادوات ووسائل وافكار واقعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت