الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يقوله التاج للهدهد

وديع شامخ

2008 / 10 / 8
الادب والفن



طلسما أطوّح الهواء، وأتنفس المساءات الثقيلة بجناحيّ
وكأيّ عابر الى المستحيل
لابد من سنارة وغشاوة عيون
وعظم هدهد
وكرسي
.....
أهبطُ ...
نافخا قربتي وقروني ..
نازلا من أبراج عاجي وسماواتي الحامضية
المدججة بالأوحال
أمطر ..
أمطر
غير آبه بسورة الغياب .
أتعثر بجثث كانت تطير قبل صعودي
أشرب ماءً من زمهرير الأجساد،
ومن عَرقها يتفصد الزمن .
كيف كنت أطيرُ وتلك المأساة تطنّ على جناحيّ كقارِ زورق مثقوب ؟؟..
....
لابد لكَ اليوم من حماقة لتدوين السفِر قبل الهرم
لابد لكَ من قوام جديد تنحتُ به رؤياك
لابد لكَ من شمس تحرق شمع أجنحتك ونزق جليدك.
لابد لكَ من إسئلة تواريكَ التراب
وتهيل عليك الحجارة
.....
أنتَ أبن تلك الطرقات وهذه الشمس التي لم تكن منخلا
وأنتَ أبن القمر الذي لم ينحنِ ساجدا لسطوة الشموع
كلها الليالي
"تموع" في عقد
وتنصهر في ليلة
وتتجمد تحت أرقكَ
....
أنتَ اللائذ بمدن كنت تحسبها سماوات
أنتَ العائد من قيلولة العقل وسيف رطانته
طلسما تتجول في الهواء
تفك أسراركَ للريح
وتفتح جرحكَ المتقيح لشهوة الحكايات
تعالي : يا آلهة الكلام
ويا حوريات الليالي
تعالي يا "سعلوة الطفولة"
و"ياكربة الشط"
تعالَ يا أرقي
وتعالي أيتها النابتة على أهدابي ، كزغب يتصابى
تعالوا: اليّ...................

تعالي يا سمكة الحلم
لنصطاد الطُّعم ونبتلع الدموع خلسة..
لا تفزّزي العصافير
ما زلت أحلم في نهارات أشد بريقا من هذا الطلسم
....
المساءات اللزجة تتطوح أمام عرشي
مساء أقلّ وحشة من كوابيس....
أمام هدهدي .. تبرق التيجان ..
والطلسم ذات الطلسم يبيضُ مدنا ورجالا من رخام
يبيضُ أعمدة دخان وآلهة من محاريب القول
يبيض الأشياء
والمدن
والزوايا
والأجنحة والتيجان
....
وأنتَ كما أنت بلا بوصلة
لا قارب
ولا عرش.
يُهدهدكَ الكرسي
وتطوِّحكَ الشموع
والطلسم الذي حملته تحارب الهواء، فرّ من ملكوتكَ
ليعيدَ صياغة الحجر الذي تحولَ الى ذهب،،،
ليعيد أسطورة الكلام الذي كان مخبوءا تحت سيف العروش
..
كل هذا وقبله
كانت المدن طينا
وشمسك مشغولة"بفخر" آلهتها
والناس منشغلون بصناعة قِبلاتهم ..
...

وقَبل التدوين وعصر السلالات
وخريف القول
كان الكلام طلسما
وكان الهدهد ينتظر الإشارة
....
أنت أبن ماء السماء
تتسربل بأوحال أبراجك
ماطرا
راعدا
مضيئا
خابيا
كطرفة عين ... والحلم بعيد
......
وأنتَ أيضا
كما أنت
طلسم....
ُتطوّح بك الرياح والشهوات وبذور الغياب
.. لا معنى لأن تُكشر جناحيك على سواد الغراب
الحكاية .. أحلك من طلسم
وأعمق من هدهد
وأجلّ بريقا من كرسي
....
وأنت النازل والهابط من طين سيوف المهزلة !!
تحارب مَنْ؟
قيلولة حلملك .. أم صراط نزوتك
أم خيبة التاج وعزاء هدهد حكايتهم!!؟
......
قالوا لك : أنت أبن ماء السماء
وابن التاج
وابن الطلسم ووارث الحكاية..
وأنتَ كما أنت ....
لا تاج لك ، لاحلم
لا كافر ولا ناقل كفر ....
أنت صاحب الأرق، وبوابة المدن المختومة بالغياب
غياب أبنائها وقوارب أحلامها وشمس أرصفتها
.....
وفي كلّ هذا الغياب
كنت َ مساءها الثقيل
ونهارها الهارب من طلاسمها
ونصف هدهدها
ونصف تاجها
وحكايتها المثلومة
وقمرها الغاطس في الوحل
وأصنامها التي فََخَرتْها الشمسُ.
الشمس التي تحجب ظلكَ وتأكل جناحكَ ، وتنفخ بطنك بكوابيس ثقيلة.
وأنت ما زلت تنْحَتُ أَرَقكَ حلما
يبيض هدهدا
وطلسما
وتاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?