الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار مع غاز لحركة تحرر حولّها اشلاء!

عماد صلاح الدين

2008 / 10 / 9
القضية الفلسطينية


يضحك ويبكي ويتندر ويتألم المراقب الموضوعي للحالة الفلسطينية الراهنة، حين يدور الحديث- وهو حديث الساعة واللحظة الان – عن فرص نجاح وفشل الحوار الفلسطيني القادم في القاهرة الذي تعده له هذه الأخيرة منذ أكثر من شهرين تقريبا.

ولعل هذه الحالة الاستغرابية والتعجبية المصحوبة بالألم والحزن من تقييم وضع ومستقبل أي حوار بين حماس وحركة فتح - إن صدق الحال حقيقة بشأن أنها الطرف الآخر في المعادلة الفلسطينية التي يقولون انه حدث انقسام فيها؛ بفعل ما قيل انه اقتتال وتنازع بين الحركتين حماس وفتح، مردها وسببها، أن حركة فتح ذات المشروع التحرري الوطني حتى في حده الأدنى المتعلق بإقامة الدولة المستقلة على الأراضي المحتلة عام 67، لم تعد هذه الحركة بمواصفات حركات التحرر المعروفة عمليا وتاريخيا خلال التجارب الإنسانية قديما وحديثا.

أقول في سياقي تقييمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح راهنا وحتى منذ حصار عرفات في المقاطعة برام الله عقب فشل كامب ديفيد الثانية 2000، واندلاع انتفاضة الأقصى، أنها بالفعل قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى، كحركة ذات مشروع وطني يحكمها هدف في إطار واقعي.

بغض النظر عن الاستراتيجية والتكتيكات الخاطئة، التي تولدت من مسيرة السلام التي كان يقودها عرفات منذ مدريد واوسلو وحتى آخر جولة تفاوضية في حياته مع إسرائيل.

طالما أن عرفات كان يرفض دولة الكانتونات في الضفة الغربية، وان كان يقبل بصيغ ترحيلية لقضية اللاجئين، لأجيال قادمة، علّها تحسم الصراع مع الكيان الصهيوني.

خطيئة اوسلو الكبرى، إضافة انها كانت تمهد لشرعنة الاحتلال على الأجزاء الرئيسية والمهمة في الضفة الغربية، فضلا عن مشروع تهويد القدس، ومحاولة شطب حق العودة لصالح تسوية سياسية بعينها، هي أنها كانت مدخلا حقيقيا للقضاء على حركة فتح، وان كان ذلك بالتدريج، سواء باستدراجها للاعتراف بالقرارين 242، 338، أو بشطب الميثاق الوطني في جله التحرري والاستراتيجي عام 96 من القرن الماضي.

وكانت عملية القضاء على فتح وتحويلها إلى جسد ميت تدريجيا، ثم العمل على بعثرة هذا التكتل الفيزيائي المنزوع الروح والجوهر، متزامنة مع إيجاد قيادة بديلة وجاهزة بدلا من عرفات تكون قائمة على جسد القتيل من اجل التبرك به وطنيا وسياسيا لصالح مشاريع تسوية مع إسرائيل طابعها امني واقتصادي نفعي واضح كما تدل على ذلك الشواهد، مقابل جوانب معيشية وخدمية ممولة من جهات تدعم الاحتلال لتكون هذه الجوانب أداة ابتزاز للفلسطينيين من اجل سلخهم عن البعد الأصيل في العلاقة المتجذرة أساسا مع الأرض والقضية.

الراحل ياسر عرفات نفسه، حين ُحذر يوما من قبل مخلصين أرادوا له النصيحة من متاهة اوسلو ورجالها الفلسطينيين المصنوعين والمدعومين على العين الأمريكية والإسرائيلية، قال يومها بان هؤلاء " الجزم – بكسر الجيم - إلي حعدي بهم البحر. لكن شروط ومقيدات اوسلو وسلطة الحكم الذاتي المفروضة من أمريكا وإسرائيل، جعلت الصورة مقلوبة ومعكوسة بتمكن (الجزم) من الوصول والسيطرة الفعلية والنهائية على السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وهؤلاء المسيطرون ممن جاءت سيطرتهم من اوسلو، والذين آل بهم المطاف في رام الله والضفة الغربية المحتلة، كان المراقب السياسي لعموم المشهد السياسي الفلسطيني يلتمس لهم أعذارا هنا وهناك، ويقول أن هؤلاء من الممكن الالتقاء معهم على صورة سياسية رؤيوية تضمن الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين، بغض النظر عن تشبثهم بحالة الاعتراف المسبق بإسرائيل، والدخول في مفاوضات معها دون ضمانات سياسية وقانونية.

لكن التجربة الواضحة بشأن الاتفاق على الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين مع القيادة القائمة على الجسد الفتحاوي، وتحديدا بعد فوز حماس في انتخابات يناير 2006 ومن خلال التوصل إلى وثيقة الأسرى ثم اتفاق مكة، اللذين يضمنان سياسيا حالة من التوافق الاستراتيجي والمنهجي، ثم الارتداد عن هذين الاتفاقين، بحجة أن الأول لا يقبله المجتمع الدولي، والثاني بادعاء أن حماس انقلبت عليه بممارسة " الانقلاب " على مشروع الجنرال الأمريكي كيث دايتون في قطاع غزة يونيو 2007.

كل هذا أكد اننا أمام جماعة تعمل وفق منوال تسليمي نهائي للشروط الإسرائيلية والأمريكية، وفق خطة تحرك أمنية وتجارية استهلاكية كما هو جار اليوم في الضفة الغربية المحتلة.

لو كانت قيادة السلطة الفلسطينية معنية بالكفاح من اجل مشروع وطني فلسطيني جامع، على الأقل لكانت أعلنت منذ فترة عن توقف المفاوضات، وتحديد موقف حازم من مشروع السلطة، بعد تبين وانكشاف الموقف الإسرائيلي علانية من ما يسمى بعملية السلام، من خلال ازدياد الاستيطان وتوسعه والعمل على تهويد القدس، خصوصا بعد لقاء انابوليس في نوفمبر تشرين الثاني 2007

كان عليها أن تحدد أسسا واضحة لأي وضع تفاوضي، من خلال مطالبة إسرائيل أولا بالاعتراف على أدنى صورة بحق الفلسطينيين بكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، ولا نريد أن نقول عن موقفها المفترض بشأن حق العودة.

لكن المفاوض الفلسطيني والرئيس محمود عباس لا يزلان يصران على أن التفاوض مصلحة للفلسطينيين، وان لقاء انابوليس ليس قبله ولا بعده لقاء من حيث الإجماع بشأنه وتيسير سبل المفاوضات على طريق الدولة العتيدة.

بعد هذا كله لا يستغربن احد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وطني فلسطيني أو فشل تنفيذه على الأرض، ذلك لأننا أمام حالة باتت مكشوفة لكثيرين، وهي أن حماس وقوى المقاومة الفلسطينية لا تفاوض ولا تحاور حركة فتح ، لان حركة فتح بأبعادها الوطنية قد ُقتلت واغتيلت ، وإنما حماس بصدد الحوار مع مجموعة تتغطى وتتستر بالجسد الفتحاوي القتيل الممزق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ