الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشتراكية ( سوسولوف) و نظام رأسمالية الدولة

أبو الحسن سلام

2008 / 10 / 9
ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم


في رأيى أن ثورة أكتوبر التي تطلعت إلي تاسيس نواة لمنظومة إشتراكية عالمية وفق ما أطلق عليها حين اندلعت ( الإشتراكية العلمية) التي جبت بولادتها علي يد لينين ورفاقه أفكارا متعثرة مثل الإشتراكية الفابية التي كانت تؤمن بتحقيق الدولة الإشتراكية علي مراحل ( وفق نظرية القائد الروماني فابيوس ) الذي تمكن عن طريقها من الحاق الهزيمة النهائية بجيوش القائد المنتصر أبدا علي الامبرطورية الرومانية ( هانيبال) ؛ في رأيى المتواضع أن هذه الثورة قد حملت بذرة فشلها مع بدء شرارة تنفيذ دورها علي أرض الواقع . ذلك أن التاريخ يعلمنا أن الأنظمة تولد وتشب وتكبر وتكهل وتشيخ وتموت أو تنهار ( تماما كما هو حال الكائنات الحية ) ـ وفقما يرى الفيلسوف شبيلنجرـ وهي تحمل جرثومة فنائها ك(جين من جينات) تكوينها . وقد ظهرت عليها ملامح ذلك المرض في بداياتها ؛ إذ بنيت قلاعها علي أساس نظام إقطاعي ؛ ( يقوم علي الإقتصاد الريعي الذى يقف عند حدود تدوير ملتفيء به الأرضم متمثلا في الخامات الطبيعية ( الفحم ) والمحاصيل الزراعية ) ومن ناحية الممارسة القيادية ؛ فقد بدت شكلية وفق مايعرف بالديمقراطية المركزية التي تتيح للمكتب السياسي للحزب ومن ورائه اللجنة المركزية فقط تداول فلسفة اتخاذ القرار وتكليف سكرتير عام الحزب بإعلانه بعد شكلية تداول المعلومات المراد اشاعتها بن قواعد الحزب في أنحاء البلاد لخلق رأى عام يمهد للمكتب السياسي في نهاية الأمر إصار القرار المبيت إتخاذه تطبيقا للفكرة التي شكلت قناعات رأس الحزب . فضلا عن ذلك ضعف لينين ومرضه وبروز نجم ستالين وتهميشه لدور قائد الثورة ؛ وهو أمر ازدادت خطورته بعد تصفيته لرفاقه واحدا بعد الآخر ؛ بعد نفيه لتروتسكي . وفي ظنى أن النظرة الواحدية للتاريخ وسيطرة فكرة الزعامة الفردية بوصفها محركة للتاريخ ؛ تلك التي كانت الجين الرئيسي في شخصية ستالين أدت إلي تهميش دور المكتب السياسي واللجنة المركزية في ظل إطلاق العنان لبوليسية بيريا الشهيرة . مع اعترافنا بدور الرأسمالية المأزومة ومحاولات تصدير أزمتها الرئيسية الطاحنة بحروب النازية التي لعبت دورا رئيسيا في تضخيم ذات ستالين في مقابل تضخيم الذات النازية لهتلر وأركان حربه في الفكر وفي الحرب .وهذه نقطة أرى لها سوابق في التاريخ لمحاولات متكررة للسيطرة علي موارد البلاد الأخرى والسيطرة علي أسواقها تأسيسا علي شعر توحيد العالم ( الككون في واحد تحت شعار فكر أرسطو وفق غزوات الاسكندر والدم الأزرق وفق هلوسات النازى) كما أن قيام نظام إقتصاد اشتراكي علي أنقاض نظام إقتصاد إقطاعي يعد منظومة فكرية لاسند يعادلها إقتصاديا وأقصد بذلك النظام الإقتصادى الريعي الذي كان هو عماد الإقتصاد الدولة الروسية قبل قيام الثور وبعد قيامها إلي أن بدأ إنشاء دولاب التصنيع الحربى وتشغيله بضراوة لإمداد الجيش السوفييتي الذى يدافع عن إمبراطوريته الشاسعة في مواجهة جيش مسعور يقوده مجنون طامح إلي ماطمح إليه نابليون -بالغزو _ ولكن بغباء وبشرا سة _ أوطامح إلي ماصبا إليه( يوليوس قيصر) من أجل عولمة عسكراتارية مبكرة حمل هو نفسه جرثومة فنائها التي انتقلت منه عن بعد إلي ربيبه( اكتافيوس قيصر ـ المسمي أوغسطين) . وكانت تلك المحاولات التاريخية الدامية غزوا ولم تكن كتلك التي بدأها الإسكندر المقدوني في بداية اقتحام جيوشه اقتحاما غير دام كما حدث في مصر المحتلة من الإمبرطورية الفارسية حينذاك والذى يعد شكلا من أشكال حوار الحضارات باعتبار التواصل الثقافي القديم بين مصر الفرعونية وبلاد اليونان قبل دخول الإسكندر ؛ ذلك الذى استحال إلي صراع حضارى عند اقتحام جيوشه لبلاد فارس بدءا بالإمبراطورية البابلية وصولا إلي الهند . وفي رأيى أن غزو الجيش السوفييتي لأفغانستان قد شكل المسمار قبل الأخير في نعش إمبراطورية نظام رأسمالية الدولة العالمي ؛ إذ أني لاأنظر إلي مجمل ماوصل إليه النظام السياسي والاقتصادى للآتحاد السوفيتي بوصفه نظاما قام علي تأميم وسائل الإنتاج وإدارة أهل الثقة من أقرب المقربين حزبيا إلي مركز الهيمنة علي القرار . الذي تمركز في يد السكرتير العام للحزب مع اختلاف شخصه . ويكفي للدلالة علي أن جرثومة هدم هذه الإمبراطورية الفكرة مافعله ستالين مع الشاعر الذى تقدم ليطبع له ديوان شعر فكان أمر زعيم الحزب الأوحد ستالين بطبع نسختين من الديوان ؛ نسخة للشاعر ونسخة لمحبوبته ـ مع أنه ليس من الضرورة لكي يكتب شاعر ما قصيدة أو ديوانا في الغزل أن يكون عاشقا. فذلك زمن مضي مع شعراء كقيس أو أمرىء القيس أو بودلير وشيلي ونزار قباني لو قصر عكوفه عند قدمي محبوبة وحيدة . ولا شك عندى أن تنظيرات سوسولوف الذى نظّر لنظام إشتراكي علي النمط الناصرى الذى تأسس علي مشارف رأسمالية الدولة بالسيطرة العسكراتارية الفهلوانية علي وسائل الإنتاج وإدارتها بأهل الثقة من حاشية المشير. وهو التنظير الذى وضعه سوسولوف لاستمالة دول العالم الثالث حديثة التحرر في القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية . كل ذلك شكل حزمة الأمراض المزمنة المتراكمة في كيان امبراطورية راسمالية الدولة التي لم يستطع قادتها أو لم يرغبوا قط في تعليتها لتنتقل من دولة رأسمالية الدولة إلي دولة الإشتراكية ( الدنيا) ولا أقول (العليا) . الأمر الذى مكّن مأجورا من داخلها من التسلل تبعا لفلسفة المركزية الديمقراطية من أن يمتطي سرج الدولة ويقودها نحو الهوة السحيقة التي وضعها بريجنيف علي( جرف هاو) بغزو جيوشه لأفغانستان .
وهو الوضع الكارثة نفسه الذى وضع ( بوش الصغير وعصابته الإمبراطورية الأمريكية فيه بغزوه لأفغانستان ومن بعدها العراق ومحاولاته المستميتة لإيجاد سبيل إلي غزو إيران ) . ومن المعلوم أن النظام الذى يحمل نفسه فوق طاقته حتما سينهار . وهانحن أولاء نرى بوادر انهيار النظام الرأسمالي الذى انفرد بالسيطرة ومحاولة تحويل العالم كله إلي( الكون يصبح يف واحد) هو (أمريكا) ‘
ومع ذلك فلا أظن أن مهمة الأحزاب الشيوعية الغربية التي وعت درس التاريخ وبادرت بنقد ها الذاتي لممارسات التجربة نحو الإشتراكية سهلة وميسورة ؛ لأن الأوتوميشن والتقدم التكنولوجي الهائل والمتسارع التجدد ؛ همش دور الطبقة العاملة ؛ فلم تعد تشكل ذلك التراكم الكمي الذى يشكل تراكما كيفيا يسهم في حتمية إنتهاء الصراع الطبقي لصالح الطبقة العاملة - في ظل تهميش الآلة التكنولوجية لها ـ وها نحن أولاء نرى جهاز كمبيوتر واحد يقوده مبرمج واحد أو عامل واحد في إمكانه أن يدير دولاب مصنع بأكمله .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين