الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عازف منتصف الليل

خالد فؤاد الشافعى

2008 / 10 / 9
الادب والفن


لم تكن القاعة متسعة بما يكفى
وقد بدأت اشعر بالسأم على مقعدى وسط المحتفلين بليلة راس السنة
وكان مقدم الحفل يحينا بايماءات من وجهة وهو ينهى تلك الفقرة
ويقدم لنا فقرة جديدة,كانت الساعة تقترب من الثانية عشر ليلا
وقد يئست من مجىءاحدا ممن وعدونى بالمجىء
فشرعت احدق بالجالسين
ولكنهم بدوا لى اكثر ضبابيةوشبحية وسط ادخنة الاحتفال
وبدا المقدم سمجا مائل للسمنة شديد التعرق رغم البرودة
مرت لحظات كنت بعدها منفصلا تماما بخيالى عن الحاضرين وان كانت عيناى على الجميع
يبدو ان موعد نومى قد حان, فكرت بالنهوض والعودة للمنزل
افقت فجأة على دخول شاب صغير الى المسرح-يبدو انة سيؤدى الفقرة القادمة-يحمل جيتار غريب الشكل محدقا فى فراغا امامة
بدا منعزلا عن الوجود حولة وهو يسير الهوينى نحو منتصف القاعة ليجلس على مقعد مرتفع ونظراتة مركزةعلى الارض ثم على الجيتار,بقى صامتا لحظات وكأنة ينتظر شيئا ما
لا اعرف كم مضى قبل ان تدق عقارب الساعة معلنة قدوم العام الجديد,فانتفض الجمع مصيحين ومهنئين
فى نفس اللحظة التى بدأ فيها العازف يغازل اوتارة
بدا لى المشهد بالتصوير البطىء
كل شىء يتحرك ببطء,حتى المتفرجين كانت حركتهم ثقيلة واصطناعية,كافحت لفتح عينى من اجل رؤية افضل
ارتفع اداء العازف فجأة,اسمعة بوضوح الان
كان الايقاع غريبا وملفتا بشدة, هدىء الجميع الان
بدا الكل محدقا بالعازف,كانت الرؤية امامى لا تزال بطيئة
ربما ياستثناء العازف الذى رفع ادائة وانتشرت فى الاجواء موسيقى حماسية مائلة للحزن
تفاعل معها الحاضرون واخذوا يتمايلون لا اراديا على مقاعدهم
لم يرفع العازف عيناة ابدا فى مواجهة الحضور
لذا لم ارى ملامحة بوضوح,خاصة ان الضوء كان خافتا على وجهة ولكنها بدت لى مألوفة نوعا ما.
هدأت انفاس الجميع مع هدوء ايقا العازف
بدت نظراتهم كسيرة متأثرة وهم يديمون النظرللعازف
الذى بدا مغمض العينين متشنج الجسد ترتعش اصابعة على الاوتار وهو يصدر تلك النغمات عنيفة الرقة
حتى خيل لى ان الموسيقى تخرج من اعماقة وليس من الجيتار
حتى مقدم الحفل السمج كان واقفا مشدوها امام النغمات السحرية
كالمنوم مغناطيسيا
اخيرا بدت من العازف نظرة نحو الحضور-اشعر انها كانت لى انا تحديدا-
اصبحت على يقين,اعرف تلك الملامح جيدا
وان كنت لا اتذكر صاحبها الان
كان وجها شاحبا منحولا وعيناة ومظلمتان منكسرتان
غريب هذا!
لماذا اشعر ان انفة تنزف دما؟
كان الايقاع يتسارع الان والكل متفاعل معة
كاد الجالسين يهبوا من اماكنهم ونظراتهم تكاد تقفز من اعينهم لملاحقة الرتم الاخاذ المتسارع
تركت مكانى وتقدمت وسط الحضور التى تنتفض اجسادهم بنشوة غريبة وكأنها نشوة الجماع
كادوا يسقطون ارضا من فرط النشوة وتوتر ااجسادهم
قبل ان يسترخوا تماما فى مقاعهم بعد نهاية العزف
اسرعت الخطا لأتبين وحة العازف عن قرب, كدت اقترب الان
الا انى افقت فجأة على صوتا اجشا ويدا خشنة ثقبلة تهزنى
وصاحبها يقول:افق يا استاذ..انك تنزف من انفك
كان مقدم الحفل اللعين وحولة بعض الحاضرين ملتفين حولى
ثم استطرد قائلا:يبدو انك غفوت وسقط رأسم على طرف المنضدة الحاد
واعطانى منديلا قبل ان يلتفت للجمهور
وهو يقول:سوف تدق ساعة منتصف الليل بعد لحظات
اتمنى ان تستمتعوا جميعا بالفقرة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي