الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ماذا يتحاور الفلسطينيون

جورج حزبون

2008 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


جلسات الحوار المنعقده بالقاهره والتي بدأت مع الفصائل بشكل فردي برعاية مدير المخابرات المصريه وكأنها قضيه امنيه وتحت تهديد من الجامعه العربيه باتخاذ إجراءات عقابيه للجهه التي لا تنجح الحوار حيث سيتم رفع النتائج الى وزراء الخارجيه العرب الذين سيعقدون جلسه لهم في الجامعه العربيه لتدارس ومناقشة نتائج الحوار.

بقراءة تصريجات زوار القاهره يظهر تماما وجود أجندات مختلفه وان حملت بعض التصريحات كليشيهات للإستهلاك الإعلامي وتهدئه للشارع الفلسطيني المتشوق لفض الخلاف والانتباه لقضاياه المعيشيه المترديه وهمّه الوطني الكبير والأولي التـمثل في ذلك الاحتلال الهمجي الذي يقيم مئات الحواجز على الطرق والدوريات والاعتقالات وإهانات مستمره وإعاقات لمستقبل جيل فلسطيني أصبح خارج السياق العلمي والمعلوماتي فانخفض مستوى التعليم وتراجعت اعتبارات وقِيم واصبح امامنا مجتمع نكوصي مرعب.

المجتمع الفلسطيني اصبح عشائرياً منقسم الى عائلات وقبائل وهي ظواهر تبرز عند حالات ضعف القانون والنظام وتأخذ الإستقواءات دورها ويتراجع الولاء الوطني أمام الولاء العشائري وتسود الفوضى ولا تقوم اي من الفصائل بمعالجة هذا الارتداد وان تقوم أحياناً بوصفه كحاله معبره عن نائج العهد الاحتلالي متناسين ان النضال في الانتفاضه الاولى والبرنامج الكفاحي الموّحد خلق مجتمع فلسطيني موحد متكافل ومتضامن مَن أجهضته إنقسامات الفصائل وحولته الى ساحة استقطاب.

وكان إنقلاب غزة ليزيد الحاله سوءً ويعطي الاولويه للاستقطاب وأضافة الى الايديولوجيا وتبدأ مرحلة جديده تصل حد القتل والتصفيه وتظهر بالساحه الوطنيه تنظيمات مسلحه صاحبة ولاءات غير فلسطينيه وتنشأ ظواهر الخطف والاعتداءات وتبدأ عمليات الهجره للشعب الفلسطيني حيث تقول إحصائية مجلس كنائس القدس انه ما بين عام 2000 حتى 2008 غادر البلاد مهاجراً اربعون ألف مسيحي مما يعني ان هناك الآف أُخر من المسلمين ونعيد للذاكره ان اسرائيل بناها مهاجرون تحت شعار " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

في ظل هذا المناخ الذي يمكن أن نراه في العراق أو لبنان أو الجزائر أما ان يصبح بفلسطين والتي كانت تدفع شعار ( حرمة الدم الفلسطيني) والتي اصبح منها أمراء حرب بالسلاح أو بدونه قسموا الشعب والارض والقضيه ثم جاءوا للحوار على ما لا يملكون ولا حق لهم فيه لأن المتضرر هو الشعب صاحب القرار والمصير يرفض الوصايه والوصايا ولديهم برنامج واحد فقط ( إنهاء الاحتلال) والأطرف في الامر هو مناقشة تدور باستحياء هذه الايام من بعض الفصائل حول شعار الدولتين او الدوله الديمقراطيه وأخرين هدنه طويله مثل هدنة 1949 وربما اتفاقات رودس.

لا أحد يكره ان ينجح حوار القاهره ولكن العنوان واضح والاتفاق ان تمّ سيكون لاعتبارات فصائليه ، فالمحاور المستريح في العواصم العربيه وبعضهم في المكاتب الفلسطينيه ومواقع الاماره في غزه لا يمكن ان يكون إحساسه نفس إحساس قاطف الزيتون في القرى المحاطه بالمستوطنات ، فالأول معه وقت والثاني لا يملك ترف الوقت والهّوه تتسع بين القاعده والقياده باستمرار.

وحتى لا نكرر نظريات التفائل والتشاؤم نقول ان المطلوب لجسر الهّوه بين المواقف الفصائليه والقواعد الشعبيه هي وجود برنامج نضالي موحد متـفق عليه لتحرير الوطن وإقامة الدول وفق رؤيه موضوعيه تستقطب العالم عبر قرارات الامم المتحده والدول العربيه عبر خطة بيروت للجامعه العربيه وعبر برنامج داخلي للشعب الفلسطيني يراعي ظروفه الصحيه والتعليميه ويحارب البـــــطاله وحقوق العمال على الاقـــل نفس المستوى الذي تعــــالج وتتـابع به مـصـالح ( البرجوايه) ( القطاع الخاص) الذي لا يوحده الاّ الربح ، وهذا الربح يتحقق بزيادة السعر المدفوع من المواطن.

إن برنامج وطني شامل هو المطلوب لا أكثر ولا اقل ، أما من يحكم او من يحمل ( VIP) ومن سيكون وزيراً فمن العيب هذه الاقوال تحت الاحتلال وتحت رحمة المانحين..........

شعبنا لا يحتاج الى حكام بل الى ثوار بملابس الفتيك والجينز وبلا فنادق 5 نجوم وسيارات مرسيدس سوداء ...

" هكذا نتقدم نحو وحدة الصف ووحدة الهدف ، أما وحدة الصف وتعدد الاهداف فإنها وحدة الصراع "!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون