الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذب المنجمون...

هشام اعبابو

2008 / 10 / 10
الصحافة والاعلام


كم قيل لنا قبل ولوجنا عالم تعلم مهنة الصحافة و الإعلام من الكلام المعسول و المنمق, والذي كان كل حرف فيه يزف لنا بشائر مشركسة الألوان, عن أفاق تتنضرنا و تفتح دراعيها لنا, و أخبرونا بأن المغرب الحالي,عريس يزف نفسه لعروس جديدة إسمها الإعلام الحر و المنفتح, و بأن هذا العرس المغربي الجديد, سيكون المغرب سباقا و رائدا فيه في منطقتنا المغاربية و الإفريقية, و بأن هذا العرس سينتج عنه أبناء شرعيون منتضرون محبوبون, ستمنح لهم كل الإمكانات التكوينية الأكاديمية و القانونية الحقوقية,كما بشرونا بجنة الإعلام المغربي الجديد و الذي ستكون بساتنه مخضرة و مزهرة بأشجار الرأي و الرأي الآخر و بزهور الإنفتاح و حقوق الإنسان و أهمها الحصول على عمل في جنة الإعلام المغربي الجديد, وأكدوا لنا بأن العرس المغربي الجديد أي الإعلام المغربي المنشود, محتاج أشد الإحتياج لأناملنا و عقولنا المشبعة بأخلاق و أفكار جديدة دارسة و متكونة, تكون دواءا ناجعا لشفاء إعلام باهت و مريض فاقد لكل مصداقية و احترام..
لكن هيهات فمع ولوجنا و عيشنا لهذه التجربة,اتضح لنا مع مرور الأيام و الشهور و السنين, زيف و كذب المنجمين علينا, فلا أفاق و لا تغيير و لا ثورة عرفها إعلامنا المغربي, فقد بقيت دار لقمان على حالها, بل أكثر من ذلك, زادت سوءا و تدهورا,الصحفيون يعتقلون و يسجنون,الإذاعات الخاصة أصبحت في معظمها ملاذا للفساد و للعجرفة و للإنحطاط و المحسوبية ..
المجال الإعلامي المغربي الحالي يلقب بالفلوجة و ما جاورها, تشبها بالمعارك و الفوضى الخلاقة التي يعرفها العراق الشقيق, و هذا ما عاينته و ما استقيته من خلال تجارب الزملاء المتمرنين هناك, فما إن تطء أقدامك إحدى الجرائد أو القنوات أو الإذاعات المغربية,حتى تشنف أسماعك بالكلام النجس المتعفن,أما أجواء العمل فحدث و لا حرج سب و شتم و كلام أقل ما يمكن وصفه بالغير أخلاقي و الغير حظاري أما إن سولت لك نفسك التودد إلى أحدهم أو إضهار مواهبك و ما تم تلقينه لك في مهعد من معاهد الإعلام و الصحافة فالإستهزاء و الغمز و اللمز و الحصار سيكون من نصيبك ليؤنسوك في وحدتك و جحيمك ..,أما فرص العمل و التي قيل لنا عنها الكثير فلم نرى من ذلك الكلام أي شيء يذكر فالزبونية و المحسوبية و المصالح الشخصية هي العملة الرائجة بحيث أن تكويننا و دبلوماتنا الإعلامية لم تشفع لنا قط...
الشيء الذي جعلني أنا و زملائي نتساءل متعجبين محتارين ,أين الكلام المعسول المليء بالتفاؤل والبشائر الذي قاله المسؤولون و الإعلاميون لنا؟ أين الأفاق التي طالما شنفوا أسماعنا بها ؟ أين هو العرس المغربي الذي دعونا إليه؟ أين عروس المغرب الجديدة القديمة المنتضرة؟الظاهر و الواضح وهو أن العرس المغربي الجديد تم إلغاؤه فالعروس لم توافق على الزواج فعريسها المغربي لم يعلن القطيعة مع ماضيه و لم يعلن الطلاق مع إعلامه القديم المتآكل...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم