الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عهد جديد و منطق قديم
سلوى غازي سعد الدين
2008 / 10 / 10مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن أُسقط النظام الدكتاتوري كان بإمكان العراقيين مراجعة تاريخهم و خصوصا أحداث ما يسمى بثورة العشرين التي جلبت على العراق الأنظمة الفاسدة و الدكتاتورية بسبب عقلية المقاومة المزعومة التي ادعاها بعض من المعممين و رؤساء العشائر أصحاب المصالح الذاتية ودعاة القومية و العنصرية التي خدعت جمهور العامة الذين صدقوا أوهام وخرافات زعماء و هواة السلطة والجاه والنفوذ.
وكانت نتيجة العبثية هي تدمير البنى التحتية و هدم ما بنته الحكومة البريطانية و العراقية في عهد الانتداب، من مدارس ومعاهد ومستشفيات، و يجب أن لا ينسى المواطن العراقي أن هناك العديد من مشاريع إسالة المياه و الجسور والسدود الموجودة في عدة محافظات هي من إنجازات القوات البريطانية "المحتلة"!! في الوقت نفسه أسست بريطانيا العديد من الإدارات المدنية و لكن لم يتسنى للبريطانيين بناء العراق بالصورة التي كانوا قد أعد لها الاداريون الانكليز بسبب أخاديع و أكاذيب "المقاومين" و "المجاهدين" المشؤومين التي جلبت لنا حكومات فاسدة ماعدا الفترة الأولى من حكم النظام الملكي و بعدها توالت الدكتاتوريات على العراق إلى أن وصل بنا إلى حكومة حزب البعث و بعد تحرير العراق من دنس و فوضى عصابة حزب البعث و طفح بعض السياسين المعارضين لحكومة صدام على السطح السياسي بفضل الولايات المتحدة وجنودها الأبطال و بفضل الفقراء والمساكين الذين ضحوا و عانوا الأمرّين من نظام الطاغية.
و ما إن جلس هؤلاء المتظاهرون بالفضيلة و الوطنية و سلكوا المسلك السياسي حتى اخذوا برفع رايات و شعارات هوجاء و هو مقاومة "المحتل والاحتلال"!!، و هؤلاء الأخلاف لا يختلفون عن أؤلئك الأسلاف الذين قتلوا و برروا عمليات الخطف والذبح – لم ننسى بعد ذبح الجنود البريطانيين على أيدي أفاقي ثورة العشرين - و التفخيخ والتفجير ضد الشعب العراقي و ضد الجنود الذين ساعدوا الشعب العراقي للتخلص من أبشع الأنظمة "العثمانية و البعثية" وعضوا اليد التي امتدت إليهم بالخير و ليس هناك اي فارق بل و حتى فروقات بين فكر حزب البعث و أفكار غالبية السياسيين و الأحزاب التي تولت السلطة بعد الفين وثلاثة و هم يتبون نفس الأفكار القديمة التي تبنتها قطعان مقاومة الانتداب البريطاني وما تبنته هذه المقاومة الحالية لما يسمونه "الاحتلال والغزو الامريكي للعراق".
إضافة إلى ذلك نضيف معادات هؤلاء الإسلاميين و القوميين للغرب و إسرائيل و محابات الدول الدكتاتورية القومية و الإسلامية هذا المنطق هو نفس أسلوب صدام حسين عندما كان في السلطة و حتى آخر يوم حينما خاطب العراقيين و حثهم على محاربة "المحتل الامريكي والصهاينة"!! و اليوم نسمع نفس الخطاب البعثي من قبل أعضاء البرلمان و تعتبر هذه الأساليب هي ضربات ضد الديمقراطية إذ لم يبقى للمواطن طاقة او تحمل لأعباء العداوات و الكراهيات و إذا فضل السياسيون و الأحزاب و رجال الدين السير على على خطى أسلافهم فإن النتيجة هي أن العراق و العراقيين سيظلون في عداد الدول و المجتمعات المتخلفة و الرجعية و يجب على البرلمانيين و رؤساء الأحزاب أن يتراجعوا عن هذا المنطق الصدامي و الاعتذار للشعب الذي صوت لهم في أقسى و أحلك الظروف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام
.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا
.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا
.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-
.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم