الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكفير المقالح ،حلقة في مسلسل مفتوح

فهد ناصر

2004 / 2 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


(عبد العزيز المقالح)   شاعر يمني معروف بأبداعه الادبي وأفكاره المناهضة للرجعية الفكرية والسياسية السائدة في اليمن ودول العالم العربي،كرم مؤخراً من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالسكو) التي منحته درع الآداب والفنون تقديراً لأسهاماته المتميزة في حقلي الثقافة والابداع .هذا الشاعر المبدع جوبه بحملة شنيعة من قبل أحدى الحركات الاسلامية الارهابية والظلامية العاملة في اليمن أذ أعلنت عن تكفيره بسبب قصيدة كتبها منتصف ثمانينات القرن الماضي واصفة أياه بانه أسوء من الشيطان حسب ما جاء في صحيفة (شباب السنة)الصادرة في قرية (العفا اصابح )  وقد جاء تكفير المقالح  ضمن قائمة من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني الذين تم تكفيرهم أيضا.                                                                                         ً
 هذه ليست المرة الاولى التي يمارس فيها الارهاب ضد الادباء والكتاب في اليمن، ففي ظل  سلطة رجعية تستند الى سلطة القبيلة والاعراف والتقاليد الاجتماعية البالية والمتخلفة فان الحركات الاسلامية الرجعية تمارس كل أشكال الارهاب وتشن حملات والتكفير والترهيب وأطلاق فتاوى القتل  ضد السياسين والادباء والكتاب والفنانين الذين يحملون أفكاراً  متحررة ومناهضة لرجعية القيم والاعراف الاجتماعية التي يتم تصويرها من قبل التيارات الاسلامية والسلطة الحاكمة على أنها صورة اليمن الاصيلة والتي لايجب المساس بها ،أو يدعون الى نقد أسس المجتمع والعلاقات الاجتماعية والسياسية السائدة .السلطة اليمنية بممارساتها وقوانينها الرجعية تشكل سنداً لهذه الحركات وتشاركها في حملاتها ضد الكتاب والمبدعين ففي أواخر عام 2002 عملت هذه الحكومة المشهود لها بالرجعية ومعاداة التحرر ومصادرة حرية الفكر والابداع الفني والادبي على تقديم الكاتب (وجدي الاهزل)الى المحاكم بتهمة تقود الى الاعدام بسبب تفسيرها الشنيع لروايته (قوارب جبلية )على أنها خيانة وأساءة للوطن ؛؛؛  .
       التكفير وفتاوى القتل  و حرق ومصادرة الاعمال الادبية والفكرية  التي تصدرها الحركات الاسلامية المدافعة عن الجهل والتخلف الاجتماعي والفكري والثقافي ليست ضد الكتاب والادباء المعاصرين فقط أنما تصدرها  ضد أعمال أبداعية صدرت قبل عشرات السنين ومات كتابها منذ سنين وعقود أيضاً أذ سبق وأن شن الاسلاميين حملة بشعة ضد الكاتب (محمد المولى ) الذي مات قبل  أكثر من 30 سنة مطالبين بحرق روايته (صنعاء مدينة مفتوحة ) متهمين الكاتب والرواية بالاساءة للاسلام .  
فتاوى التكفير والقتل التي تصدرها الحركات الاسلامية ضد الكتاب والمفكرين والسياسين أنما هي حرب سافرة وبشعة ضد حرية الفكر والابداع وهي جزء لايتجزء من حربها ضد الحريات السياسية والحقوق الفردية والمدنية لملايين البشر.                
  
تكفير المقالح ليس الاول ولن  يكون الاخير في عالم تمارس فيه التيارات الارهابية الاسلامية كل ما في وسعها من أجل فرض قيمها ومعاييرها وشرائعها المعادية للانسانية.    .
      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء