الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة مناضلة فلسطينية في الحوار الوطني

فاطمه قاسم

2008 / 10 / 10
القضية الفلسطينية


لعلها تكون أياما تحمل الأمل ، هذه الأيام التي شاهد فيها موجة م موجات الحوار الوطني ، والذي اقترب موعده النهائي في نهاية هذا الشهر أو مطلع الشهر القادم ، ولعل كل ما نسمعه من تصعيد إعلامي ، ومواقف استفزازية ، ولاءات تزيد أو تنقص حسب الطلب ،لعل كل ذلك من باب تنشيط الحوار الوطني ، وتحفيز للمشاركة فيه ،ولتحسين الشروط ،وليس من اجل إغلاق الأبواب ووضع السدود ،ففي العمل السياسي تقبل ممارسة التكتيكات بين تيارات الوطن الواحد ، طالما لا تصل الأمور إلى حد الخطورة ، ولكن تبقى في حدود المعقول والمسموح ،ولكن عندما تصل هذه التكتيكات إلى تجاوز المصلحة الوطنية ،فإنها تخرج من زمام السيطرة ، ويصبح الخطر شامل ويطال الكل الوطني .
ومساهمة في أجواء الحوار الوطني ،فإننا يجب أن نعود إلى أساس المشكلة ،حين قدم الرئيس أبو مازن مشروعه للتطبيق بعد انتخابه مباشرة ،وهو مشروع يعتمد تشكيل نظام سياسي فلسطيني جديد يعتمد يكون من ابرز ملامحه إدماج حركة حماس في هذا النظام ،وإعطائها الفرصة لتكون جزءا عضويا منه ، ولاعبا ايجابيا رئيسيا في ساحة العمل الوطني ،وكانت البوابة لكل ذلك الانتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من يناير كانون الثاني عام 2006 ،في تلك الانتخابات فازت حماس بما يمكنها من تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة ،إما منفردة أو ضمن ائتلاف واسع ،وقيل وقتها أن حماس لم تقدم في مشاوراتها مع فتح أو الآخرين ما يجعلهم يقبلوا بالمشاركة في الحكومة على صعيد البرنامج السياسي ،وهكذا اختارت حماس تشكيل حكومة منفردة ،وقد اكتشفت خلال عام كامل أمرين في غاية الأهمية .
الأمر الأول : أن فوز حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي لم تمكنها من اخذ قرارات ذات طبيعة دستورية ، كتغيير الاتفاقات ،أو القوانين ،أو الهياكل الرسمية للسلطة ،لان تمرير هكذا قرارات يحتاج إلى غالبية الثلثين ,بينما حركة فتح امتلكت الثلث زائد واحد وهذا ما اتفق على تسميته بالثلث المعطل في النموذج اللبناني ،فكيف إذا أضفنا عليها بقية مقاعد الكتل النيابية الأخرى .
الأمر الثاني : أن النسق السياسي العالمي بما يحتويه من قوى دولية ، وإقليمية لم يتعامل مع فوز حماس ايجابيا ، مبررا ذلك بأنها لم تلتزم بالشرعية الدولية ،ولا العربية ،وان المحاولات المعدودة التي أقدمت على التعامل مع حماس حدثت تحت عنوان التجاذب السياسي ليس إلا ،أي انه كان نوعا من أنواع الانتهازية السياسية تستخدم موضوعيا لإظهار تأثير تلك الدول ولكنها لم تسطع تغير قواعد اللعبة الدولية ،فكان الحصار القاتل وأبعاده وتداعياته الخطيرة ، ومن ثم العزلة السياسية .
وقد أدى ذلك إلى مناكفات داخلية وصلت إلى حد العنف والاقتتال ،ولكن الإنصاف يفرض علينا الاعتراف بان السجال الذي اخذ شكل الدموية لم يكن هو السبب بل كان انعكاس ونتيجة ،ولعلنا نذكر أن السجال الداخلي يحدث بين الأجهزة الأمنية في أكثر الدول استقرارا ، ولكنها لم تصل إلى الحد الذي وصلنا إليه ، بسبب أن العالم لم يقبل بنتائج الانتخابات وهي النتائج التي لم تسهم في جعل حماس تنخرط في النظام السياسي ، ولم تجعلها تعترف بالشرعيات الدولية والعربية والوطنية ،الأمر الذي صعد السجال إلى أن وصل حد الاقتتال،وليس كما قيل أن فتح وبقية الفصائل لم تقبل بنتائج الانتخابات ، بل لان حماس اكتشفت أن اعتراف فتح وحده لا يحل المشكلة ، حيث القوى الدولية لها توافق ، وتريد من حماس أن تتكيف معه ،والا فان المشكلة ستظل قائمة كما هي ألان .
وقد جرت محاولة جادة قادتها السعودية لحل هذا الإشكال الخطير ، عبر اتفاق مكة ،الذي حرم الاقتتال الداخلي ، وجعل الأولوية للحوار مهما وصل الخلاف ، ونتج عنه تشكيل حكومة وطنية ،ولكن بعد فترة وجيزة تبين أن العالم لم يرضه ذلك بل كان ينادي بما هو أكثر، اعتراف صريح بالشرعية الدولية ، اعتراف صريح بالاتفاقات ، اعتراف صريح بإسرائيل التي تجرى معها المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية ، وعندما لم يتحقق ذلك ، استمر الحصار ،واستمرت العزلة والمقاطعة ،ورأت حماس أن ما اعتبرته تضحية من قبلها لم يصل إلى نتيجة مرضية فحدث ما حدث قبل سنة وأربعة اشهر ،وهو الانقسام الذي ما زلنا نعاني وتغوص اقداممنا غرقا حتى أوشك أن يغرق الرؤوس إلى اللحظة .
م خلال هذا العرض المبسط ، نستنتج أن الحوار الوطني الفلسطيني الذي تتولاه الشقيقة مصر بغاية الوصول إلى المصالحة الوطنية ،يجب أن نحتكم سلفا إلى بعض المحددات .
أولا:إن حكومة وحدة وطنية على نفس قواعد تشكيل الحكومة السابقة ، بناء على التجربة لن تفيد ،ولذلك يتجه الحوار إلى تشكيل حكومة توافق وطني ، حكومة يختارها الجميع بالتوافق دون أن تكون مشكلة من أعضاء بارزين من الفصائل الفلسطينية ، بل حكومة من شخصيات وطنية لا يكونوا أعضاء مباشرين في الفصائل .
لان حكومة التوافق الوطني تنهي حالة الانقسام لحظة تشكيلها ،ولأنها تحل محل حكومتين بالضفة وغزة ،ولأنها عندما تبدأ بالإعداد للانتخابات حينها لن تكون الانتخابات مبكرة جدا كما يحدث في الكثير من الدول عندما تكون هناك مشكلة وطنية مصيرية ، لان المدة الزمنية قد مر معظمها في حالة الانقسام ،فتكون مهمة الانتخابات إعادة تشكيل وصياغة النظام السياسي وهياكله الميدانية بما يتناسب مع طموحاتنا الوطنية ولا تتعارض مع المعايير الدولية في نفس الوقت .
إن مثل هذا الحل يتطلب شجاعة وصدق من جميع الأطراف ، شجاعة الاعتراف بالواقع المريع الذي وصلنا إليه ،وبالخطر الذي يهدد مشروعنا الوطني برمته ،وبالتهديدات المحتلمة التي ستحدق بنا لو استمر الحال كما هو ، شجاعة الاعتراف بأننا ارتكبنا خطيئة كبرى ضد أنفسنا وضد شعبنا الذي طالما توسم بنا خيرا ، وقدم عربونا لتوسمه دماء أبناءه لذلك لابد من أن نأخذ جميعا عهدا على أنفسنا، إزاحة الأشواك التي في الطريق ، وإزالة الحواجز التي وضعناها بمسانده أعداء قضيتنا ، الذين يلبسون ثوب الحليف ،من أمام جدية الحوار وصدقه ، وليس الهروب من الالتزامات التي ينتجها الحوار,عبر افتعال خلافات ومشاكل جديدة ، وإنما العودة بصدق وشجاعة إلى جوهر المشكلة الذي يقول أن العالم لن يتعامل معنا إذا لم نعترف بشرعيته ، وان المصلحة العليا للشعب الفلسطيني تطلب تضحيات من كل الأطراف الفلسطينية، وليس تكرار نفس المشهد والحال مرة أخرى وأخرى ،
الوقت يضيق إلى الحد الذي لم يعد هناك هامش أمام كل الأطراف الفلسطينية ،ويجب أن تنتصر الإرادة الوطنية الشجاعة، في ابتداع صيغة للمصالحة تأخذ بعين الاعتبار الحقائق أولا ، لا الأمنيات الواهمة ، وقد آن الأوان للإخوة الذين سموا بالأعداء ، أن يلقوا بسيوفهم ، لأنهم يعلمون انه دون ذلك قد لا يبقى فشلهم استمرار الحالة الخانقة هذه فقط ، بل قد تصل إلى حالة شاملة من التردي قد يطال الذات الوطنية بشكل كامل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة