الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إصلاحية، بيروقراطية و..ثورية!

فنزويلا الاشتراكية

2008 / 10 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد اشتداد الخلافات بين الحلفاء الاشتراكيين في فنزويلا حول تسميات المرشحين لانتخابات المحافظين وحكام الولايات في شهر نوفمبر القادم، اشتدت لهجة الانتقاد بين أطراف "التحالف الوطني".

فقد دعا الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا حلفاءه لحل أحزابهم والانضمام إليه لبناء أكبر حزب ثوري في فنزويلا والقارة اللاتينية. ترددت الأحزاب طويلاً ولم تستجب جميعها للدعوة حتى الآن. أما سبب رفض حل الأحزاب لنفسها والانخراط في صفوف الحزب الاشتراكي الموحد فتعبر عنه بخشيتها على الديمقراطية والتعددية الحزبية وترى في وجود حزب ثوري واحد أمر يهدد الثورة وتطالب الرئيس تشافيز بالحصول على المزيد من الوقت للبحث في الموضوع.

وإنه عذر لا يمكن أن يعلّل التخلف عن توحيد النضال بحجة حماية الديمقراطية التي لم تعرف رسوخاً في الأرض الفنزويلية إلا بعد وصول الرئيس تشافيز إلى السلطة، والتي لا يحميها فقط بالقوانين التي تسمح وستسمح "إلى الأبد" بوجود أحزاب أياً كانت توجهاتها بل أيضاً بممارسة عملية تؤكد على حرص غالبية التشافيزيين على الديمقراطية كعنصر أساس ومحرك فعّال في ثورة هي في أمس الحاجة لتعزيز الديمقراطية العمالية كما هي بحاجة لتدعيم صفوفها بتوحيد العمل الثوري والاستفادة من التنوع الذي يؤمن الحيوية لتلك الصفوف.

فعوضاً عن الاستجابة للنداء لم تكتفِ أحزاب التحالف بالتردد بل أقدم عدد منها على تقديم مرشحين خاصين بهم في مناطق قدم الحزب الاشتراكي الموحد مرشحين له فيها في محاولة منه لانتزاع انتصار الثورة الفنزويلية بأمس الحاجة له. كما اشتكت تلك الأحزاب من أنها تقدم الدعم لمرشحي الحزب الاشتراكي الموحد في عدة مناطق دون أن يبادرها بالدعم ذاته مطالبةً إياه بمعاملتها معاملة الند لا معاملة التابع.

كما ذهبت بعض تلك الأحزاب، كالحزب الشيوعي الفنزويلي وحزب أرض الأجداد للكل، إلى حد مهاجمة الحزب الاشتراكي الموحد واصفةً إياه بالحزب الغارق بالبيروقراطية والإصلاحية إذ وصفه الحزب الشيوعي بأنه حزب لا طبقي يحوي في صفوفه مناضلين من طبقات عدة، كما أدانوه لعدم تحديده برنامجاً سياسياً-من أي شكل كان-في مرحلة ما قبل التأسيس.
قد تبدو لهم تصرفات طائشة ومحاولات لإظهار شجاعة مبالغ فيها بخوض الغمار في حزب دون تحديد برنامج سياسي له، هي ربما كذلك بالنسبة لهم، لكن الحزب الاشتراكي الموحد لم تنشئه نخبة سياسية أو جماعة فكرية برغبة منها بل أنشأته ضرورة وحاجة ثوريتان فرضتهما الحركة الثورية الفنزويلية التي لا يمكن احتواؤها في قالب محدد سلفاً، أو ضبطها ببرنامج سياسي مرسوم بشكل مسبق.
فالحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا PSUV يعتمد سياسة الممارسة العملية التي جعلها محدداً له بسلوكه عامةً سواء على المستويين التنظيمي أو الأيديولوجي، فالتنظيم هو حزب قوي ثوري قادر لا حزب دوغمائي بطيء مقلّد، والأيديولوجية اشتراكية تأخذ شدة احمرارها من مدى ثورية أعضاء الحزب واتجاهاتهم التي هي اتجاهات الغالبية الفنزويلية البروليتارية التي تشكل عصب الحزب وأساسه الفعلي الداعم.

وكما رد الرفيق غونزالو غوميز القيادي في الحزب في كاركاس بأنه إن كان حزبنا يعاني من الإصلاحية والبيروقراطية فإنه أيضاً يجعل هاتين الآفتين تعانيان من الثورية الغالبة في الحزب، فإن كنا نحن نستفيد من مشاكل حزبنا ومعضلاته العدة بجعلها محركاً ثورياً يزيد من شدة حيوية كافة التيارات في نضالاتها فيما بينها أو مع أعدائها في خارج الحزب فتبقى الحيوية والثورية هما السمتان السائدتان في حزبنا، فإنكم أنتم الذين تغرقون في آفاتكم التي تستغرقكم وتبتلعكم وتتغذى عليكم كالخلايا السرطانية فلا يبقَ إلا هي ولا تبقَ إلا أحزاب تسعى لنسب الثورة لنفسها بحجة المشاركة ويسعى بيروقراطيوها لحيازة المناصب.

جميعنا نعلم بأن الثورة لم تبدأ إلا مع الرئيس تشافيز، وعلينا أن نقر بحقيقة قد لا تعجبنا على الإطلاق وهي أن الثورة تدور حول رمز واحد وحيد وهو الرئيس تشافيز، والأداة الثورية الأولى في فنزويلا هي الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا. فمن أراد ألا يعطي الحزب الأكثر شعبيةً في البلاد حقه كحزب قائد، فهو لا يتنكر فقط لدور الحزب، بل يتنكر لملايين الأنصار في كافة المناطق الفنزويلية الذين لم يجتمعوا إلا حول حزب عبر بوعيه ومرونته عن تطلعات الشريحة الأعظم من البروليتاريا الفنزويلية التي أمامها مهام عظام على رأسها تخليص الحزب من آفاته البيروقراطية والإصلاحية والتصدي لثورة البرجوازية المضادة المستمرة، وعلى هذه البروليتاريا ألا تضيّع وقتها وجهودها في معارك ثانوية لا قيمة لها.

فإن كانت هذه الأحزاب الموجودة في التحالف الوطني، هي أحزاب الثورة البوليفارية كما تصف نفسها، فعليها أن تأخذ صف الثورة بالفعل الثوري والممارسة لا بالمطالبة بمكاسب انتخابية هنا وهناك. عليها أن تتخلص من جراثيم البيروقراطية التي نخرت عظامها منذ عقود عدة وأن تنطلق من جديد في وحدة نضالية تلبي تطلعات البروليتاريا الفنزويلية وتكف عن المشاركة في الدعاية السلبية التي تروّج لها البرجوازية وحلفاؤها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟