الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة أطفال أم ثقافة..........

محمد كاظم جواد
شاعر

(M0hammad Kadom)

2008 / 10 / 11
حقوق الاطفال والشبيبة


تقف التخصيصات المالية لدار ثقافة الأطفال حائلا دون تمكينها من ترجمة أحلامها الواسعة فهي مقيدة في اطار هذا التخصيص القليل..قياسا الى أهميتها ودورها الفاعل في رفد المكتبات بمطبوعاتها الأنيقة والتي تجذب الأطفال لقراءتها يشكل طوعي وبالتالي اكتسابهم بعض المعارف فتحرك عقولهم نحو آفاق جديدة.
ولو رجعنا الى الأعوام الذهبية من عمر الدار لوجدنا كيف انها استقطبت مجموعة كبيرة من الكتاب والشعراء والرسامين بعضهم ارتضى أن تكون كتاباته ورسوماته في حدود المحاولة والبعض الآخر تخصص في هذا المجال الصعب ...فامتلأت المكتبات بمئات العناوين المهمة ...ولم تكتف الدار بالمطبوعات الموجهة للأطفال بل تعدت الى الدراسات والبحوث التي تهتم بشأن الكتابة للأطفال ،ورغم ان هذه الدار لم تسلم من تدخل الدولة في النظام السابق في رسم سياستها الا انها استطاعت أن تحقق انجازات رائعة بجهود ذاتية مخلصة .
ان السبب الرئيس في نجاح الدار وتألقها هو الدعم المالي الذي ترجم طموحاتها المشروعة ولم تنس الحقوق الكاملة لكتابها ورساميها قبل طبع مجامبعهم أونشر نتاجاتهم ،مما شكل حافزا كبيرا في التوجه الى الكتابة للطفل.
وبعد سقوط النظام واحتلال البلاد دخل أدب الأطفال في مرحلة حرجة جعلته يمر بفترة مظلمة ،فقد تغيرت ملامح الحياة وأضيفت الى القاموس اللغوي للطفل مفردات جديدة لم تكن مألوفة من قبل...وفي خضم هذا التغيير الذي حصل في العراق اقتتال طائفي،ارهاب،تهجير،مفخخات نتساءل..هل يعقل أن ننقل للطفل مشاهد من ثقافة العنف ؟وهل يستطيع الكاتب أو الشاعر أن يتحدث عن الوردة والعصفور وسط رائحة الموت والدمار ؟ الجواب ان ثقافة الطفل تزدهر في وضع مستقربعيدا عن العنف والحروب .
ازاء هذا الوضع فان ثقافة الأطفال قد حصرت في خانق ضيق وتحتاج الى جهود حثيثة من أجل اخراجها من مأزقها .ان المهمة التي تتكفل بها الدار صعبة للغاية ...فقد غادر المهتمون بثقافة الطفل الى دور النشر العربية التي فتحت أبوابها على مصراعيها لأنها تعرف حجم ابداعهم وضمنت حقوقهم في النشر.
ان الثقافة تعني بشكل عام الرقي والجمال فما بالك في أهم وأخطر ثقافة عرفها الانسان اعني بها ثقافة الطفل ،فالأم تدرك تماما ان الذي ينام في أحضانها هو المستقبل وان مفردة طفل توازي بالمفهوم العام (الملك) ،اذن نحتاج كثيرا من الجهود من أجل أن نسهم في انتاج ثقافة خالية من الأمراض التي ورثناها ونخشى ان تسبب في هدم جيل بكامله وأصعب شيء في هذا الكون هو بناء الانسان.
سأعود الى حال دائرة ثقافة الأطفال فالعود أحمد فأقول رغم التخصيصات المحدودة فان هناك جهودا حثيثة تبذل من أجل أن تحدث تغييرا في وضعها الحالي واستخدمت طرقا عديدة لحشد طاقاتها ،ومن خلال متابعة أخبارها في الصحف فانها فاتحت بعض المسؤولين لحثهم في طبع بعض المخطوطات التي تنتظر من يزيل عنها غبار النسيان وفعلا استجاب وزير النفط وأمين العاصمة رغم انهم غير معنيين بهذا الشأن، المعني الوحيد كما هو معروف وزارة الثقافة .
لقد تكفل هؤلاء المسؤولين بدفع نفقات عدد محدود من الكتب لقد أسعدني هذا الخبر لكن الذي أحزنني كثيرا ماقرأته في احدى الصفحات الثقافية عن مسؤول رفيع المستوى الذي استهجن طلب زيادة التخصيصات المالية وأجاب بسخرية هل ننفق أموالنا على(الزعاطيط) والتي تعني باللهجة العراقية الطفل الذي لايدرك شيئا .
أقول للسيد المسؤول الرفيع المستوى :بامكانك أن تبحث في الأنترنيت عن مدى اهتمام الدول بنفقات هؤلاء(الزعاطيط) ..من أجل حمايتهم وتنمية قابلياتهم الفكرية لأن الطفل يمتلك صفات نتحسر عليها فهو لايعرف الحقد لأنه صفحة ناصعة البياض ،وناقد جريء لايجامل أحدا يقول رأيه بصراحة مطلقة ولا يخشى لومة لائم ألا يستحق هذا الكائن البريء رعايتنا واهتمامنا وهل الأموال التي تصرف من أجله تذهب هدرا بامكاننا ان نؤجل بعض الصرفيات التي لاتنتج شيئا ونحول أموالها الى مطبوعات تدخل البهجة والسرور في قلوبهم البريئة ،أليس هؤلاء (الزعاطيط) هم تلاميذ مدارس اذن كيف ننفق من أجلهم ملايين الدولارات من أجل ماذا؟ الجواب واضح هو أن يتعلموا بشكل منظم وفق مفاهيم تربوية هادفة ،وهنا يأتي دور ثقافة الأطفال ليكمل مايكتسبه الطفل من معارف فيلبي طموحه في اكتشاف معارف أخرى تسهم في تنمية قابليته الفكرية خارج اطار التعليم القسري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟


.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان




.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس