الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار القاهرة من سينتصر

علاء نايف الجبارين

2008 / 10 / 10
القضية الفلسطينية


ينتظر الشعب الفلسطيني وان لم يكن باهتمام كبير كما في السابق مجريات اللقاءات المصرية مع القوى الفلسطينية للتمهيد للحوار في مدينة القاهرة، ومن تجارب سابقة يرى اغلب الفلسطينيين أن فرص نجاح الحوار تكاد أن تكون معدومة، حتى أكثر المتفائلين يرونها ضئيلة.

لنتمكن من قراءة فرص النجاح والفشل لا بد من الاطلاع لو بشكل عام على النقاط الرئيسية للمبادرة المصرية ومواقف قطبي الساحة الفلسطينية، فهي تطالب بتراجع حماس عن الانقلاب وعودة المؤسسات الأمنية مع إيجاد حكومة تكنوقراط تعمل على تطوير ومأسسة الأجهزة الحكومية والتحضير لانتخابات مبكرة مع إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية.

حركة حماس ترى أن العودة عن الانقلاب بات مستحيلا بحكم الوقائع على الأرض، ونرى هذا التأكيد من خلال تصريحات رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية وهذا يعني أن قطاع غزة بعد التغيرات التي أجرتها الحكومة المقالة على المستوى المؤسساتي وصبغ اللون الأخضر على اغلبها سيبقى حمساويا، وان عادت فتح إلى حكم غزة فلن يكون هناك شواغر ووجودهم فقط لإعطاء الشرعية للواقع الحمساوي الجديد.

فيما يتعلق بالحكومة التقنية أعلنت حماس مرارا وتكرارا معارضتها هكذا حكومة، لأنها برأيهم لن تكون على مستوى الحدث وستتحول إلى دمية تحركها الجهات الأجنبية.

بالنسبة للانتخابات المبكرة فانه التفاف على الشرعية وخيار الجماهير كما تتحدث قيادة حماس، إضافة لتساؤل حول خيارات النظام الدولي في حالة فوز حماس في الانتخابات التي ستجرى وهل ستغير الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل موقفها الحالي ؟ ربما هذا التساؤل يستطيع أي مراقب الإجابة عليه، في أن السياسة واللعبة السياسية كتلة واحدة ولا يستطيع احد أن يأخذ ما يريد ويرفض ما يريد، أي لا تستطيع حركة حماس أن تصل إلى السلطة بأدوات صنعتها أمريكا وبانتخابات عملت إسرائيل على إنجاحها، ومن ثم ترفض الاعتراف بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ثم لا تستطيع حركة حماس أن تطلب من العالم الاعتراف بها وفي الوقت ذاته لا تتجاوب مع مطالبهم.

نحن هنا لا ندعو حركة حماس الاعتراف بإسرائيل مجانا، ولكنها استبقت الأمور وأرادت الحصول على كل شيء بدون دفع الثمن، عندما كانت في المعارضة وترفض العملية السياسية لأنها تقوم على اسس غير شرعية كما يدعوا، لم يطلب احد منهم الاعتراف، أما أن تكون جزءا من العملية، وتعطي إسرائيل المبررات لفرض حصار جائر على الشعب الفلسطيني، وقتل الأطفال والنساء وهدم البيوت،ومن ثم تعقد هدنه هشة وتعتبر من يرفضها خائن كما ادعى محمود الزهار فهذا أمر غير مقبول.

حركة حماس تتهم فتح بأنها لا تريد النجاح للحوار، وذلك بدافع إسرائيلي أمريكي يهدف للقضاء على الحركة والمشروع الإسلامي في فلسطين، وان هناك شخصيات فتحاوية ترى مصلحتها في بقاء الوضع الحالي، لكننا بقراءتنا للتصريحات المختلفة للرئيس أبو مازن نرى توجهاته نحو المصالحة، فهو يدرك أن أي تقدم في مسار المفاوضات لا يمكن بدون إجماع فلسطيني، والانقسام لا يفيد سوى إسرائيل وبعض الدول الإقليمية التي أصبح جزءا من القرار الفلسطيني يصنع في دوائرها.

في ظل هذه التناقضات وعدم الاتفاق حول أهم القضايا المسببة للخلاف الفلسطيني فهل هناك فرص للنجاح أم أنها مناورة أخرى يجتمع بها المختلفون بابتسامة ومن ثم الفراق بلا نتائج ؟

العامل الوحيد الذي يتمسك به المتفائلون يتمثل برغبة الدول العربية بإيقاف هذا التدهور، والنموذج اللبناني خير مثال لذلك، بالإضافة إلى الموقف العربي هناك تذمر شعبي من كلا الطرفين، وحصار يأكل الأخضر واليابس في مدينه غزة، وهذه الأمور تسحب منهم البساط تدريجيا لصالح المستقلين ومن خلفهم رجال الأعمال، وهذا الأمر يثير الذعر بأوساطهم، خاصة بعد وصول شريحة من المجتمع الفلسطيني إلى مرحلة تقبل من خلالها بأي حلول وان كانت اقتصادية، مع غياب فعالية اليسار الفلسطيني الذي فشل في إدارة هذه المرحلة لصالح مشاريعه التقدمية.

أما المتشائمون فالإخفاقات السابقة لكل اللقاءات التي جمعت الحركتين جعلتهم يتيقنوا أن لا حلول في الأفق، وبرأيي هذا موقف أغلبية الشعب الفلسطيني وهذا انعكاس لحالة الإحباط من اناس همهم الوحيد مصالحهم الحزبية والشخصية.

نتائج الفشل هذه المرة ستكون وخيمة ربما سيكون هناك فراق دائم، يرافقه إمارة إسلامية في غزة تتخلى القيادات العربية عنها لان حماس برأيهم لم تلتزم بتطلعاتهم ولم تحترم رؤاهم، وهذا يعطي إسرائيل المبرر في اعتبارها كيان معادي، وبالتالي إعطاء نفسها الحق في أي تصرف تدعي انه لحماية وجودها، والضحية سيكون المواطن الفلسطيني
وفي المقابل ستكون القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية كجسم بجناح مكسور، ويستطيع الاسرائيلين إملاء أي حلول تتناسب ومصالحهم وتكون خاصة بالضفة الغربية.

لتفادي الكارثة لا بد من موقف شعبي للضغط على كل الأطراف بضرورة تقديم التنازلات للصالح العام وان تكون قدسية قضيتهم اكبر من كل الاعتبارات، والإيحاء لهم بان تقصير أي من الطرفين سيواجه بعقاب جماهيري، ويكون ذلك إما بالتظاهرات أو عقد الندوات أو بأي وسيلة يرونها مناسبة والاستخدام العلمي للوسائل الإعلامية كي تكون ايجابية في التعاطي مع مواقف الجماهير وإيصال هذه الفعاليات للمجتمعين هناك كي يدركوا أنهم مراقبين وأي انتكاسة سيتحمل الجميع المسؤولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة