الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ثورة اكتوبر، المطلوب تنظيم ورص صفوف طليعة الطبقة العاملة للظفر بالحكومة العمالية

سامان كريم

2008 / 10 / 11
ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم


عالم اليوم يمر في مرحلة سياسة وأقتصادية وإجتماعية عصيبة على الصعيد العالمي. في الذكرى الحادية والتسعون لثورتنا ثورة اكتوبر العظيمة لا يزال نسيم هذه الثورة يتناثر عبر العالم كله. إن خوف البرجوازية العالمية وماكيناتها الاعلامية المخدرة لحد الأن يدفعون بإتجاه "موت الشيوعية وموت ماركس وليينن", وعلى الرغم من إعلانهم لسقوط وموت"الشيوعية"، فإنهم بؤكدون على ذلك في سبيل موتها. لكن في الواقع ان لا احد يخاف الموتى. بمعنى أخر الاحياء يخافون من الموتى!. ان مرحلتنا الحالية على الصعيد العالمي التي تتميز بتقسيم العالم بين القوى البرجوازية مرة اخرى، هي مرحلة للصراع بين الوحوش الكبار، يتصارعون فيما بينهم في سبيل الاستحواذ على اكبر ما يمكن من مناطق النفوذ والسلطة. هذه المرحلة مرحلة حساسة لشيوعيتنا شيوعية ماركس. وخصوصا ان البرجوازية العالمية تمر باعمق ازمة إقتصادية منذ ما يقارب قرناً. حيث تعيش الراسمالية في فترة ركودها وتتجه نحو الكساد. اما على الصعيد الاجتماعي و حالة الطبقة العاملة و الجماهير المليارية على الصعيد العالمي، هنالك فقر و مجاعة و بطالة وقلة الاجور و غلاء المعيشة والامراض المتفشية..الخ من جانب و التذمر من كافة العناوين والايديولوجيات المخدرة والهويات الكاذبة التي ترفعها البرجوازيات العالمية والمحلية، تذمر من الديمقراطيات الجديدة’" تلك الديمقراطيات التي ادارت ظهرها حتى من الاسس الرئيسة للديمقراطيات المالوفة مثل الديمقراطية الغربية او ديمقراطية الحرب الباردة...الخ، حيث حلت محل تلك الديمقراطيات ديمقراطية" تعدد الثقافات" في قلب اوروبا المتحضر، وحسب الايديولوجيات الرجعية التي تسمى" مابعد الحداثة" اما في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث" حلت محل تلك الديمقراطيات" الديمقراطيات الطائفية والدينية و القبلية"...أن الديمقراطية كنظام سياسي و اقتصادي فشلت فشلا تاما مثلما فشل حكم التوتاليتار الستاليني، فشل " أقتصاد السوق" مثلما فشل "اقتصاد الدولة" وفشلت معها كل الخزعبلات والهويات و الأكاذيب التي اطلقها المفكرين البرجوزايين والاعلاميين الماجورين لتزيين وجه "اقتصاد السوق والديمقراطية"...
برايي أن ذكرانا كشيوعين على خطى ماركس، في هذه المرحلة يجب ان يكون مترافقة مع قطع صلتنا بالديمقراطية، سوا كان كحركة شيوعية لماركس او كالاحزاب التي تنصال ضمن إطار هذه السنن والتقاليد الانسانية و النضالية. ناهيك عن قطع الصلة بالحركات القومية و الإحساسات القومية الرجعية اينما كانت. برايي اليوم، وفي مرحلتنا هذه، أن كافة المستلزمات الموضوعية كانت مهيئة ولا تزال بحيث وصلت البرجوازية الى أعلى قممها من التفسخ والانحطاط على كافة الصعد. أن أفاق التغير الثوري والجذري وقيادة الثورة الاشتراكية في اي بلد ما على الصعيد العالمي، مهيئة من ناحية الارضية السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث تنقسم العالم بشكل واضح وصريح بين الطبقتين الاصليتين في المجتمع، البرجوازية والطبقة العاملة علاوة على ذلك ان الشكل الوحيد على الصعيد العالمي لتدويل الاقتصاد اصبح "إقتصاد السوق" وحسب قوانينه في زمن عولمة الاقتصاد. التي اصبحت أخطوبطا ارسلت اوصالها الى ابعد نقطة على كوكبنا. هنالك من جانب ثروة وتراكم تريليونية من الدولارات و الينات و اليورويات بيد حفنة من الاشخاص و الشركات التي لا يتعدى عددهم الف شخص و لايتعدى كبرى شركات التي تدير العالم كلها 500 شركة كبيرة. ومن الجانب الاخر هناك الفقر و المجاعة والبطالة وقلة الاجور وانعدام الخدمات المدنية او قلتها و غلاء الاسعار وخصوصا اسعار المواد الغذائية الضرورية التي ترتبط بشكل مباشر بتحديد الحد الادنى للاجور.. ولكن التغيير الجذري والثورى " تغيير العالم" ليس مسالة أجتهادية او ايديولوجية، بل انه موضوعيا بقدر الواقع الموضوعي الذي يحيطنا، بقدر موضوعية بربرية الراسمالية و سلطتها الاستبدادية والجشعة. بدون العنصر الفعال الذي يقود تلك التغيرات و قلب هذا النظام وتحقيق الاشتراكية كسلطة وكاقتصاد ليس بامكاننا ان نتحدث عن الافاق بصورة عامة. إذن المطلوب هذا التغير الثوري و لابد ان يبدا في دولة او مكان ما في العالم حتى تتحرك الماركسية مرة أخرى مثل السحاب على العالم كلها. إذن افاقنا وتحقيقه مرهون ببناء احزاب سياسية شيوعية من نوع شيوعية ماركس. الاحزاب التي تتصارع على السلطة السياسية وتحاول في كل اللحظة تحقيق الاهداف الطبقة العاملة. اي قيادة الثورة العمالية وبناء حكومتها العمالية و ألغاء العمل المأجور والملكية الخاصة، اي تحقيق الجمهورية الاشتراكية. كطور اول او كمرحلة الانتقالية نحو بناء مجتمع شيوعي خال من الطبقات.
كانت ثورتنا في روسيا هي اجابة واقعية وموضوعية للجزءالطليعي من الطبقة العاملة في روسيا لقلب النظام الراسمالي في روسيا و بناء حكومة عمالية" جمهورية اكثرية الجماهير، الجمهورية الاشتراكية". وذلك من خلال اجابتها على القضية الاصلية التي طرحت امام المجتمع الروسي حينذاك برمته. تلك القضية المطروحة حينذاك و منذ نهاية قرن التاسع عشر هي قضية تحويل المجتمع الروسي الى مجتمع اقتصادي متطور يوازي التطور الاقتصادي والصناعي في اوروبا الغربية. كانت هذه القضية هي محور الجدال الطبقي بين الطبقيتن الاجتماعيتين في مجتمع متخلف مقارنة باوروبا الغربية وامريكا. البرجوزاية القومية والليبرالية الصاعدة لديها اجابة على هذه القضية و الطبقة العاملة الصاعدة تمكنت بالاجابة من خلال إسقاط النظام الراسمالي في روسيا ولكن فاقدة لافق الاقتصادي الاشتراكي. كانت إجابة الطبقة العاملة من الناحية السياسية هي الثورة الاشتراكية و بناء حكومة العمالية على انقاض النظام الموجود، وكانت هذه الخطوة ثورة عظيمة نحو الامام لتكميل تحقيق ثورتهم و تغير المجتمع نحو مجتمع مساواتي إنساني وحر، من خلال الغاء العمل الماجور والملكية الخاصة في روسيا، ولكن لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف نتيجة لعدم وجود افق ورؤية واضحة حول التحولات الاقتصادية الاتية، والاجابة عليها من زاوية ماركس. أن من هذه الزاوية اي الاجابة على قضية الاصلية المطروحة امام المجتمع لم تتمكن الحكومة العمالية من الحاق الهزيمة بالبرجوازية الروسية التي ليس لها حزب او شخصية ما علناً ولكن كانت لديها سننها وتقالديها و بدلائها. لم يتمكنوا في الحاق الهزيمة بالبرجوازية على صعيد الثورة الاقتصادية وبما أن اساس ثورتنا هي الأقتصاد، منيت ثورتنا بالهزيمة مقابل البديل الرجوازى القومي الاصلاحي في روسيا، ضمن عملية معقدة وطويلة. أنتصر ثورتنا من ناحية السياسية و ثبتت حكمها خلال 4-5 سنوات من مطاردة ومقارعة "القوة البيضاء البرجوازية" ولكن فشلت في تحقيق "الجزء الثاني من التغيرات الرئيسية، اي فشلت في بناء النظام الإشتراكي القائم على اساس إقتصاد إشتراكي وفشلت في إلغاء العمل الماجور. أن قوتنا و طبيعة طبقتنا وخصوصا بعد موت لينين لم يكن لديها افق ورؤية واضحتين للبديل الاقتصادي. وبهذا تمكنت البرجوازية القومية الروسية ان تفعل فعلها ولكن بأسم اللينية والشيوعية سيطرت على مقاليد الحكم. ,اصابت ثورتنا بهزيمة قوية. اي يمكن ان نقول إنهارت "الإشتراكية الناقصة" في الإتحاد السوفيتي. أقول الاشتراكية الناقصة او الثورة الناقصة او غير المكتملة لأن الثورة وحسب تعريفنا الخاص بنا كحركة شيوعية عمالية، وشيوعية ماركس، هي التغييرات الجذرية على صعيد التحولات الاجتماعية، و فحوى هذه التغييرات أساسا هو التغيير الاقتصادي من خلال إلغاء العمل المأجور وبناء الاقتصاد الاشتراكي لصالح الطبقة العاملة و الاكثرية القصوى من الجماهير. وتحويل المجتمع بكامله الى مجتمع شغيل.
أن ابواق البرجوازية العالمية والمحلية على صعيد اكثرية البلدان اعلنت موت الشيوعية ورجعت سقوط ثورتنا الى "الاستبداد وانعدم الديمقراطية" أو الى اشكال مختلفة من بيروقراطية الدولة و المحسوبية و التعصب الحزبي و ودور الحزب في المؤسسات الحكومية...الخ . وشارك مع هذه التصورات و الابواق جزء كبير من اليسار الاوربي و اليسار الشعبوي في البلدان ما يسمى "بالعالم الثالث". لكن إدا ننظر الى القضية الرئيسية المطروحة امام المجتمع قبل و وبعد أنتهاء الثورة و بعد تثبيت الحكومة العمالية نرى انها قضية تحويل المجتمع الى مجتمع صناعي متطور اسوة ببلدان اوروبا الغربية. إذن على طليعيي الحركة العمالية وحزبها حينذاك الاجابة على تلك القضية وليس اية مسالة اخرى، وبما أنها فشلت و انهزمت امام البديل البرجوازى القومي في الاجابة على تلك المعضلة الاصلية، وقتذاك ستحل الاساليب و التقاليد البرجوازية في ممارسة الحكم وعلاقة الحزب بالحكومة و البيروقراطية و السياسات الخاطئة على صعيد المدن.. إذن ان تلك المسائل التي تروج لها البرجوازية كلها هي افرازات او نتائج حتمية لتلك الهزيمة وليس سببا لهزيمة ثورتنا.
أن سقوط الكتلة البرجوازية السوفيتية التي تميزت بالإقتصاد المنظم او اقتصاد الدولة او الإقتصاد المخطط والتي سميت كذباَ "بالشيوعية"، له تاثيراته العيمقة على الحركة الشيوعية الماركس، ليس لأن شيوعية ماركس في ازمة او هي التي انهزمت و فشلت في روسيا بل لان ابواق الاعلام البرجوازي بكافة تلاوينها القومية و الديمقراطية والليبرالية و الاسلامية، ومن حكومة البعث في العراق إلى الريغانية والبوش في امريكا و تاتشر في بريطانيا و كافة التلاوين الاشتراكية الديمقراطية في اوروبا الغربية كلها هاجمت ماركس وحركته واهدافه وتطلعات الانسان المعاصر، أثر سقوط الاتحاد السوفيتي، و نعتوها بسقوط الشيوعية وسقوط ماركس ولينينن ونزلوا هيكالهم وهاجموا بقوة كل ما يمت بصلة بالتقدمية والمساواة والتحررية واعلنوا نهاية التاريخ. من هذه الزاوية اي من زاوية زخم الهجوم البرجوازي العالمي و تعبئة الجماهير المليارية على الصعيد العالمي حول تصوراتهم وتصوير ستالين كانه " اب للشيوعية" ..كلها أدت الى تقوقع حركتنا ومناضليها خصوصا في بداية التسعينات وعقب سقوط جدار برلين، كانت حركة شيوعية ماركس وبراينا وقتذاك مرفوعة الراس و رفعنا رايته وراية حركتنا عاليا من خلال تاسيس الحزب الشيوعي العمالي الإيراني و العراقي. لابد ان نقول ان دور منصور حكمت لرفع راية شيوعة ماركس كانت دورا قياديا لمناضل شيوعي قل نظيره في مرحلتنا. أنا أعتقد ان سقوط البرجوازية الروسية او "نموذج "أقتصاد الدولة" امام نموذج "اقتصاد السوق" كان حدثا تاريخيا ذو حدين. من جانب طهرت الشيوعية من هذه الشيوعة البرجوازية، من نوع الشيوعية الروسية الواسعة الانتشار، ومن مختلف انواع الشيوعية في اوروبا و العالم الثالث ايضا. ولكن من جانب اخر واجهت حركتنا والمجتمع البشري كله هجوما شرسا من جانب البرجوازية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي خرجت من الحرب الباردة منتصرة حينذاك، والقت هذا الهجوم و لاتزال ثقلا سياسا و فكريا على المجتمع البشري برمته .على اية حال كحركة لماركس تجاوزنا هذا الوضع الصعب، نحن اليوم وفي خصم اعمق ازمة اقتصادية راسمالية عالمية، في المرحلة التي يفكروا فيها المفكريين البرجوازين في ول ستريت بعودة ماركس نحن ليس لدينا شئ ما غير النضال و تنظيم قوانا قوى الطبقة العاملة ورص صفوفنا نحو الظفر بالسطة السياسية، ليس هناك خيارا اخر بالنسبة للشيوعيين الذين يناضلون ضمن اطار سنن وتقاليد نضالية لماركس ولينين.
في ذكرى هذه الثورة الجبارة، التي رصت الطبقة العاملة صوفها لمقارعة البرجوازية الروسية، واسقطت البرجوازية على ايايدها بضربة قاضية ومن خلال الثورة الاجتماعية ليس امامنا ونحن نناضل في بقعة من الارض على كوكبنا وهو العراق الا رص صفوفنا وتنظيم حركتنا وقيادته نحو الظفر بالسلطة السياسية وبناء حكومة عمالية و انجاز الثورة الاشتراكية اي الغاء العمل الماجور والملكية الخاصة الى الابد، بحيث ينعم العراقين كلهم بالامان و المساواة والحرية. ليس هناك خيار امام الماركسين العمليين. وهذا يتطلب منا ومن أي وقت مضى، التنظيم و التنظيم والتنظيم ورص صفوف الطبقة العاملة وتوحيد صفوفها ومن ثم توحيدها لمقارعة البرجوازية بتلاوينها الاسلامية والقومية العربية والكردية، ولمقارعة الاحتلال الجاثم على صدر مجتمعنا. ليس امامنا إلا النضال عبر هذه الممرات الواسعة والضيقة. يجب ان يتسلح طليعيي طبقتنا بدروس هذه الثورة أي الثورة الاشتراكية في روسيا: وهي " أن الثورة الاشتراكية هي اساسا ثورة إقتصادية، وعلى هذا الاساس فقط يمكن ان تكون ثورة اجتماعية" كما يقول منصور حكمت في بحثه حول "تجربة الثورة العمالية في الاتحاد السوفيتي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كبسة سعودية على أصولها تحضير الشيف عمر ????


.. ا?شهى وا?سرع سندويشات بطريقة الشيف عمر ????




.. قصف وعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح.. ولكن؟


.. القمة العربية في البحرين: هل ينجح -إعلان المنامة- في وقف إطل




.. -حنين إلى موسوليني-.. مجموعات الفاشية الجديدة تنتشر في إيطال