الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطعام و السياسة

كاظم الحسن

2008 / 10 / 11
كتابات ساخرة


يقول أحد القادة العسكريين: ان الجيوش تزحف على بطونها ولم يكن يدور في خلده، ان احد الطغاة كان يعتقد ان تناول الاطعمة كفيل بمواجهة الازمات السياسية، لان ذلك يجعله ينشغل بمعدته بدلا من الحروب الخاسرة التي ترافقه كظله، فضلا عن ذلك ان استهلاك الطعام الدسم يؤدي لى زيادة الوزن وما يعقبه من محاولات الترشيق لتخفيض الوزن، ناهيك عن تراكم المشاكل والتي تتحول بمرور الزمن الى قنبلة موقوتة تنتظر الصاعق!.
وفي السياسة يقال: جوع كلبك يتبعك وهي فكرة تنم عن اقصى درجات الانحطاط الانساني والاخلاقي وتمثل رديفا لسياسة شد الاحزمة على البطون، وتصنف على انها من ابتداع نظام البعث في عهد عبد السلام عارف، حين يقول رئيس وزرائه في ذلك الوقت احمد حسن البكر: ان سياستنا هي شد الاحزمة على البطون وانتهاج سياسة التقشف لتحقيق اهدافنا القومية!
.ويرى الكاتب حسن مخاطر هذه السياسة في انها:1. تستعمل كغطاء لهدر الثروة القومية وعملية تهريب الاموال واساءة استخدامها
.
2. ان الشعب العراقي لم يدخل في مراحل الانتعاش الاقتصادي بالشكل الذي دخلته بلدان نفطية مجاورة ولهذا السبب ان تطبيقها يؤدي الى افقار وتجويع الشعب العراقي

3. ان الشعوب تتحمل التقشف حين تتلمس قيادات نزيهة ومتعففة.

4. استعملت سياسة التقشف لتحقيق معادلة تقول للمواطن العادي ان فلسطين هي سبب الجوع (اذا سويت قضيتها) تحقق للشعب الخير والرفاه
.
والطعام أو الزاد هو رمز المصالحة او ما يسمى بالممالحة فمن خلال مائدة الطعام، تتم حلحلة الازمات والمشاكل العالقة، وتصفو النفوس.
ويقال عند الخصومة بين الافراد، ان بينهم زاداً وملحاً، ويدل ذلك على صفاء النوايا وانه يبطل الخصومة والشجار ولقد اضاف احدهم الى الملح والزاد البهارات، ويقول عنها انها اشبه بالدبلوماسية بالنسبة للسياسة وتجعل للطعام مذاقا مقبولا.
وكنت اعتقد ان البهارات نوع واحد (الاصفر) فلقد كان يستعمل لجميع انواع الاطعمة الى ان فوجئت ذات يوم، حين قال لي العطار: ان البهارات انواع وليست نوعاً واحداً، وهذا يذكرني اليوم بمن يأتي ويقول لك: انه سمع حدثاً ما في التلفاز او قرأه في الجريدة، من دون ان يذكر لك المحطة الفضائية او الصحيفة، كأننا في العهد الذي مضى حيث كانت عدة الاعلام تتكون من ثلاث صحف وثلاث محطات تلفزيونية ولقد تذكرت البهارات!.
وفي قيم الكرم والفروسية العربية يشار الى كرم المضايف في القرى من خلال ما يلقى من فائض الطعام على الارض فيقال ان الشيخ الفلاني ارضه لا ينبت فيها زرع دلالة على كرمه وتقديره للضيف على الرغم من تعارض ذلك مع سياسة استصلاح الاراضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أعظم لقطات السينما المصرية صورها سعيد الشيمي ??


.. إزاي تصور جوه الأتوبيس بكاميرا سينما.. مهمة مش سهلة خالص ??




.. كل الزوايا -ليلة في حب سيدة المسرح العربي .. تكريم الفنانة س


.. وائل شوقي.. الفنان المصري -العبقري- يبهر جمهور بينالي فينيسي




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - لقاء مع الفنانة علا رشدي وحديث خاص