الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق

شاكر الناصري

2008 / 10 / 11
الغاء عقوبة الاعدام


ليس ثمة بشاعة أكثر من ان نجمل الموت والقتل واليات تنفيذه او ان نسبغ عليه صفات أنسانية او قانونية خصوصا اذا ما كان تنفيذه وفقا لعقوبة الاعدام . فليس من جريمة أشد من تشريع وتنفيذ قتل الانسان مهما كانت التهمة الموجهه له .
وللاسف فكأن القوانين التي وضعها الانسان او تلك التي أستمدها من الديانات التي( يقال أنها ديانات) تدعي التسامح والرحمة ، لايمكن ان تطبق بشكلها الصحيح اذا لم تكن عقوبة الاعدام الوحشية من ضمنها او على رأس قوانين العقوبات .
تتحدث الانباء عن عملية اعدامات سرية تم تنفيذها في سجن الكاظمية الشهير او الشعبة الخامسة في عهد نظام القمع والتوحش البعثي السابق ، أعدامات طالت 100 سجين عراقي، كلهم متهمين بدعم الجماعات المسلحة. وتتحدث الانباء ايضا ان عمليات الاعدام يعاد تنفيذها عدة مرات (حتى تكتمل بشاعتها ووحشيتها ) ثم يتم أطلاق رصاصة في رأس المعدوم.. ".ان عملية الاعدام ليست وحشية " ( كما) يقول حمزة كامل الناطق الرسمي بأسم وزارة حقوق الانسان في العراق ، مكذبا روبرت فيسك المراسل البريطاني الذي اورد الخبر، ويكمل " بل هي قانونية وأستنفذت كافة طرق الطعن والاستئناف "، كيف هي الوحشية أذا ياسيادة الناطق الرسمي بأسم وزارة كان يجب ان يشكل الغاء عقوبة الاعدام واحدة من أهم اولوياتها خصوصا وأنها تعمل في بلد مثل العراق يمارس فيه قتل الانسان ببساطة ويسر ليس له مثيل، فالكل يقتل .الاحتلال ،وقوات الحكومة، والمليشيات، والعشائر، والعصابات، وفيلق القدس ، ومخابرات الجوار حتى تجد ان هذه القوى في تنافس محموم حول من يقتل أكثر من العراقيين وبطرق مختلفة ، فالقتل بالعبوات الناسفة او بالطائرات والمفخخات والصواريخ او بالاعدام او بكواتم الصوت كله يؤدي الى نتيجة واحدة مفادها ان ثمة مصالح لابد وان تتحقق ، فهناك من يدعي فرض القانون مثلا او مكافحة الارهاب اوالحصول على الاموال او بسط نفوذ حزب او مليشيا ما. ياأيها الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان في العراق ، الدفاع عن تنفيذ عقوبة الاعدام وعن قانونية تنفيذها لايعني سوى المشاركة فيها.
لقد ورثنا نحن العراقيين من صدام حسين ونظامه الكثير ولعل الابرز في هذا الارث اننا لانحترم أدمية الانسان ولا أنسانيته وكرامته ، حتى بتنا نعيد جرائمه بمسميات مختلفة ومخادعة كل يوم وكأن هذا الطاغوت الدموي سيعيش معنا أبد الدهر او انه الذعر الذي لايفارقنا ابدا ، ورثنا منه سحق من يعارضنا او يخالفنا في الراي فكيف اذا ما حمل السلاح ، ورثنا منه أن نقتل او نعدم من يسعى لان يشير الى حجم الخراب الذي لحق بنا جراء صمتنا او جراء مشاركتنا في كل ما حدث، ورثنا منه القوانين الوحشية بكل عقوباتها ، ورثنا منه التسلط والاستبداد ، فما يمارس الان في العراق هو تسلط وأستبداد تمارسه الاحزاب الطائفية والقومية ومليشياتها المسلحة في عملية استنساخ مفضوحة لكل ما فعله صدام ونظامه واجهزته القمعية والبوليسية حتى تتمكن من تثبيت حكمها وتسلطها ، ومثلما ورثنا منه كل هذا الذي تقدم ، فاننا ورثنا منه الابنية والسجون والاقبية المظلمة التي عمدت بدماء الالاف من أبناء العراق .
من المؤكد ان حرص السلطات في العراق الجديد جدا على استغلال نفس الابنية التي كان نظام صدام حسين يستخدمها لاذلال العراقيين وأعدامهم يحمل الكثير من الدلالات والمعاني التي تحدثنا عنها قبل قليل ولعل الابرز من تلك الدلالات ان جميع من في الحكم وسلطة المليشيات يريدون ان يبقى صدام حسين شبحا يحوم على رؤوس العراقيين حتى وقت طويل جدا.
(أهدموا هذه الابنية والاقبية والسجون والزنازين الموحشة او أغلقوها او حولوها الى متاحف كما فعلت دول العالم المتحضر التي تخجل من ماضيها الدموي ، متاحف حتى يتعرف كل من يزورها على مدى وحشية أنظمة الحكم في هذا البلد ومدى الكراهية التي كانت تتعامل بها مع الانسان )، كلمة " كنا" نتمنى لو ان السيد الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان في العراق كان قد نطق بها.
ترى ماذا يحدث لو أن هذه الابنية التي تثير الذعر، قد تم تحويلها الى حدائق ومعامل او مدارس و رياض للاطفال ، ترى هل تتمكن الزهور من أن تنبت في أرض أغرقت بدماء الالاف من العراقيينٌ ؟ ام أن الارض ستكون عاقرا وتخجل من ان تسمح لزهرة او نبتة ما ان تنبت فيها؟ الا تتردد أصداء صرخات من ماتوا او عذبوا بين جدران هذه الابنية..؟.
من المؤكد ان من يطالب بألغاء عقوبة الاعدام في العراق الان سيواجه بتهم كثيرة من السهل تعدادها لمن يريد أبقاء هذه العقوبة الوحشية حتى يعم الامن والاستقرار !!!! . الاعدام عقوبة وحشية تتناقض مع وجود وكرامة الانسان . الاصرار على العمل بها وتنفيذها يشكل جريمة بحق شعب عانى كثيرا من مرارة الاعدامات والتعذيب والسجون و التصفيات الجسدية. هذه الجريمة البشعة لابد وان تجابه بحزم من قوى كثيرة في العراق تسعى لان يتحول هذا البلد الى مكان يكون الانسان فيه ، بآماله واحلامه وتطلعاته، بحريته وحقوقه هو القيمة العليا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال ضابط إسرائيلي بإطار قضية التسريبات الأمنية.. ما التفا


.. هاريس وترامب يحاولان استقطاب الأقليات في ولاية ويسكونسن




.. كلمة الأمين العام للأمم المتحدة خلال فعاليات المنتدى الحضري


.. كلمة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البش




.. تغطية خاصة | طرابلس تحتضن النازحين إليها من جنوب لبنان والبق