الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحول الراسمالية الكولونيالية الى راسمالية تبعية - تابع –

بلكميمي محمد

2008 / 10 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


نظرية الراسمالية المغربية – عبد السلام المؤذن
4- تحول الراسمالية الكولونيالية الى راسمالية تبعية - تابع –

لا حظنا في الفقرات الاخيرة ، بان التناقض الجوهري الذي كان يحكم الراسمالية الكولونيالية في نهايو مهدها ، والذي تمحمورت حوله كل اوجه التناقضات الاخرى ، هو مابين الطابع الوطني للاقتصاد الراسمالي المغربي ، وبين الطابع الكولونيالي الاجنبي للملكية الحقوقية لذلك الاقتصاد ( انعدام السيادة الوطنية عليه ) .
وواضح ان حل ذلك التناقض ، كان يقتضي احداث تطابق بين طابع الاقتصاد وطابع الملكية ، او الاصح ، جعل طابع الملكية يتطابق مع طابق الاقتصاد تطابقا سياسيا .
ان الراسمالية التبعية المغربية ، قد مثلت الاطار التاريخي المغربي لذلك الحل ، فهي بقضائها على الدولة الكولونيالية الفرنسية وتقوية السيادة السياسية للدولة المغربية الحديثة الفتية ، وبجعل الدولة المغربية تسيطر على المرافق الاساسية للاقتصاد ، تكون بذلك قد وضعت الاسس الضرورية لتوحيد طابع الاقتصاد بطابع الملكية السياسي .
لكن توحيد الاقتصاد بالدولة السياسية ، يعني في جوهره ، توحيد العمل المغربي بالراسمال المغربي ، لان الانتقال من الشكل السياسي الكولونيالي للدولة المغربية الى شكلها الوطني ، هو تعبير عن انتقال مواز من الشكل الكولونيالي للراسمال الى الشكل المغربي .
ان التاريخ المغربي قد كرر اذن نفسه ، لكن في شكل نوعي جديد ارقى ، في الفقرات الاولى من هذا العرض ، انطلقنا من وحدة الراسمال والعمل ، وفي الفقرة الحالية عدنا الى وحدة الراسمال والعمل لكن مع هذه الاختلافات : اولا ، ان الوحدة الاولى كانت مابين الراسمال الفرنسي والعمل المغربي ، في حين ان الوحدة الثانية اصبحت بين الراسمال المغربي والعمل المغربي . ثانيا ان الوحدة الاولى لم تتحقق الا عن طريق العنف ، الذي قاد الى تحرير العمل المغربي التقليدي من العلاقات الماقبل راسمالية ( فصل الفلاحين عن وسائل انتاجهم لتحويلهم الى قوة عمل بروليتارية ، تحت تصرف الراسمال التمويلي الفرنسي ) . اما الوحدة الثانية فهي الاخرى لم تتحقق الا عن طريق العنف ( المقاومة المسلحة المغربية ) . ثالثا ، وكما ان وحدة الراسمال الفرنسي والعمل المغربي ، قد مثلت في المرحلة السابقة الجوهر الاقتصادي - الاجتماعي الذي قام عليه تطور الراسمالية الكولونيالية من سنة 1912 الى سنة 1956 ، فكذلك ان وحدة الراسمال المغربي والعمل المغربي قد مثلت في المرحلة الحالية الجوهر الاقتصادي – الاجتماعي الذي قام عليه تطور الراسمالية التبعية المغربية من سنة 1956 الى الان .
ونحن ان اردنا ان نتحلى بنظرة تقييمية علمية الراسمالية الكولونيالية ، وان نضعها بالتالي في سياقها التاريخي الموضوعي ، فيجب الا تسقط نظرتنا في النزعة الوطنية العاطفية المجردة الواحدة الجانب ، بل يجب ان ننظر الى الظاهرة الكولونيالية في وحدتها المتناقضة .
من هذا المنطلق النظري الوحيد الممكن علميا اذن ، فان الراسمالية الكولونيالية ، في حقيقتها ن تتاسس على واقعين متناقضين هما اولا : مظهرها الخارجي التعبيري ، المتمثل في السيطرة الاجنبية ، وفي النهب والاستغلال لثروات البرد ولقواها العاملة ، وهي تعريض الشعب لشتى انواع المعاناة والعذاب والشقاء ، وفي الاستعلاء العنصري واحتقار قيم الشعب الوطنية .
وثانيا : جوهرها الداخلي الاساسي ، الذي يتحكم في صيرورتها ، ويجعلها لاتستطيع تنمية وتطوير مظاهر النهب والاستغلال والاضطهاد ، بدون تنمية وتطوير في نفس الوقت للقوى الاجتماعية الصاعدة المعارضة لها والمتناقضة معها .
ان الراسمالية المغربية التبعية ، قد عبرت تاريخيا اذن عن تلك القوى الاجتماعية الوطنية الصاعدة ، التي افرزتها الراسمالية الكولونيالية نفسها ، لكمها تناقضت معها تناقضا عدائيا ، ولذلك فان الانجاز التاريخي للراسمالية التبعية المغربية ، يكمن في كونها قد حلت المشاكل الملحة التي كانت مطروحة على المجتمع المغربي في نهاية المرحلة الكولونيالية .، فهي قد اعادت الاعتبار للراسمال المغربي المضطهد من طرف الراسمال الكولونيالي . وقد ساهمت في توفير الشغل للعمال ، ابان فترة الاندفاع الراسمالي المغربي الاول ، الذي رعته االدولة . وقد حلت ازمة المثقفين العصريين ، عن طريق دمجهم في اجهزة الدولة والادارة التي تمت مغربتها . كما انها خلقت بديلا ايجابيا للتعليم التقليدي ، تمثل في فتح مدارس عصرية جماهيرية لابناء العمال والحرفيين والفلاحين ، وفي توفير الشغل لهم عن طريق دمجهم في المناصب الصغرى لادارات الدولة والمؤسسات الاجتماعية التابعة لها . كذلك عملت على تنشيط الحركة التجارية ، مما سمح بظهور فئة اجتماعية جديدة قوية من التجار اتلصغار ، تمثلت اساسا في الدكاكين السوسية ، كما انها خلقت بديلا جديدا للصناعات الحلافية المنهارة ، تمثل في ظهور حرف عصرية ، مثل الميكانيكا ، والحدادة ، والنجارة ، واصلاح السيارات واجهزة الراديو وغيرها .
وهنا نصل الى السؤال التالي : ماهي حقيقة الراسمالية التبعية المغربية ؟ .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين في -عيد النصر-: لن نسمح لأحد بتهديدنا والقوات النووية


.. رحلات إنسانية.. الإمارات تنفذ عمليات إجلاء للأطفال المصابين




.. خيانة و قتل من أجل الحب


.. سموتريتش: يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل




.. استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام قباطية