الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين سلة المهجرين قسراً؟

كاظم الحسن

2008 / 10 / 12
حقوق الانسان


الشعور بمعاناة الآخرين والتعاطف معهم والعمل من اجل رفع الحيف والجور عنهم، هو موقف انساني نبيل قبل ان يأخذ ابعادا وطنية وتزداد المسؤولية لمن هم في موقع السلطة ويصبح من صميم واجباتهم.

واذا كانت البرامج السياسية للاحزاب التي فازت بالانتخابات تؤمل وتوعد الناس بالرفاهية والازدهار وتحسين ظروف المعيشة فان المهجرين قسرا من منازلهم ومدنهم، اصبحوا ينادون بالسلة وتخلوا عن العنب بعدما ضاقت بهم الخيام على ما رحبت
لكن اعدادهم الغفيرة التي قد تصل الى ما يسمى (بالمسيرة المليونية)، تشكل اصواتا مؤثرة ومهمة في الانتخابات المقبلة، ولذلك على من يتربع على السلطة هانئا مطمئنا، ان يتذكر ان ذلك الموعد ليس ببعيد لاسيما انهم قد خرجوا توا من مارثون الحروب ليزجوا بمعاناة لا تقل هولا عما سبق، ومن المؤسف والمحزن، ان لا تستأثر مأساتهم بالاهتمام الاعلامي المطلوب الذي يرتقي لمستوى الكارثة التي تطحنهم كل يوم
.
المصائب في العراق تبدأ كمشكلة وتهمل لتصبح ازمة ومن ثم تنفجر على شكل كارثة لتنضم لباقي المآسي بانتظار غودو.

حرب ايران، بدأت كمشكلة حدودية لتنتقل الى الغام التاريخ وتستعيد صراعات قديمة، اطلق عليها تاريخية، ثم تحولت الى حرب طويلة مدمرة مازالت آثارها ونتائجها يدفع ثمنها الشعب العراقي والشيء نفسه تكرر في الغزو العراقي للكويت وكأننا لا نعي الدروس والتجارب.

بعد انهيار النظام السابق، كانت هنالك مشكلة فراغ الدولة الذي نجم عن التغيير الراديكالي في اليوم النيساني الشهير، تحولت بفعل المحاصصة الى ازمة ومن ثم الى كارثة الفتنة الطائفية ومخلفاتها المقيتة.
في احد المؤتمرات الصحفية للرئيس الفرنسي ساركوزي انتقده الصحفيون في سفرياته الكثيرة، ولكنه رد عليهم بانه يعمل ويلاحق الاحداث في مهدها قبل ان تتكاثر عليه وتسد الطريق الى حلها.

ولذلك لا عجب ان يعبر المحيط الاطلسي ثلاث مرات ويتجول في مصر الفرعونية ويتغدى في المانيا ويتعشى في مدريد ويلقي خطابا في الكونغرس الاميركي ويحل مشكلة الممرضات البلغاريات العويصة وكل ذلك في سبعة اشهر.

ونحن لا نعرف سوى ترحيل الازمات الى اجل غير معلوم، اشبه بما يحدث لأزمة الرئاسة اللبنانية التي وصل التأجيل لجلسات البرلمان التي تبت بالموضوع الى الجلسة رقم (13)
.
قد يكون ارث الاستبداد الذي يقوم على خلق الازمات له ما يبرره الا ان التحولات التي تجري في العراق صوب الديمقراطية لابد ان تنمي ثقافة حقوق الانسان وتسهم في تأصيل المفاهيم الانسانية وتعمل على اثراء الميول والنزعات المشتركة في جميع الافكار والتصورات عن الاخر وتحطم حالات العداء والبغضاء على اساس الاوهام والمواقف المسبقة التي تتغذى من حالات الاحباط واليأس لتنتقل من الثورة ضد الظالم والجاني الى الضحية كنوع من التنفيس عن العقد التاريخية والنفسية التي تراكمت على الذات المتضخمة التي ترى نفسها الافضل والاحسن على حساب الاخرين.

ولذا فان الديمقراطية التي تفسح المجال للحوار العام بعيدا عن الغرف المغلقة التي تراكمت فيها المياه الراكدة واصبح رمي الحجر فيها نوعاً من الهروب الى الامام على امل ان الزمن كفيل بترطيب الاجواء وايجاد الحلول بفعل غياب المسؤولية وانعدام الثقة بالذات والاخر وهو ما يراكم الازمات ويجعلها برميل بارود قابلاً للانفجار في اية لحظة غير محسوبة.
ان الاسراع في تضميد جراح المتضررين والمرحلين والمهجرين عن ديارهم، سواء بفعل التطهير العرقي في زمن النظام البعثي، او في الوقت الحاضر، سوف يغلق الابواب امام اي فكر شوفيني يحاول المتاجرة بمعاناة الناس الابرياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لتجنب ما وصفه بالجحيم المناخ


.. تفاعلكم | أغرب اعتقال لمعارض في إيران




.. الأمم المتحدة: 5 ملايين شخص إضافي بحاجة ماسة للمساعدات الغذا


.. مدير مستشفى الرازي: الاحتلال يقتحم المستشفيات في مخيم جنين ل




.. بايدن يغلق الحدود مع المكسيك أمام طالبي اللجوء تحضيرا للانتخ