الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراصة الصغار والقراصنه الكبار

فاطمه قاسم

2008 / 10 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


منذ بداية هذه السنة 2008 تصاعد نشاط القرصنة على الشواطىء الصومالية ، وبلغ عدد السفن التجارية التي تم اختطافها لقاء مبالغ مالية ثلاثون سفينة كان أخرها السفينة الاوكرانية التي تحمل على ظهرها شحنة أسلحة مكونة من ثلاثون دبابة وهكذا ، بعد قرابة تسعة شهور من نشاط القراصنة على الشواطىء الصومالية ،تمكن المجلس الدولي وبكامل أعضائه من إصدار قرار بناء على الفصل السابع يجيز استخدام العنف المسلح ضد هؤلاء القراصنة بما يضمن حركة الملاحة الدولية على تلك الشواطىء .
بلا شك ، قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر بالإجماع هو قرار حكيم وجيد، ولكن هذا القرار الحكيم والجيد يثير قدرا من الأسئلة تتعلق بالصومال نفسه المسروق والمخطوف منذ عشرين سنة من قبل أمراء الحرب الصوماليين الذين هم أدوات لأمراء حرب دوليين ،هم الذين يمدونهم بالسلاح الذي يقتلون به شعبهم الصومالي ،فلماذا لم تصدر عن مجلس الأمن قرارات بقوة هذا القرار وهذا الإجماع لحماية الصومال ،ولوقف استنزافه عبر لعبة العنف والدموية التي تحرق أراضيه ومقدراته ،وتستنزف دماء شعبه ،وتحوله إلى نموذج بشع للبوئس والجوع والتشرد ،والموت بلا تمن ؟
لماذا تغيب الإرادة الدولية عندما يتعلق الأمر بإنقاذ السودان ومستقبله وشعبه ، بينما تحضر هذه الإرادة الدولية بقوة حين يتعلق الأمر بخسائر بسيطة تصيب هذه الدول الكبرى ،ومصالحها ،وطرق تجارتها ، وأوردة اقتصادها ؟
طبعا:
أنا لا اطرح هذه الأسئلة وأتوقع أن تلقى إجابات ، أو اهتمام من القوة المتنفذة في المجتمع الدولي ،ورغم ذلك ،فان طرح مثل هذه الأسئلة هو أمر مفيد للكثير من القوى السياسية التي تشارك في إدارة بلادها ،وتنخرط في سياسات ونزاعات لا نهاية لها سواء في الصومال والعديد من الدول الأفريقية ، أو في لبنان أو حتى في فلسطين نفسها ،فهذه القوى السياسية المحلية ، يتضح لها يوما بعد يوم أن القوى الدولية صاحبة القرار والتأثير لا تتحرك للمصائب والكوارث التي تنتج عن هذه الصراعات والخلافات التي في معظمها مفتعلة ، وناتجة ، ومنبثقة من تنافس المصالح الذاتية ،بنفس السرعة والقوة التي تتحرك بها حين يعود الأمر إلى المساس بمصالحها .
وهذا يعني ويؤكد أن القوى المحلية هي المسئولة بالدرجة الأولى عما يداهم ويحيق ببلدانها وشعوبها من ماسي وكوارث وخسائر بما في ذلك القرارات الدولية التي تدفع ثمنها هذه الشعوب.عم، هناك مسئولية مباشرة، فالقوى السياسية المتصارعة تعرض بلادها للدمار، وفقدان الاستقرار والسمعة، وتهديد الأمن الدولي وبالتالي المجيء بالدب إلى كرمهم ليدمره، وها نحن نرى أن القرارات الدولية تلاحق بسرعة القراصنة الصغار, ولكنها تغض النظر عن القراصنة الكبار، سفينة مختطفة من هنا أو هناك تستدعي هذا التدخل المباشر القوي والفعال، من مجلس الأمن الدولي، بينما اختطاف الصومال نفسه وإبقائه في قلب الحروب على امتداد عشرين سنة، وتعريض شعبه للمجاعات والتشرد، لم تستدعي قط ممثل هذه القرارات الاجماعية والفعالة من مجلس الأمن.
نريد أن نستفيق، نريد صحوة تجعلنا ننظر إلى أنفسنا بشجاعة في مرآتنا، وان نرى أنفسنا كشعوب تعيش في لحظات طارئ بان ماسينا، وأوجاعنا، وهمومنا، لا تحظى بالأولوية، عند المجتمع الدولي، وما لم نغير اتجاهنا، ونهتم بقضايانا، وننحاز إليها والى ذاتنا، فسوف لا نكون جادين في انتظار أن يأتي الآخرون ليحلوا لنا مشاكلنا التي صنعنا بعضها بأيدينا وساهمنا في صنع البعض الأخر، لان الآخرين إذا انو ـ فإنهم يأتون لاستغلال خلافاتنا والاستفادة منها، وابتزازنا، تحت عنوان هذا الخلافات، لذلك فان الذي عليه حل خلافاتنا هو نحن....نحن وليس أي احد أخر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد