الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عامر خليل .......غزل تلاحقه المراثي

محمد كاظم جواد
شاعر

(M0hammad Kadom)

2008 / 10 / 21
الادب والفن


يبني النحات منجزه الابداعي على طبيعة المادة الخام التي يتعامل معها وفق اشتغالاته الفنية ،فالشكل الذي يشتغل عليه هو الذي يقوده الى بلورة هيكل العمل من خلال منظوره الحسي ،فيمنحنا القدرة على خلق الترابط في الاتصال .
فالأحجام الصغيرة تقود الفنان الى تجسيد الأجزاء المفردة من الجسد ،فالنحت بشكل عام يتخذ غالبا من الشكل الاسطواني مادته الأساسية وذلك لسهولة الحصول عليها وتقع ضمن حدود جذوع الأشجار وأغصانها وبعض الأحجار الصغيرة ويكون النحت عليها ضمن حدود امكانياتها وكلما كبر حجم المادة اعطى للعمل الفني سمة الأبعاد الثلاثة.
ومادمنا نتحدث عن موضوعة تحديد اجزاء الجسد فان الرأس هو العنوان الذي يتجسد فيه روح العمل الفني باعتباره المركز الذي تتجمع فيه الحواس وبما ان الحواس هي بوابات العالم للمعرفة على حد تعبير كارل ماركس فان النحات يستطيع أن يجسد شكل الوجه بتعابير مختلفة فيملي عليه أفكاره من خلال لغته التشكيلية وذلك بالحفر والتنقيب والتخلص من الأشكال الزائدة التي تحيط بالعمل ،وبالنسبة الى خشب الأشجار يتجسد هيكلتها احيانا باشكال متناثرة فتظهر بعض التداعيات الدائرية والاسطوانية وحتى الأشكال المزواة التي تكونها السيقان .ففي النحت الأفريقي يتعامل الفنان مع الأشجار بقدسية خاصة لأنها تمثل المأوى الحقيقي للروح..ينبغي أن تتمثل روح خفية أخرى وراء اشتغال أي عمل يدخل فيه عنصر الخشب كمادة أساسية .
هكذا نرى وجوه أعمال الفنان عامر خليل ،يغلفها الحزن والألم والانكسارتستطيل بأشكال متناغمة وتجتمع فيها الأضداد ..فرح يكسوه الحزن ..نشوة يغلفها الألم ..غزل تلاحقه المراثي ..عيون تتوجس خيفة تنظر الينا وهي مسبلة تبتعد وتغور الى المجهول ..ابتسامات فاترة على شفاه ذابلة
لقد تعامل عامر خليل مع خامات مختلفة التي تدخل في مضمار اشتغالاته (العظم ،الخشب،البرونز،المرمر،الحصى)وكما ذكرنا ان التركيز على مرونة المادة تعطي للفنان حرية في تقشيرها بسهولة من أجل الوصول الى مكامن الجمال المختبيء في داخلها
ان موضوعة الوجه قد تبدو واحدة لكن الفنان استطاع أن يقدم في كل وجه رؤيا خاصة وهنا تكمن القدرة الفنية على تجاوز التكرار الذي يفقد بريق بقية الأعمال وبحركة واحدة ينقلك الى شيء تكتشف فيه انك تنظر الى عمل مغاير يتجاوز مايسبقه وعندما نتعمق في تأمل الوجوه يطالعنا قلق ينبع من العيون هذا القلق الذي جاء نتيجة اللااستقرار والتوجس .
واذا كانت الأشكال المستديرة تغري الفنان بالعزف على مفاتن الجسد الانثوي نرى ان عامر خليل يبتعد كثيرا عن هذه المنطقه لأسباب كثيرة لعل أولها صعوبة الحصول على هذه الأشكال بمساحة يستطيع ان يشتغل على سطحها بحرية هذه المساحة التي تفضي الى بلورة الحس الجمالي باتجاه الجسد الانثوي
لم يسلم المرمر هذا الحجر الباذخ والذي يوحي شكله الى الهدوء والترف من احزان عامر فسكب اساه على سطحه الناعم فاخترقت الوجوه جماله الباذخ لتؤسس حزنا شفيفا غاير المألوف.
لقد تشظى وجه عامر خليل وتوزع في منحوتاته وأضاف(فرحا مطلقا رغم اعلانه الحداد على ماتبقى)ومعذرة للشاعرين عبد الكريم كاصد وعبد الرزاق الربيعي لكلماتهم التي تماهت في هذه العبارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان