الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو الغيط في بغداد

وصفي السامرائي

2008 / 10 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


تحمل الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية المصري الى بغداد, فبعد الاستقرار الامني للمحافظات التي كانت تسمى بالساخنة نتيجة للصفقة التي ابرمتها قوات الاحتلال مع التيار القومي العروبي و المتمثلة في القائهم للسلاح مقابل ادخالهم في العملية السياسية و الذي سيكون بالتاكيد على حساب الاطراف الفاعلة فيها.
من دلالات هذه الزيارة , بعيدا عن الضغوطات التي مارستها الادارة الامريكية على من تسميهم بالمعتدلين من الحكام العرب ليقوموا بدور ايجابي في العراق للتقليل من النفوذ الايراني
وقد كانت هذه الدول في مواقفها السلبية من العملية السياسية العراقيةبان الحكومة طائفية و تمثل الاجندة الايرانية وما تسببه هذه الاجندة من خطر على امنها الداخلي بسبب وجود الاقليات الشيعية في بلدانها حيث ستدفعها المكاسب التي حصل عليها الشيعة العراقيين الى الضغط على حكوماتها للحصول على مكاسب مماثلة او على الاقل قريبة منها, هذا ان لم نقل انها تخاف من اعمال عنف قد تحصل لهم بدفع من ايران.
اما الدلالة الثانية فان الزيارة تاتي متزامنة مع فشل المشروع الاسلاموي , سواء من هو داخل الهملية السياسية او من عارضها, ومن معالم هذا الفشل الصراع الدامي بين القاعدة وحاضنتها الاجتماعية كرد فعل طبيعي على اعمالها الاجرامية. ومن ثم الصراع المسلح بين القوات الامني و التيار الصدري في محافظات وسط وجنوب العراق, وهو في حقيقته صراع بين البدريين و الصدريين على النفوذ و المتزامن مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات.
و قد اخذت هذه التيارات الاسلاموية , الشيعية منها على الخصوص تغيير خطابها من طائفي الى وطني وقد ذهب البعض منهم الى حد طرح خطاب علماني لغرض ركوب الموجة الشعبية المطالبة بحكومة علمانية.
و اتوقع ان صراعا دمويا اخر سيحصل بين المجال الاعلى الاسلاميبا, المتهم بالعمالة لايران على حد قول الكثيرين, و بين حزب الدعوة خصوصا وان السيد المالكي اخذ يعطي اشارات الى الدول العربية بانه غير طائفي وهو بعيد عن النفوذ الايراني.
هذه الضواهر ستصب بالتاكيد في مصلحة التيار القومي العروبي, المدعوم بقوة من قبل الدول العربية المتشددة او المعتدلة حيال المشروع الامريكي في المنطقة, وان ظهر هذا التيار بشكل عشائري او من خلال الحركات السياسية التي برزت الى الساحة في الاونة الاخيرة وان مثلتها شخصيلت لا علاقة مباشرة بهذا التيار.
ان ما يحصل سيؤدي بالتاكيد الى تغيير التحالفات القائمة و سيكون التغيير بالضد من مصالح الاحزاب القومية الكردية لدفعها لتقليل سقف مطالبها خصوصا في ما يتعلق بكركوك.
ان ما يحصل لابد وان تستلم اشاراته قوى اليسار وان يستغله لمصلحته و السعي للحصول على دور اكبر في المعادلة السياسية سواء عن طريق تبني مطالب الجماهير او تنسيق المواقفمع الحركات الجديدة الانها الاقرب اليه, مادام هذا التنسيق لا يؤثر على ثوابته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو