الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استغلال المسئولون لصبر المواطنين

ابتسام يوسف الطاهر

2008 / 10 / 14
حقوق الانسان


حين تخلت الدولة عن المواطن العراقي في عز ازماته التي تسببت بها تلك الدولة ذاتها، خاصة في التسعينات من القرن المنصرم وخلال الحصار الذي فرض على الشعب العراقي، لم يكن امام المواطن سوى ابتداع الوسائل للاعتماد على نفسه بوضع حلول (مؤقتة) لتسهيل اموره الحياتية لحين نهوض الدولة وقيامها بواجبها بتوفير المستلزمات البديهية لذلك المواطن .
وبما ان( الحاجة أم الاختراع ) ابتدع العراقي وسيلة كان يتأمل ان تكون مؤقتة لبضع سنوات فقط ! فأستخدم محركات صغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية وهكذا اقتنى كل بيت مولدة صغيرة يستخدمها بساعات انقطاع الكهرباء( الوطنية) برغم مما تسببه تلك المحركات من كارثة على البيئة بالدخان الذي ينفثه والحرارة التي تسببها، هذا اذا تجاهلنا الضوضاء التي تخترق السمع والاعصاب .. وحين طالت (الحسبة ) وتعدت العقود استغل البعض تلك الحالة وجعل منها سببا للاسترزاق فاقتنوا مولدات ضخمة ونصبوها في كل شارع لبيع بضع(كيلوات كهرباء) على كل بيت لبضع ساعات في النهار ومثلها في الليل متجاهلين كوارثها على الصحة والبيئة ، وبعدها اضطر بعض المواطنين على إقتناء اكثر من محرك صغير لتشغيلها بالتناوب وهكذا تضاعفت الحرارة وتضاعفت كمية الدخان الذي تنفثه معها وتضاعفت الضوضاء والأصوات المؤذية التي تنطلق من تلك المحركات . يئس المواطن او تناسى أن هناك دولة وسلّم امره لله لعل الفرج يأتي يوما وينعم بالكهرباء كباقي البشر الـ (غير المغضوب عليهم ولا الظالين). لذا تأمل خيرا بالتغيير وتنفس الصعداء بعد الخلاص من تلك العصابة التي حولت البلد لسجن كبير وشوارعها لجحيم لو عرفه دانتي لما لجأ للخيال. لكنه فوجئ بالسنوات تقضم عمره واحلامه وأمله باحترام حقوقه.. فقد تضائلت الساعات (الوطنية) بل تكاد تتلاشى ، ووزير الكهرباء يصرح بلا حرج بان لا أمل بجعل الكهرباء معقولة او على الأقل بمستوى ما هي عليه في الدول الأقل غنى من العراق كما هو الاردن مثلا! واذا تمنن علينا يؤكد أنها ممكن تكون أحسن بعد ست او سبع سنوات!!!؟ هذا بالرغم من المليارات التي خصصت وتخصص لتلك الوزارة ! اين ذهبت او تذهب تلك المليارات؟
حتى الماء تلاشى هو الاخر فالمضخات الصغيرة التي كانت تسحب لهم بضع قطرات تبلل شفاههم ، لاجدوى منها بلا كهرباء ، واحيانا تستسلم لقدراتها المحدودة وتعجز عن سحب تلك القطرات حتى بوجود السيدة كهرباء، فتجف بشرة الاطفال ونراهم شاحبين وشفاههم بيضاء عطشا وتعبا، وليزداد الامر كابوسية اقرأ في الشريط الاخباري على احدى القنوات ان المسئولون عن الماء في العراق يبشرونا "ان مشكلة الماء ممكن أن تحل في عام 2030! يعني لتموت أجيال أخرى او ينقرض شعب العراق لحين حل تلك المشكلة! (الله واكبر)..السؤال لماذا لا يتعلموا من الدول التي حولت مياه البحر صالحا للشرب؟ او حولت صحرائها لبساتين؟
والسماء هي الأخرى نسيت أن المطر هو زخات ماء فصارت تمطر غبارا يضفي شحوبا على كل الكائنات الحية وغير الحية في بلدنا الحبيب.
كل ذلك والمسؤولين في وزارة الزراعة والبيئة والتخطيط .. الخ ، ناموا رغد او (حطو على هذه طين وعلى الاخرى عجين ) كما يقولون غير مبالين بتلك السلسلة من الخيبات التي تضغط على جسد المواطن المتعب، فلا هم استقالوا لخيبتهم وفشلهم بأبسط الاختبارات ، ولا هم استعانوا بمن لهم خبرة على الأقل بالأخوة من دولة الإمارات التي تحولت خلال بضع سنوات من صحراء الى حدائق غناء!
فلا نندهش لو انهار المواطن يوما وحينها ستنهار كل الوزارات ! فعلى ماذا سيستوزرون ؟على أسراب الجراد أو الصراصير أم على الفئران التي صارت تسرح وتمرح في منازلنا ؟!! ابعد كل ذلك ينتظرون أن ننتخب تلك الكتل والتيارات والجبهات التي لم تخدم غير أرصدتها؟!.
في شمالنا الحبيب في كردستان العراق توصل المسئولون هناك لبعض الحلول فجعلوا المولدات الضخمة تخضع لشروط صحية ويشترط وضعها في أماكن لا تؤثر على المواطن ، حتى الساعات التي تمنح بها الطاقة الكهربائية تحدد من قبل المسؤولين هناك لماذا لا يفعل المسئولون الشئ ذاته في بغداد العاصمة؟ لا اعتقد ان الموضوع في غاية التعقيد لو طبقوه لحين توفير الطاقة الكهربائية وبشكل انساني كما في باقي بلدان العالم. فيا ايها المسئولون ، ان للصبر حدود لو تدرون، فسارعوا واعملو بضمير لخدمة المواطنين من اجل استمرار وزاراتكم الى يوم تبعثون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر