الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت الإسرائيلي المشبوه

أديب طالب

2008 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


رغم تحذير((كوندي وولش)) في 2-10-2008، وعلى هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، بأن لا يفكر النظام السوري بأي محاولة للعودة عسكرياً إلى لبنان بذريعة وجود إرهابيين شماله؛ مارسوا ((إرهاباً حديثاً) فيه ... رغم ذلك التحذير فإن المراقبين المتشائمين واللذين يعرفون النظام السوري جيداً ويدركون حجم التعاطف الدولي معه، كما وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي شارك الأسد قلقه حيال الأصولية وإرهابها-المتوهم- في شمال لبنان مثالاً اولاً وكما كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية التي قدمت إستنكاراً متسرعاً لتفجير((دمشق_القزاز_مقر الأمن العسكري السوري_)) مثالاً ثانياً، وكما تركيا التي ترجح التعاون مع دمشق للتصدي لخطر القاعدة وأبناء عمها مثالاً ثالثاً... إن هؤلاء المراقبين المتشائمين يرون أن لاقيمة عالية فعلية للتحذير((الكوندي ولشي)) والأرجح أن لا جدوى واقعية له في منع التفكير السوري من محاولة للعودة عسكرياً إلى لبنان.
يتساءل المراقبون السؤال التالي:
إن عزم النظام السوري وحرك ذات ليلٍ أو قبيل الصبح العشرة ألاف جندي وحدات خاصة وبأعلى جاهزية وبأكفئ تدريب باتجاه تخوم الشمال ودياناً وهضاباً وإطلالات إستراتيجية عسكرية تطوق مباشرة طرابلس الشام فيحاء لبنان.. فماذا يفعل العالم؟؟
هل ستضربه طائرات الأطلسي كما روجت إحدى الصحف الأسبوعية الصادرة في بيروت؟
يقول المراقبون: أعطيتموه في القمة الرباعية تفويضاً أوروبيا لمكافحة الإرهاب؛ كان من نتائجه جواب الرئيس السوري بشار الأسد حرفياً على أسئلة صحفية لنقيب الصحفيين اللبنانيين شخصياً حول حشوده العسكرية على لبنان مايلي:
((كان الموضوع بالتنسيق مع قائد الجيش اللبناني مباشرة_ لاحظوا أهمية لفظة التنسيق_من غير المعقول أن يكون هناك سوء نية_ سوء النية مثبت تاريخياً في العلاقات السورية اللبنانية_ وواضحاً انه من خلال متابعتنا الأمنية في المرحلة الأخيرة أن شمال لبنان تحول قاعدة حقيقة للتطرف، وكان من البديهي أن نقوم بعملية حماية الحدود. أضف إلى ذلك عملية تهريب البضائع، وكذلك عبور الحدود بطريقة غير قانونية وبالتالي فإن عملية انتشار ألوية الجيش السوري على الحدود تأتي ضمن هذا الإطار))
عذراً من القارئ الكريم كان لابد من هذا الاقتباس الطويل جداً من أقوال الرئيس الأسد لأن فيه أهم مذكرة دفاعية قدمت حول (شرعية) العودة العسكرية السورية إلى لبنان.
يسأل المراقبون: ماذا لو قال النظام السوري أن دخوله إلى لبنان_ إن حصل_ سيكون مؤقتاً ولتنظيم طرابلس وضواحيها من الإرهابيين لا أكثر من ثم العودة فوراً إلى انتشار خارج الأراضي اللبنانية؟، وهذا الانتشار شرعي في رأي الفرنسيين.
وماذا لو تحول التنسيق الأمني اللذي أشار إليه الرئيس الأسد، وأكد أن الاتفاق عليه إتفاقٌ عسكريٌ سوريٌ لبنانيٌ؟ وماذا لو تحول إلى شيء أكثر خطورة؟، إلى تمركز جغرافي مموه وغير مموه وتمكن انتفاعي وهجومي في الأرض اللبنانية، أين هو استقلال لبنان؟ ناهيك عن السيادة والحرية!
جرت مياه كثيرة في نهر التصريحات الرسمية الحكومية، والتعليقات الدبلوماسية والصحفية الأمريكية والفرنسية والروسية والسورية واللبنانية حول الحشود العسكرية السورية على بعد 2 كم من الحدود اللبنانية. ولكن الدولة العبرية وهي صاحبة القرار إقليمياً وبتفويض إستراتيجي دولي؛ لم ترفد ذلك النهر ولو بقطرة واحدة فاعلة ولا بجملة واحدة مفيدة حول تلك الحشود!
هل نستطيع القول أن الصمت الإسرائيلي مشبوه؟
هل من حقنا أن نشير هنا أن الصمت علامة من علامات الرضا.
ماذا لو كان الصمت أو الرضا أو كلاهما معاً إضافة للحشود العسكرية مدخلاً مفيداً مشجعاً وبنوعٍ من القسر إلى مفاوضات لبنانية إسرائيلية تضاف إلى المفاوضات السورية الإسرائيلية؟
هل الأولوية للبنان السيد الحر المستقل الديمقراطي أم لحل نهائي مشترك سوري لبناني للصراع التاريخي لكلا البلدين مع إسرائيل؟ ومن موقع الضعف العام الشامل السوري والفوضى والانقسامات اللبنانية في كل شبر من أرض الأرز وسمائه.
وأخر مايقوله المراقبون: فلنفرض المستحيل، اللبنانيون جميعاً بلا استثناء أمنوا ببلدهم بلد سيداً حراً مستقلاً، وقرروا الدفاع عنه بكامل شعارات ثورة الأرز فهل يقدر هذا الإجماع اللبناني الخارق لطبيعة الأشياء والمتجاهل لبدهيات الواقع أن يعدل ميزان القوى المختل جداً لصالح الحشود العسكرية، لصالح الشقيق القوي الطموح الجموح؟، وفي ظل الانشغال الدولي الشبه التام حالياً ولستة أشهر على الأقل بكل شأن عدا الشأن اللبناني.
نحن لا نميل إلى تشاؤم المراقبين ولكننا مع الحكمة القائلة إن سوء الظن من حسن الفطن، وإن سوء الظن عصمة، وإن طريق جهنم مفروشُ بذوي النوايا الحسنة- وما أكثر وأحسن نوايا البعض القوي-، وإن طريق الجنة لا يقدر عليه إلا المؤمنون الأذكياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |