الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوة لقراءة ماركس...نقد لسياسة الحزب الشيوعي العراقي

عبد العالي الحراك

2008 / 10 / 15
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


تفضل الاستاذ القديرياسين النصير بكتابة مقالة مهمة حول ضرورة قراءة ماركس(لنقرأ ماركس) نشرت على موقعي صوت العراق والحوارالمتمدن ليوم 12-10-2008. قد تكون هذه المقالة استجابة واغناءا لآراء وكواقف مختلفة تتعرض بالنقد لسياسة الحزب الشيوعي العراقي,خاصة موقفه الغريب بعد سقوط النظام السابق ووقوع الاحتلال الامريكي للعراق,تصدرمن كوادربين صفوفه واصدقائه والمقربين منه ومن اخرين انشقوا عنه او مستقلين,يحرصون على ضرورة قيام الحزب بدوره الذي كان معروفا في استنهاض الجماهيروالدفاع الشجاع عن مصالحها..لقد كان الاستاذ النصير واضحا رغم اقتضابه وعموميته في بعض الفقرات تجنبا (لزعل الرفاق) كما اعتقد,لأنهم حساسون جدا من أي نقد وان كان بناءا ومفيدا وصادرا من اقرب الناس اليهم..هذه المقالة بعد قرائتها دعتني الى التعليق عليها والاستفادة منها ومقارنتها بما طرحت في مقالة سابقة لي بعنوان (اتحاد اليسار ودور الكوادر الشيوعية المتقدمة) نشرعلى الموقعين المذكورين اوائل الاسبوع الجاري وفيها نقد مباشروصريح لسياسية الحزب الشيوعي العراقي ودعوة للنهوض وليس تجريح كما فهمها البعض,قد يشيرلها الاستاذ العزيز من قريب او من بعيد ببعض الالتفاتات والاشارات والملاحظات في مقالته موضوعنا الان.لكني اغضبت اخوة اخرين,فأنبرى بعضهم باطلاق العبارات التي تعبرعن الغضب والانفعال واصحابها هؤلاء يحتاجون الى وقت طويل لقراءة ماركس قراءة متأنية كي يتقبلوا النقد العلمي الواقعي ولتتسع صدورهم للاخرين حتى وان اخطئوا حسب اعتقادهم وان يردوا النقد بالنقد الاقوى والتصحيح الادق وذكراسماء المسميات واحاطة العبارات الناقدة بين قوسين حتى يكونوا دقيقين دقة الناقدين وحصيفين حصافة الحق الذي عنه يبتعدون,منشغلين بعبارات لا تليق وتسميات مبتذلة لا تحل ازمتهم .
قراءة ماركس باستمرار,ضرورية جدا للماركسي كشخص وكحزب,لانه سيكتشف في كل مرة ومرحلة اشياء جديدة وحلول لأختناقات فكرية وتطبيقية,ولمن اخطأ فهمه وطبقه كتجربة واحدة معاشة في بلد واحد اتخذ في وقت ما المثال الوحيد الذي يقتدى به وترك ماركس وفكره,واصبحت الاحزاب الماركسية ذيلا لتلك التجربة تستنسخ وتطيع وتلبي,وقد اهملت ظرفها الوطني ومشاكلها المحلية. فالماركسية هي النظرية العلمية العامة التي تطبق في كل بلد بصورة تختلف عن البلد الاخر,باختلاف الزمان وظروف المكان المتغيرة والمتجددة ومراحل التطورالتي بلغتها.لهذا نجحت التجارب الذاتية المحلية الاصلية واصبحت مدارس في الماركسية,كالتجربة السوفيتية(لينين) والصينية(ماوتسي تونغ) والكوبية_الامريكية اللاتينية (فيدل كاسترو وكيفارا) والكورية(كيم ايل سونغ) والفيتنامية(هوشي منه وجياب) واليوغسلافية( جوزيف بروتست تيتو) والالبانية(انور خوجه) وغيرهم ,ولم تنجح احزاب شيوعية اخرى في بلدانها ومن ضمنها الاحزاب الشيوعية العربية,كالحزب الشيوعي العراقي,لانها تركت ظرفها الوطني وتجربتها المحلية وراحت تنظر الى تجارب الغير وخاصة التجربة السوفيتية والتجربة الصينية والصراع الحاد بينهما,محاولة استنساخهما والتطبيل لهما,بحيث اصبحت تابعة لها لا تناقش ولا تعترض الى ان سقطت التجربة الاشتراكية. ولم تنتقد هذه الاحزاب نفسها ولم تراجع برامجها وسياساتها السابقة,بل اتجهت معظمها وقياداتها اتجاها ليبراليا متهافتا.الاستاذ النصير يسأل في مقالته القيمة هذه,مجموعة من الاسئلة الوجيهة . هو يعرف الاجابة عليها ولكنه يريد تحريك الاوضاع وايقاظ النائمين من نومهم سائلا...على سبيل المثال (هل كان الحزب الشيوعي العراقي على دراية بما يحيق به خلال السبعين سنة الماضية؟) كنت اتمنى ان يجيب بنفسه,لان الحزب لا يجيب وانا اجيب على قلة معلوماتي ومحدودية اطلاعي..فأقول لقد شهدت مرحلة بناء الحزب تحت قيادة الراحل فهد بناءا وطنيا ونضالا مريرا ومثابرة عملية للاحداث الوطنية في مراحلها الاولى المعادية للاستعماروالساعية لتحريرالعراق وبناء الاشتراكية..اما المراحل اللاحقة فاتسمت بالارباك والارتباك وكثرة الاخطاء خاصة ما يتعلق بالمشاركة في الجبهات الوطنية التي دعى لها الحزب والتي شارك فيها من موقع خاطيء وجنى منها مصائب كبيرة,لانه لم يستخدم النظرية الماركسية واسسها وشروطها وتطبيقاتها السوفيتية والصينية والفيتنامية ازاء ضرورة الجبهات وطريقة تشكيلها ومهامها وقيادتها .فقد كان الحزب الشيوعي الفيتنامي مثلا يقود جبهة التحرير الوطني الفيتنامي التي اشتركت فيها جميع الاحزاب الوطنية الفيتنامية ومن ضمنها احزاب دينية هندوسية وغيرها. قادها الحزب ووجهها الى حين تحقيق النصرعلى الامريكان وهزيمتهم شرهزيمة,دون ان ينفرط عقد تلك الجبهة او ان تواجه مشاكل مصيرية.اما في العراق فكانت مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في الجبهات الوطنية السابقة بناءاعلى قرارات عاطفية لقيادات تفتقد الحكمة والاستقلالية الوطنية في اتخاذ القرار,اوانها كانت واقعة تحت تأثيراملاءات اممية(قيادات الاتحاد السوفييتي السابق) وهذا ما اعني به( فقدان الاستقلالية الوطنية).اما التحالفات الحالية في العملية السياسية فمشاركة الحزب فيها كانت دون تشخيص وتحديد لموقعه,فهي مصيبة المصائب,وان درسا عمليا او مراجعة منطقية للتجارب السابقة لم يحصل قط..لهذا كان الاصدقاء والاعداء يقدرون قيمة واهمية الحزب الشيوعي العراقي,ولكن قياداته لا تشعر بذلك ولا تقيمه كما ينبغي,لهذا اوقعته في مطبات فقد فيها الكثير,وسواه من الاحزاب السياسية لا يمكن لأي منها النهوض من جديد,لو تعرضت ما تعرض له الحزب الشيوعي العراقي,لقسوة الضربات ولعمق الازمات,ولكنه ينهض بعد كل انتكاسة بسبب اسناد الجماهيرله وقرب كوادره منها..ثم تخطأ القيادات وتعود دورة المعاناة والانقسامات..وكأنما خلق الحزب ليمر بدورات من المعاناة والازمات..وخلق منتسبيه ليعيشوا السجون والمعتقلات اوحياة الغربة خارج الوطن..وهل ستستمرهذه الحال؟ لهذا توجب النقد الصريح والمباشر.والاستاذ النصير ينقد بهدوء من خلال الدعوة الى ضرورة قراءة ماركس وملاحظات اخرى.اذا كان الحزب الشيوعي العراقي يفكر حسب رأي الاستاذ النصير(بمرحلة ما بعد تطبيق الماركسية أي بالمرحلة الشيوعية) نتيجة امتداد بصره الى التجربة السوفيتية والتجارب الاشتراكية الاخرى في العالم حسب اعتقادي فانه كان يقفز فوق المراحل الوطنية والتجربة الوطنية التي قلما درسها دراسة مستفيضة , ماعدا تجربة الجبهات الوطنية التي افاظ فيها واخطأ بأستمرار,والتجربة الكردية التي انحاز اليها بشكل واضح واخطأ ايضا في معظم جوانبها وما زال يخطأ..ان تركيزه السابق على التجربة السوفيتية كسائرالاحزاب الشيوعية العربية وغيرها السائرة في الفلك السوفييتي,كان خطئا كبيرا ومدعاة اساسية للطعن في استقلاليته وفقدانه لخيوط اللعبة السياسية في العراق خلال عمره المديد. اتذكرالان موقفه من التحولات التي حصلت في حركة القوميين العرب وخاصة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اواخر الستينات وتبنيها الفكرالاشتراكي العلمي الماركسي,فان الحزب قد وقف موقفا مشككا في باديء الامرمن اهداف ونوايا الدكتور جورج حبش,وهل انه يتبنى الخط الاشتراكي السوفييتي ام الصيني؟ رغم ان الاخير كان واضحا بتبنيه الماركسية كنظرية عامة وياخذ من التجارب الاخرى ويتعامل معها بمقدارالعلاقة الايجابية مع الثورة الفلسطينية.فلو كان الحزب مستقلا لرحب بالدكتورحبش وتنظيمه الجديد,ولا ننسى الدعم التثقيفي الذي قدمه الحزب لكوادرالجبهة بخصوص فتح مدارس للتوعية والتثقيف الحزبي بالماركسية في تلك الفترة والتي لم تستمر طويلا للسبب نفسه.ماذا علينا عمله اليوم؟ يسأل الاستاذ النصيروالحزب لا يجيب بالتأكيد..حزمة من الاشياء يجب ان يعملها من يؤمن بالماركسية... 1. صعود قيادة جديدة للحزب شابة في عقليتها وعلميتها وثوريتها الهادئة واستقلاليتها ووطنيتها تراجع الماضي وتنقده بحكمة وذكاء وتبني للحاضروالمستقبل عبر طريق ولو انه صعب وطويل يبدا بتحريرالعراق من الاحتلال والتدخلات الخارجية والطائفية..2. نقد العملية السياسية نقدا علميا وعمليا من خلال النتائج والممارسات السلبية الكبيرة التي جاءت بها بحق الشعب والوطن وان تطلب الامر الخروج منها 3. دعوة مخلصة من خلال برنامج عمل سياسي وثقافي واجتماعي وطني يجمع اطراف اليسارالعراقي كافة 4. دعوة مخلصة من خلال برنامج سياسي عام يجمع القوى الوطنية كافة باستثناء الطائفية في جبهة وطنية عريضة واضحة الاهداف والمعالم والستراتيجيات وتحت قيادة سياسية وطنية مشتركة .5. الالتحام بالشعب من خلال رفض قانون النفط والغاز و(الاختلافية-الاتفاقية) الامنية مع الاحتلال الامريكي واموراخرى تأتي لاحقا. هنا العيب الكبير كما يقول الاستاذ النصير في ان الحزب الشيوعي لم يقدم تصورا عن دروس الماضي وهو يسأل( هل استطاع الحزب الشيوعي العراقي وخلال هذه السنوات ان يستفيد من الدروس التي مرت بها الماركسية في ضوء قرائته للواقع العراقي؟ اشك ان قدم تصورا كاملا بالرغم من تحولات نظرية وعملية جيدة حدثت) اذن عليه ان يقدم تصوره وبرنامجه الفعال وليس الاستمرارفي الجبهة مع احزاب الاسلام السياسي والذي يسمي بعضها الاستاذ النصير بانها (احزاب اسلامية ليبرالية ووطنية لا ترتبط بايران)..العملية السياسية عموما مرتبطة بايران ولا تؤثر شيئا تلك الاحزاب التي يتكلم عن الاستاذ العزيزالا خارج العملية السياسية وضمن برنامج وطني يشمل جميع من هو لا طائفي ولا امريكي ولا ايراني. يقول الاستاذ ياسين النصير( فكرة الجبهات ليست مخطوئة لكنها لم تدرس بما فيه الكفاية) فكرة الجبهات في رأيي مهمة وضرورية حيث لا يستطيع أي حزب سياسي ان يعمل ويتحرك بين الجماهير بدون ان يشترك مع الاخرين في جبهة منسجمة ثابتة تغطي على الاقل مرحلة نضالية محددة الاهداف والغايات والبرامج والاحزاب والشخصيات المشاركة وتوزيع الادواروالواجبات..لم يشترك الحزب لحد الان في جبهة منسجمة فيها نسبة معقولة من الثبات,بل في جبهات مؤمرات وتناقضات وصيد في مياه بركها الآسنة يخسر الحزب في نهاياتها الحزينة.اما الجبهة الحالية فهي ابخس واتعس الجبهات..لا شيء فيها يوحي بانها جبهة..ولا مكان يعترف به للحزب الا مواقع وظيفية هامشية لبعض قياداته.(ارتباك واضح في مسيرة الحزب الحالية) يقول الاستاذ النصيروهذا ما اشرت له في مقالتي سالفة الذكر ودعوت الكوادرالمثقفة ذاتها ان تأخذ دورها وتنقذ الحزب من هذا الارباك والارتباك ودعوت كذلك السيد حميد مجيد (ان يقول كلمة واحدة صادقة).ولكن هب علي(وكلاء اليسار) بالطعن والصاق الالقاب البذيئة التي لا تليق بعلمي ماركسي اولي يدعي انتسابه الى الماركسية. (الحزب يفقد الكثير من خصوصيته عندما يجد نفسه بعد فترة بسبب انفراط التحالف ليس نابعا من اخطائه فقط بل من زئبقية افكاروهوية تلك الجهات) لقد فقد الحزب خصوصيته يا استاذ ياسين منذ اشتراكه في العملية السياسية ومجلس الحكم خاصة,لانه اسس للطائفية بكامل الوضوح والعلنية ولم يبق من خصوصية الا اسم الحزب وقد يكون في ذلك قصد وهدف في نفس ابي داود واخرين.(ما يحدث االيوم وما حدث بالامس من اصطفاف مع قوى سياسية في الحكم مسألة يجب اعادة النظر فيها جذريا)اعادة النظرالجذرية تتطلب بالضرورة نقد العملية السياسية جملة وتفصيلا والخروج منها..هذا الذي اردت ان تقوله يا استاذ ياسين..اليس صحيحا؟ فلماذا تغضبوا مني ايها الأخوة لأني قلتها بصورة مباشرة بينما قالها الاستاذ باسلوب ادبي غيرمباش..والمباشرة لا تعني سوء الادب بل تمنع التفسيروالتأويل.(على الحزب ان لا يخشى النقد او يتجنب الكشف عما حدث فيه عبر ثمانية مؤتمرات صاخبة..على الحزب ان يصارح اعضائه بالحقيقة الكاملة).في كل كلمة كتبتها يا استاذ النصير يراد لها كتاب..فالخشية من النقد ليست من صفات الماركسي الذي يمتلك العلم ومنطقه والثقافة وبحورها وسعة الاطلاع وآفاقها.فكيف يخشى شيوعي عراقي من نقد وهو ما كسب ولم يكسب من الحياة غير سجونها ومعتقلاتها وتشريدها ولجوئها وغربتها حرها وبردها وجوعها وعطشها وحرقة الحنين الى الوطن..؟ يتجنب الكشف عن ماذا عن اخطاء او(جرائم كبيرة)..ثم مؤتمرات صاخبة على مدى السبعين عاما..ثلاثون واستكثرها شاعرالشعب مظفر النواب,بسبب حبه وشوقه للعراق..وانت تقول (قليلة السبعون عاما) دليل الامل في نفسك والتفائل الذي تكتنز في سبيل المستقبل للعراق..اية حقيقة كاملة يصارح بها الحزب جماهيره؟ وهل صارحهم بجزء من الحقيقة؟ لقد بدأ البعض يكتب قصة حياته السياسية الشخصية وفي بعضها جوانب من الحقائق المؤلمة..واوعد اخرون بكشف الحقائق. كم هي كبيرة عقولكم وقلوبكم وانتم تختزنون تجارب وتخفون حقائق؟ لانكم تحبون حزبكم وحب الحزب هو حب النضال وعندما يتوقف او يبرد النضال يتوقف و يبرد الحب ويختفي الحبيب عن المحبوب. متى (بدأ الحزب تقييم المرحلة والتجربة مجددا) اين علاماتها ومؤشراتها يااستاذ ياسين؟ وماهي الاحزاب الاسلامية (الوطنية) التي يجب ان يصطف معها الحزب الشيوعي العراقي؟ اين هي (التطورات الداخلية والفكرية في الحزب رغم محدوديتها التي يجب ان يقرأها المنتقدون (وانت منهم) )؟ شكرا للاستاذ ياسين النصيرعلى هذه المقالة القيمة والافكاروالملاحظات التي تضمنتها. ارجو ان ترتقي القيادة للتعامل معها وحسابها في عداد النقد البناء وان تصحح المسار نحو عمل يساري حقيقي يوحد ولا ينعزل .. والى مزيد من الايضاح والتوضيح عسى ان يسلك الخيرون من ابناء شعبنا الطريق الصحيح في سبيل الانقاذ والخلاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البصرة 31 أيار 2024- الندوة السياسية لمنظمة البديل الشيوعي-


.. ماذا يعني صعود اليمين المتطرف في أوروبا للجاليات المسلمة وال




.. إسرائيل: أعداد متزايدة من المتظاهرين والمظاهرات ضد نتنياهو و


.. تراجع شعبية ماكرون تصعب حملة معسكره الانتخابية.. ماذا عن وحد




.. فيديو. الشرطة الإسرائيلية تستخدم خراطيم المياه لتفريق متظاهر