الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرن الهزائم العربية

ضمد كاظم وسمي

2008 / 10 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


يمكن بحق أن نسمي القرن العشرين بقرن الهزائم العربية المنكرة .. بدءاً من الإحتلال الغربي للبلاد العربية مروراً بنكبة فلسطين وهزيمة الخامس من حزيران وليس إنتهاءً بهزيمة التيارات القومية وإحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية . الأمر الذي يفسر ظهور حركات الإسلام السياسي وتصدرها للعمل السياسي في الساحة العربية .. وحصولها على تأييد شعبي واسع لأن المواطن العربي محبط ومهزوم في الواقع .. لذلك فإنه يتطلع الى أمل ينتشله من يأسه المقيت فكان الإسلام هو الحل في نظر الجماهير لأن تحت راية الإسلام في التاريخ فقط إنتصر العرب على الآخرين وأقاموا إمبراطوريتهم العظيمة .. وبغية إعادة تلك الأمجاد لابد من العودة الى التراث وإقامة دولة الخلافة . والحركات الدينية لا تعمل وفق خطط واقعية ولا تتعاطى مع روح العصر وآلياته ولا تأخذ بنظر الإعتبار الظروف الإقليمية والحقائق والدولية .. لأنها تؤمن بمثال وعقيدة .. تتصرف على هداهما وتسقطهما على الواقع لأدلجته وفق تلك العقيدة شاء من شاء وأبى من أبى .. هذه حماس ماان وصلت الى السلطة من خلال آليات العصر – التوظيف هنا لصناديق الإقتراع يتنافى مع المبدأ – حتى صارت تتصرف كسلطة وكمقاومة وهي ترفض كل الإتفاقيات السابقة والتي عقدتها السلطات السابقة .. وهي إذ تعجز في إدارة الدولة .. تلجأ الى التحول الى (( أهل الثغور )) لمقاتلة العدو وأسر جندي إسرائيلي واحد .. وكأنها فتحت (( الأندلس )) .. وبنفس النهج يسير حزب الله في لبنان إذ في الوقت الذي يشارك في الحكومة فإن له مليشيا (( اهل الثغور )) يقاتل بهم العدو برغم إتفاقات الهدنة وتواجد القوات الدولية للفصل بين الطرفين .. وكعادة الحركات الدينية هي السلطة وهي المقاومة لأنها لا تؤمن بالمعارضة ولا تؤمن بالآخر وهذا يذكرنا بكلمة رئيس وزراء العراق السابق في مؤتمر القاهرة للوفاق عندما قال نافياً لوجود مقاومة أخرى في العراق : من المقاومة ؟.. نحن المقاومة !!!
على أية حال فإن أسر جندي إسرائيلي في غزة أوجنديين أسرائيليين في لبنان في ظل أوضاع مأزومة حصيلة تاريخ حروب وقتال مرير بين العرب وإسرائيل لايمكن أن يترتب عليه هذا الرد الإسرائيلي المتحامل .. حيث تعلن إسرائيل حرباً شاملاً على قطاع غزة ولبنان .. وتستخدم الطائرات والبارجات والصواريخ والمدفعية وكل الأسلحة الفتاكة .. لا تفسير لذلك إلا القول أن لإسرائيل وجهين ، الوجه الأول .. الليبرالي العلماني الديمقراطي .. وهو الوجه الذي تتاجر به ضد العرب كحكومات شمولية إستبدادية لذلك نراها تحظى بتأييد دولي كبير ولا سيما التأييد الحاسم والمطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .. أما وجهها الآخر .. الوجه الأصولي الذي يوظف الدين والأساطير كما الحركات الدينية في حربها (( المقدسة )) ضد العرب .. فالمسألة ليست أسر جندي أو جنديين .. وإنما عقيدة يهودية صهيونية .. تستغل الظروف المناسبة لتفعيل إسقاطاتها الآيديولوجية .. وخلق واقع منفعل تكون نتائجه لصالح إسرائيل .. من خلال التمويه والخداع إذ تتظاهر أمام العالم كله بالإنسحاب من قطاع غزة كدولة متحضرة تؤمن بالسلام وتحترم القوانين الدولية .. ولكنها من أجل جنديين يمكن أن تدمر بلداً بأكمله كلبنان وتذبح شعباً بأسره كالشعب الفلسطيني .. أما وقد أعلنت إسرائيل حربها ضد العرب .. فأين الأمة العربية من ذلك ؟ .. فهل نحن كعرب عاجزين عن الدخول في حرب ضروس مع إسرائيل دفاعاً عن الأرض والكرامة ؟ .. وإذا كنا كذلك فلم لا نستخدم السلاح الإقتصادي ونقطع شريان (( النفط )) عن العالم الذي يناصر إسرائيل ويبرر عدوانها ؟ .. بل أين مواقف العرب السياسية والإجتماعية وأين المسيرات المليونية وأين الإعلام العربي .. بل أين المجاهدون العرب ولم لا يتوجهون لتفجير الصهاينة بدلاً من تفجير أبناء ارومتهم ؟ وإذا كنا عاجزين أجمعين كأمة وكأنظمة وكأحزاب وكشعوب فلم لا نعلنها صراحة نعلن إستسلامنا للإله الأمريكي ؟.. حتى نريح ونستريح !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح