الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة للنصيحة التي اسدتها عضوة مجلس النواب الست ميسون الدملوجي

مسلم عوينة

2008 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قالت الست ميسون الدملوجي في حديث سابق " انا انصح المثقفين ان لايترفعوا على السياسيين " ودأبت قناة ( الحرة عراق ) الفضائية على بث صورة الست ميسون يومياً وهي ترسل نصيحتها هذه ... حتى غدا عرضها يثير الاستهجان ويبعث القرف ، ولايتضح ما الذي دفعها الى اسداء هذا النصح ... ولأيّ ٍ من المثقفين ارسلته وأيّ السياسيين تقصد ... وهل تحسب نفسها على اولئك ام على هؤلاء . لسنا بحاجة الى المثقف المتعالي ولا الى ثقافته ... كما اننا في غنى عن السياسي المتعالي وعن سياسته ، اننا بأمّس الحاجة الى المثقف الحر المتطلع للمستقبل الافضل لشعبه ووطنه ، كما اننا بأمّس الحاجة الى السياسي الوطني الذي يناضل في سبيل النهوض بشعبه ووطنه نحو مراقي الحضارة ، وهذه الفئة من المثقفين والسياسيين لايمكن ان يكونوا الاّ طيبين متواضعين محبين للناس ... متى كان المثقفون العراقيون الاحرار، يمارسون الاستعلاء والكبرياء في سلوكهم ... نعم هناك نفرٌ من مثقفي صالونات النبلاء والبروج العاجية ... هؤلاء لفظتهم مسيرة الثقافة والمثقفين العراقيين ، وهم الذين قال فيهم شاعر العرب الاكبر الراحل الجواهري :

يســتنزل الفكرَ من عليا مَنازِلهِ رأسٌ ليـــمْسَحَ من ذي نعمةٍ ذَنَــبا
وُزمْـرة الادبِ الكابي بُزمـرتهً تفرَّقت في ضلالات الهوى عُصبا
تَصــــيّدُ الجــاهَ والالقابَ ناسيةً ً بأنّ في فكــرةٍ قدســــيّةٍ لقـــــــبـا
...................................
اما المثقفون الاحرار ... اما السياسيون الاحرار، فلم نرهم الاّ مع الشعب بعيداً عن الاستعلاء والكبرياء ، يحملون همومه ويتطلعون الى المسقبل الافضل له ... واجه المثقفون والسياسيون الاحرار اضطهادَ وعنتَ سياسيّيّّ السلطة على امتداد تاريخنا الوطني الحديث عدا فترة قصيرة من ايام ثورة (14) تموز الوطنية المجيدة يوم قال الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ، مخاطبا الادباء والمثقفين " انتم احرارٌ بما تفكرون وتكتبون ..." وهو بذلك اول رجل من سياسيّيّ السلطة يخاطب المثقفين خطاب السياسي الحر ... وفيما عدا تلك الومضة في تاريخنا الحديث بقي المثقفون والسياسيون الاحرار هدفا لاضطهاد سياسيّيّّ السلطة ويعرف الجميع تفاصيل ذلك الاضطهاد وخصوصا ابان العهد الدكتاتوري الاسود , وبعد سقوطه كان الامل ان تنطلق الثقافة في عراق جديد ينطوي على فضاءات ليس لها حدود من الحرية والديمقرطية واعادة البناء اقتصاديا ... تربويا ... صحيا... الخ ولكن كان ما هو معلوم من الكوارث التي جرتها علينا اطماع السياسيين الذين امسكوا بالسلطة ونشروا خارطة المحاصصة الطائفية وتغذية التعصب فبقيت البلاد والعباد يواجهون التفخيخ والاختطاف وقطع الرؤوس ... الخ واصبحت الثقافة والمثقفون يواجهون الموت الزؤام ووزارة الثقافة تسعى الى تثبيت نفس عقلية السيطرة الشمولية وصدّ اية ثقافة متنورة تهدف الى الانسجام مع مسيرة الحضارة الانسانية ، ووجد المثقف نفسه يواجه رصاص وُمدى المتشددين والسلفيين وجماعات الفكر الرجعي ...
كان الاجدر والاجدى اسداء النصح الى سياسيّيّ السلطة بتمزيق جلابيب الطائفية والتعصب ومخازي المحاصصة التي اشغلتهم طيلة سنوات خمس عن عذابات الجماهير، حيث تضاعفت ، ومعاناتها التي تعمقت ... فقد عمّ التخلف والخراب في مختلف جوانب الحياة بل وتصاعد الخراب يوما بعد اخر والضحايا في الاسواق وعلى الطرقات ، وتداعى الاقتصاد وانهارت التربية ... وتردت الصحة ...و انهارت الثقة بكل شئ ... يجدر اسداء النصح للسائرين على الخطأ مسببين هذه الاثام والخطايا ، فجلبوا لنا الكوارث والمآسي ... لماذا لم يُسد النصح الى اولئك الذين ينظرون الى الناس من مثقفين وغير مثقفين بعين التعالي والكبرياء ، ويحاولون الالتفاف على كل ما من شأنه ان يحمي حقوق المرأة... الالتفاف على كل ما من شأنه تثبيت موقعها الذي تستحقه في الحياة الاجتماعية ... اولئك الذين يستحقون اسداء النصح لعلهم يرعووا ... لعلهم يفتحوا عيونهم ليروا أين وصل المجتمع البشري وأية ذرى بلغتها الحضارة ... لعلهم يتخلّون عن اسلوب التجاذبات والمماحكات ، على الحصص بحيث اوصلوا بلادنا وشعبنا الى هذه الحال المؤسفة ... لعلهم يتذكرون آلام الناس المتصاعدة ... لعلهم يتذكرون قاعدة المناضلين " نحن اول من يجوع واخر من يشبع " لعلهم يبتعدون عن روح الحيازة والاستحواذ ، اليس تجاوز وزارة الثقافة لدور اتحاد الادباء والكتاب , ووضعه خلف ظهرها عندما اقامت مهرجان المتنبي ... اليست هذه صورة صارخة لتعالي السياسي على المثقف بل واهماله المثقف لذلك بدا المهرحان شاحبا مصابا بفقر الدم لانه ابتعد عن المثققف الحر والثقافة الحرة ، ان كل التجارب التي مرت بنا ومررنا بها تشير الى استخفاف سياسيّيّ السلطة بالمثقف واضطهادها له ومحاربته بمختلف السبل والوسائل ... اذا اراد السياسي الوطني قيادة حركة التغيير التقدمي في المجتمع والاتجاه نحو المستقبل الافضل فانه لايمكن ان يشيح بوجهه عن المثقف التقدمي ... انهما يجب ان يتلازما , ويتحالفا ويضعا يداً بيد لقيادة المجتمع نحو البناء الحضاري الجديد ... فالسياسي ذو الموقف المتشنج من حركة التقدم وممثليها من المثقفين التقدميين ، السياسي ذو الثقافة الرجعية ، هو الذي يتعالى وهو الذي يضطهد وهو الذي يعيق ... وحين يسير السياسي والمثقف معاً في الطريق الواحد لانجاز المهمة المشتركة عندها يزداد ويتعمق وعيهما بالمسؤولية التي يحملان ... فالى عضوة مجلس النواب المحترمة الست ميسون الدملوجي رجاء ان تعيد النظر بمقولتها المذكورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة