الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهكذا تكافئون صانعي حضارة العراق ؟

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 10 / 15
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ما يتعرض له مسيحي العراق ليس جديدا فمنذ احتلال العراق ومن ثم الاتيان بحكومة طائفية لتحكم البلد وتتصرف بثرواته وموارده وتسطير على انفاس ابنائه تحول الوطن الى دويلات مستقلة عن بعضها البعض يحكمها اناس تابعين سياسياً او ميليشيات معروفة الولاء او عصابات اجرامية تعبث الفساد وتزرع الموت المجاني في الكنائس والجوامع والاسواق والشوارع والمدارس، ولا يهم جنسية الضحية او دينها او جنسها او عمرها المهم ان تعم الفوضى ويبتسم الجلاد ويكون السيد راضياً.
خلال الايام الماضية وتحت انظار حكومتنا الوطنية المنتخبة هجرت اكثر من الف عائلة مسيحية من مدينة الموصل وحدها بعد تلقيهم تهديدات من مسلحين مشبوهين، او لسماعهم اصوات مكبرات الصوت من السيارات التي تجول في شوارع المدينة وازقتها علانية في وضح النهار وهي تحثهم على ترك المدينة او انتظار المصير المظلم، كل هذا يحدث والاعلام العراقي، بشكل عام، صامت وكأن ما يحدث شيء طبيعي وان المسيحيين دخلاء على الوطن او اعداء يفترض ازالتهم من الوجود.
طوال تاريخهم لم يسجل التاريخ حالة تمرد مشبوهة او اتفاقية يعقدها المسيحيين باطنياً لفرض مصلحتهم على مصلحة البلد، اضافة الى عدم تشكليهم لميليشيا خاصة تحميهم وترد بالمثل على كل من يعتدي عليهم او يستفزهم كما يحدث في عراقنا الجديد مع بعض الطائفيين والمخربين، بل كانوا وطنيين محبين للبلد مخلصين في عملهم معتزين فخورين بعراقيتهم مسالمين يحترمون باقي مكونات الشعب دون تفرقة اوتمييز.
فرار هذا العدد الكبير من العوائل من مدينة الموصل وتحت انظار السلطات يعتبر اوضح واكبر رد على دموع التماسيح التي يذرفها البعض من المسؤولين الحكوميين على المسيحيين وحقوقهم وكرامتهم وقرار تهميشهم بالغاء الفقرة 50 من قانون مجالس المحافظات، اليس تهجير المسيحيين وتفجير كنائسهم وبيوتهم مخطط اخر مدروس لتفريغ المدينة من المسيحيين ورسالة واضحة لهم بأنه ليس لديهم أي مستقبل في العراق الجديد.
حماية المسيحيين وبقية الاقليات، بل كل العراقيين، لا تتم بالتنديدات والتصريحات او اللقاء بممثليهم ( موظفي البرلمان ) وطمأنتهم، ولا بارسال فوجين او ثلاثة من الشرطة لحراستهم فهذه الاجراءات كلها مؤقتة وطريقة مهذبة ودبلوماسية لذر الرماد في العيون، بل تتم بازالة السبب والمسبب اللذان هما جزء لا يتجزأ من افرازات السياسة الطائفية واسلوب تهميش الاخر وابتلاعه التي تتبعه الحكومة.
خدمة الوطن لا تتم بقتل وتشريد سكانه الاصليين، الذين كانوا عراقيين في كل الازمنة والاوقات ولم يصبحوا، رغم كل المعاناة والظروف القاسية التي مرت بهم، اداة او ورقة عمل بيد دول الجوار او اصحاب القرار من الدول العظمى كما حدث ويحدث في العراق مع الكثير من الاحزاب والشخصيات المتنفذة، خدمة الوطن تتم بقطع الايادي الملوثة والملطخة بدماء ابرياء الشعب العراقي وتكميم الافواه التي تدعو الى التفرقة والتقاتل والى المزيد من التباعد والدمار.
وفي الختام نسأل القائمين بهذه الاعمال المشينة اذا كانت هذه مكافئتكم لصانعي حضارة العراق فما هي مفاجئتكم للغرباء ومنفذي اجندتهم ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-