الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتحد العالم ضد حثالات الموصل

عبدالمنعم الاعسم

2008 / 10 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليتحد العالم لمواجهة الهمجية المنفلتة في الموصل، ليس فقط لانها تتحدى اتفاق المجتمع الدولي العام 1957 لحماية السكان الأصليين ومنع إجلائهم، او انها خارج أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتشريعات الخاصة بالحقوق الثابتة للمدنيين في مناطق سكناهم، او ضد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للسكان الاصليين، والمواثيق الدولية العديدة المتعلقة بمنع الاذى عن السكان الآمنين.

وليس فقط لان برابرة الموصل الذين يقيمون جاهلية باسم دولة العراق الاسلامية وينفذون من خلالها مشروع الردة البغيضة، وليس فقط لانهم اصحاب سجل من جنس محترفي الاجرام وهواة اعمال الذبح والاستئصال التي يسجلون وقائعها على اشرطة الفيديو، او انهم دعاة الانكفاء الى الغابة والخرافة وغبار الماضي، وليس لانهم حثالة منبوذة مطلوبة للقصاص عن معاصيها وحفلات الدم التي تقيمها في الموصل والعراق، او انها سلالة تحدرت من فضلات الاجناس البشرية.

نعم، ليتحد العالم ضد هذه الحثالة التي اسفرت عن وجهها في اعمال القتل والاجلاء والتخويف ضد السكان المسيحيين في مدينة الموصل، وقبلها في العديد من مدن العراق، لسبب آخر ذي صلة بمشروعها التكفيري العنصري لتدمير العالم واضرام النار في حضارته.

والقضية، اولا، ان ما جرى وما يجري لمسيحيي الموصل، واختتم بقتلهم وتهجيرهم عن موطنهم ونسف منازلهم، كان قد جرى لمسيحيي البصرة وبغداد والعراق طوال سنوات، كما جرى لاتباع الديانات الازيدية والمندائية حيثما اقاموا وعاشوا، وقد جرى ذلك في ظل صمت العالم الذي لم ينتبه كفاية الى ابعاد هذه الغزوة وشرورها، ولم يضعها على طاولة البحث بوصفها سقطة في النوع البشري الذي يأمل عن طريق الارهاب الى اعادة العالم الى عصر العتمة والخيام.

والقضية، ثانيا، خرجت جزئيا من مسؤولية الدولة العراقية التي اخفقت في حماية اصحاب الارض الاصليين بمواجهة غزاة متوحشين، بل انها استفزت مشاعرهم في تمرير قانون انتخابات مجالس المحافظات يتنكر لهم، من دون حتى استمزاج رايهم على وفق المادة (6) فقرة 1-أ من الاتفاقية الدولية رقم (106) حول حقوق السكان الاصليين تلزم الحكومات الاعضاء في الامم المتحدة باستشارة الشعوب المعنية، عن طريق إجراءات ملائمة، وخاصة عن طريق الهيئات التي تمثلها، كلما جري النظر في اتخاذ تدابير تشريعية أو إدارية يمكن أن تؤثر عليها بصورة مباشرة .

والقضية، ثالثا، ان العصابات التي تدير حملة القتل والتهجير في الموصل تمثل نموذجا من عارض عالمي يهدد العلم والفكر والحرية والتعايش والسلام مما يقع تحت مسؤولية المجتمع الدولي والامم المتحدة حصرا.

مرة اخرى، ليتحد العالم لمنع هذه العاصفة من المرور.



ـــــــــــــــــــ

وكلام مفيد:

يلاقيك مجرم، يعنى أن يمسك بك لغز في حالة اليقظة .

إيمانويل ليفيناس











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك


.. هل أصبح بايدن عبئا على الحزب الديمقراطي؟ | #أميركا_اليوم




.. مسؤولون أمريكيون: نشعر باليأس من نتنياهو والحوار معه تكتيكي


.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟ ولماذا يفضلها ا




.. سرايا القدس تبث صورا لتفجير مقاوميها بكتيبة طوباس سيارة مفخخ